رئيس التحرير / أسامه سرايا | المشرف العام / خالد أبو بكر |
أخبار

“سات 1”.. عترة مباغتة تربك سوق الماشية في مصر

سات 1

تحولت عترة “سات 1” خلال أسابيع من فيروس ظهر في دول مجاورة إلى تهديد مباشر للثروة الحيوانية في مصر، ما رفع المعروض من اللحوم وخفض أسعارها رغم الاستعدادات الحكومية المبكرة.

قال رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، حامد الأقنص، لـ«إيكونومي بلس»، إن العترة تفشت في ليبيا والسودان وعدة دول خليجية منذ أبريل، قبل أن تظهر في مصر لأول مرة في يونيو الماضي.

رصدت الهيئة المرض مبكراً، ووفرت التحصينات، وسجلت أول بؤرة إصابة في قرية كفر علم نهاية يونيو، قبل إخطار منظمة الصحة الحيوانية العالمية بها.

الحمى القلاعية مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق، ويسبب خسائر اقتصادية كبيرة حال غياب السيطرة، فيما لا يشكل أي خطر على الإنسان.

حملة تحصين واسعة

بدأت الهيئة حملة قومية مطلع أغسطس لتحصين الثروة الحيوانية، وتم تحصين 4 ملايين رأس خلال 45 يوماً حتى منتصف سبتمبر، وفي نوفمبر أطلقت حملة ثانية، حُصِّن خلالها 2.8 مليون رأس خلال 10 أيام فقط، مع استهداف الوصول إلى 8 ملايين رأس بنهاية الحملة.

أين تتركز الإصابات؟

بحسب الأقنص، تتركز الإصابات لدى الفلاحين وصغار المربين الذين يهملون التحصين، بينما استجابت المزارع المنظمة مبكراً ولم تسجل إصابات، وحصلت جمعية منتجي الألبان على نحو مليون جرعة في حملة أغسطس، وقدمتها للمزارع بمختلف أحجامها.

يوضح الأقنص أن 75% من سوق الثروة الحيوانية يعتمد على الفلاحين وصغار المربين، مقابل 25% فقط للمزارع النظامية، ما يجعل الالتزام بالتحصين أمراً حاسماً.

التحصين وحده لا يكفي

يقول إبراهيم نور الدين، رئيس مجموعة شركات نور الدين للثروة الحيوانية، إن الفيروس ضعيف لكنه قادر على إهلاك الرؤوس إذا أسيء التعامل مع التحصين.

يشير إلى أن المزارع التي تطبق أنظمة “BIOSECURITY” لم تسجل إصابات، مقابل نسب أعلى لدى المربين الذين يمتلكون عدداً محدوداً من الرؤوس.

يرى أن كثيراً من حالات فشل التحصين تعود إلى سوء حفظ اللقاحات، إذ يجب تخزينها في درجات حرارة منخفضة ونقلها داخل “ICE BOX”، وهو ما لم يُلتزم به دائماً خلال زيارات التحصين.

يقول مربي الماشية شكري غباشي من كفر الشيخ، إن إصابات صغار المربين المتعددي الرؤوس تجاوزت 50% في بعض المناطق، مع شكاوى من حالات نفوق.

القطاع الخاص شريك أساسي

ذكرت مصادر في القطاع أن شركة يونايتد بايوميد – أكبر شريك لمعهد الأمصال واللقاحات البيطرية – تولت عزل الفيروس “سات 1” وإنتاج لقاحاته، وأنتجت نحو 4 ملايين جرعة لصالح وزارة الزراعة، ما مكّن من تحصين أعداد كبيرة خلال وقت قصير.

أضافت المصادر أن تكلفة الجرعة لا تتجاوز 14.5 جنيه للمربي.

أسعار اللحوم تتراجع

قال إبراهيم النادي، رئيس شركة «ماس للتجارة»، إن أسعار اللحوم الحية تراجعت بنحو 10 جنيهات للكيلو نتيجة انتشار الإصابات بين صغار المربين، ليبلغ سعر الكيلو القائم 150 جنيهاً في المتوسط.

انخفض سعر الكيلو في الرؤوس كبيرة العمر إلى 112 جنيهاً مقابل 125 جنيهاً قبل أسابيع.

أوضح أن الخوف من النفوق رفع المعروض وخفّض الطلب، ما ضغط على الأسعار. وشدد على ضرورة الالتزام بالتحصينات قائلاً: «من سيلتزم بالتحصين سينجو، ومن لم يلتزم سيشهد إصابات قد تصل إلى نفوق».

تاريخ الحمى القلاعية في مصر

يقول الأقنص إن الحمى القلاعية ظهرت لأول مرة في مصر قبل نحو 50 عاماً عبر العترة A، ثم ظهرت العترة O في 2006 وتسببت في فقدان جزء كبير من الثروة الحيوانية، وفي 2012 ظهرت سات 2، تلاها متحور من العترة A في 2022، ثم العترة الخامسة هذا العام.

سجلت مصر في 2018 واحدة من أكبر موجات التفشي، إذ فقدت نحو 54% من الثروة الحيوانية، لتهبط الأعداد إلى 7.4 مليون رأس في 2019 مقابل 16.3 مليون رأس في العام السابق، وفق بيانات جهاز الإحصاء.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

الرقابة المالية توافق لـ”فوري” و”امتلاك” على تأسيس شركتين بالأنشطة العقارية والمالية

وافقت الهيئة العامة للرقابة المالية على تأسيس شركتين بأنشطة شركات...

منطقة إعلانية