في إطار تحرك واسع لفتح أسواق جديدة وجذب رؤوس أموال دولية لقطاع التعدين، بدأ وزير البترول والثروة المعدنية كريم بدوي سلسلة لقاءات موسعة في مدينة بيرث بغرب أستراليا مع نخبة من كبار التنفيذيين في 13 شركة أسترالية عاملة في صناعات التعدين، في خطوة تستهدف الترويج المنهجي للفرص الاستثمارية المصرية وتوسيع الشراكات مع أحد أهم مراكز التعدين على مستوى العالم.
اللقاء، جاء ضمن الزيارة الرسمية التي يجريها الوزير لأستراليا، في مدينة تُعد العاصمة العالمية للتنقيب وتطوير الموارد، وتستضيف أكبر تجمعات الشركات العاملة في الذهب، النحاس، الليثيوم، العناصر النادرة وغيرها من الخامات الاستراتيجية.
طرح الوزير رؤية واضحة ترتكز على “خفض مخاطر الاستثمار” أمام الشركات الناشئة والمتوسطة العاملة في التعدين، مؤكداً أن مصر تمتلك مزيجاً متكاملاً من المقومات الجيولوجية، والبنية التحتية، ومصادر الطاقة يجعلها واحدة من أكثر الأسواق الواعدة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
أوضح بدوي أن الوزارة تمضي بوتيرة “أسرع من أي وقت مضى” لتنفيذ إصلاحات شاملة تُحسن القدرة التنافسية للقطاع، سواء من خلال تطوير تشريعات التعدين التي اكتمل تنفيذها، أو من خلال تحويل هيئة الثروة المعدنية وهيئة الصناعات التعدينية إلى هيئات اقتصادية بما يمنحها مرونة أكبر في إدارة الموارد وجذب الاستثمارات.
كما أكد أن الوزارة بدأت بالفعل تطبيق نماذج تعاقدية أكثر جاذبية، تتوافق مع معايير الاستثمار العالمي وتقلّل من المخاطر، إضافة إلى برامج تحفيزية جديدة وتبسيط في الإجراءات بما يسمح للشركات الأجنبية بالتحرك بسرعة، من المرحلة الاستكشافية وصولاً للإنتاج التجاري.
وقال الوزير إن الحوار المباشر مع المستثمرين كان محورياً في صياغة هذه الإصلاحات، موضحاً أن الوزارة استمعت بدقة لملاحظات الشركات خلال مشاركتها في مؤتمر بيرث للتعدين في سبتمبر الماضي، ثم خلال زيارة وفد المستثمرين الأستراليين إلى القاهرة مطلع الشهر الجاري، وهو ما انعكس في إجراءات عملية تتوافق مع احتياجات السوق العالمية.
من جانبهم، عبّر مديرو الشركات الأسترالية عن انطباعات إيجابية بشأن ما وصفوه بـ”التطور السريع” الذي لمسوه في تهيئة بيئة الاستثمار داخل قطاع التعدين المصري، مشيرين إلى أن زيارتهم إلى مصر كشفت عن تحسن حقيقي في خفض مخاطر الاستثمار وتطبيق إصلاحات شاملة.
أكدوا أن مصر بما تمتلكه من موارد جيولوجية غنية تشمل الذهب وخامات استراتيجية عديدة تمثل سوقاً مرشحة لأن تصبح مركزاً إقليمياً للتعدين، خاصة مع وجود رغبة حكومية واضحة في تطوير القطاع وفتح المجال أمام الشركات العالمية.
أشار التنفيذيون إلى أن مشاركتهم السابقة في مؤتمر بيرث للتعدين، ثم زيارتهم اللاحقة للقاهرة، أظهرت لهم سلوكاً عملياً من جانب الحكومة المصرية في الاستجابة الفورية لملاحظات المستثمرين، وتعديل إجراءات التعاقد والتخصيص، وتسريع خطوات إصدار التراخيص، وهي نقاط اعتبروها أساسية في جذب الشركات الدولية.
بحسب ما ورد في اللقاء، أكدت الشركات الأسترالية اهتمامها المتزايد بالسوق المصرية، لاسيما بعد ما رأته من خطوات تنفيذية واضحة وإرادة سياسية لتمكين القطاع، معتبرة أن خارطة الإصلاحات الجارية تعكس جدية في بناء قطاع تعدين حديث متناسب مع المعايير العالمية.
أشار ممثلو الشركات إلى أن مصر باتت أكثر استعداداً للتعامل مع الاستثمارات الكبرى، سواء من حيث الشفافية، أو من حيث توافر المعلومات الجيولوجية، أو من حيث القدرة على تسريع إجراءات الاعتماد.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
