كتب: عبدالرازق الشويخي
قالت شركات صناعات مغذية للسيارات إنها تعتزم ضخ استثمارات بقيمة 2.25 مليار جنيه خلال العامين المقبلين والتحول من الاستيراد إلى التصنيع مع نمو الطلب على قطع غيار السيارات في مصر في ظل ارتفاع سعر الدولار.
قال أسامة حال مدير شركة “بلستون الدولية المحدودة” لصناعة إطارات المركبات، إن الشركة تعتزم الانتهاء من مصنعها في مدينة الاسماعيلية شرق العاصمة المصرية القاهرة خلال الربع الأول من 2026 بتكلفة استثمارية 2 مليار جنيه.
وأضاف مدير الشركة لـ “إيكونومي بلس”، إن المصنع الجديد يقع على مساحة 35 ألف متر ويستهدف تغطية السوق المحلي والتصدير إلى أسواق الدول المجاورة خاصة الخليجية، وسيوفر كافة أنواع الإطارات لكل المركبات.
تصنيع فلاتر المركبات
قال مسؤول في شركة “المنصور للفلاتر” التابعة لمجموعة “المنصور للسيارات” والتي يمتلكها رجل الأعمال المصري محمد منصور، إن الشركة استحوذت على مصنع فلاتر المركبات المملوك لـ”غبور أتو” في 2024 وتم تطويره وهيكلته خلال الفترة الماضية باستثمارات تصل لنحو 11 مليون دولار.
أضاف ” بدأنا الإنتاج خلال شهر يوليو الماضي، والفترة الحالية تعد فترة تجريبية للإنتاج، ونطمح للوصول إلى نحو 15 ملايين وحدة فلتر لجميع المركبات بنهاية العام المقبل”.
حاليا، يبلغ الإنتاج المبدئي للمصنع الذي تصل مساحته لنحو 12 ألف متر مربع، قرابة الـ5 ملايين وحدة وفق المسؤول، مضيفاً أن الشركة سيكون لديها تعاقدات مع المشروعات القومية التي تنفذها الدولة وكذلك السكك الحديدية وشركتا سيارات “جنرال موتورز وإيسوزو”.
يضم مصنع “المنصور للفلاتر” 5 خطوط إنتاج وتصل نسبة المكون المصري في “الفلاتر” نحو 70% فيما تبلغ المكون المستورد 30%، وفق المسؤول.
وقال أحمد أنيس رئيس شركة “برو إنترناشيونال للتجارة “، إن شركته تحولت من استيراد الفلاتر وقطع غيار السيارات إلى التصنيع “نستورد قطع غيار السيارات من مناطق مختلفة في العالم ولدينا 10 توكيلات لسيارات مختلفة”.
وأوضح أن شركته بدأت في التحول للتصنيع في فلاتر السيارات في المنطقة الصناعية بالتجمع الخامس بالقاهرة منذ ثلاث سنوات، حيث يتم تصنيع فلاتر التكييف والمركبات بأشكاله المختلفة والمصنع عبارة عن 4 خطوط إنتاج.
وأضاف أن الشركة تعتزم بناء مصنع جديد للفلاتر في المنطقة الصناعية بالعين السخنة بمساحة 1200 متر باستثمارات 50 مليون جنيه وبدء الإنتاج خلال 2026 ” نطمح للإنتاج مليون وحدة سنويا”.
تصنيع هياكل السيارات
قال أحمد عبدالمعطى رئيس شركة النور لقطع غيار السيارات على هامش فعاليات معرض “أوتوتك” المتخصص في خدمات ما بعد البيع للسيارات والصناعات المغذية، إن فرص النمو الكبيرة في السوق المصري حولته من مستورد لقطع غيار السيارات اليابانية والكورية والصينية والأوروبية إلى إنشاء مصنع لتصنيع إكصطدام السيارات في منطقة أنشاص شرق القاهرة.
كما تعتزم شركته إنشاء مصنع جديد على مساحة 20 ألف متر في المنطقة الصناعية بمدينة العاشر من رمضان، بتكلفة استثمارية تصل إلى نحو 200مليون جنيه، وسيتم الانتهاء منه خلال العامين المقبلين على أن تصل تكلفة المرحلة الأولى نحو 60 مليون جنيه ويتوقع الانتهاء منها خلال 2026 بحسب عبدالمعطي.
وأوضح أن المصنع الجديد يستهدف تصنيع هياكل السيارات بأنواعها المختلفة، مضيفا أن أهم التحديات التي تواجه التصنيع تتمثل في توفير الخامات والأيدي العاملة المدربة.
وقال إن الشركة تستهدف نموا سنويا عند مستوى 20%، خاصة أن السوق المصري يعد سوقا كبيرا ويستوعب هذه الزيادة من النمو سنويا.
فرص وتحديات الصناعة
وقال سعد أبو العينين مسؤول بشركة “العزبي أتوموتيف” التي تعمل بقطع غيار السيارات، إن التحول من الاستيراد إلى التصنيع نشّط خلال الفترة الأخيرة مع ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري.
أضاف ” تراجع الدولار أمام الجنيه مؤخرا يحد من نمو السوق حيث اشترى التجار قطع الغيار بأسعار مرتفعة ولكن هبط لأقل من 48 جنيها مما يجعل التصنيع الحل الأفضل لاستقرار المبيعات ومواجهة الطلب المتزايد”.
تتخطى واردات مصر من قطع غيارات السيارات سنويا 2 مليار دولار بحسب حسين مصطفي الرئيس التنفيذي السابق لرابطة مصنعي السيارات وعضو الشعبة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، مضيفا أن وضع مصر قيود على استيراد السيارات الجديدة ونمو التصنيع المحلي للسيارات سيحفز من جانب آخر الصناعات المغذية للسيارات.
وتوقع أن يحقق قطاع الصناعات المغذية للسيارات نموا يتراوح بين 15-20% بحلول العامين المقبلين في ظل الحوافز التي توفرها استراتيجية توطين صناعة السيارات في مصر.
وأضاف، أن الصناعات المغذية للسيارات من القطاعات الواعدة في مصر خاصة من دخول شركات عالمية مؤخرا لديها قدرات تصنيعية وتسويقية كبيرة في الأسواق الخارجية.
وأوضح “الاتجاه نحو التصنيع المحلي للسيارات والتصدير ينشط تصنيع الصناعات المغذية من جانب آخر حيث تستهدف مصر تغطية السوق المحلي والتصدير أيضا”.
وأضاف أن ارتفاع أسعار القطع المستوردة خلال الثلاث سنوات الأخيرة جراء صعود الدولار من نحو 31 جنيها لحوالي 50 جنيها ثم تراجعه في الوقت الحالي لأقل من 48 جنيها حفز التحول من الاستيراد إلى التصنيع، فضلا عن وضع قيود على استيراد.
وقال عمرو مشعل، مدير معرض “أوتوتك”: نخطط في دورة 2026 لإطلاق جناح مخصص للشركات المصرية لعرض إمكانياتها التصنيعية، خاصة أن عملية التوطين تستغرق وقتًا بطبيعتها، إلا أن “أوتوتك” ساهم بفعالية في تسريع هذه الخطوات من خلال خلق منصة تربط بين تسهيلات الحكومة والمصنّعين المحليين. ونثق أن النسخة القادمة ستشهد مشاركة شركات مصرية قادرة على تقديم منتجات وصناعات متكاملة، في خطوة جديدة نحو ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة السيارات.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا