تتصاعد المخاوف في هوليوود من موجة جديدة من التقشف وتسريح العمال في حال إتمام صفقة استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز بقيمة 83 مليار دولار وسط اعتراضات متزايدة من نقابات العاملين في القطاع وأصحاب دور السينما.
دعت نقابات كتاب السيناريو وأصحاب صالات العرض الجهات التنظيمية إلى منع الصفقة محذرين من أنها قد تُفضي إلى تقلص فرص العمل وانحسار طرح الأفلام في دور السينما.
جاء فوز نتفليكس بالمزاد بعد تفوقها على عروض منافسة من باراماونت وكومكاست في وقت يشهد القطاع اضطرابات واسعة بسبب التحول نحو خدمات البث التي أدت إلى تراجع إنتاج الأفلام وتقلص عائدات شباك التذاكر منذ 2020.
تحذر شخصيات بارزة في صناعة السينما من أن اندماج نتفليكس ووارنر براذرز إلى جانب صفقة سكاي دانس–باراماونت الأخيرة سيقلل عدد الجهات القادرة على شراء المسلسلات والأفلام، ما يفاقم ضغوط الدخل على العاملين في القطاع.
“عمليات التسريح ومستقبل العروض السينمائية هما أكثر ما يقلق الصناعة من السيئ لأي صناعة أن تنحصر في عدد قليل المشترين الكبار، بالنسبة للعاملين في هوليوود سيكون هناك ضغط كبير على الدخل ” قال ستيفن جالاوي، عميد كلية دودج للأفلام والفنون الإعلامية بجامعة تشابمان.
بدأ العمل في هوليوود يتقلص بعد انفجار فقاعة البث عام 2022 وازدادت الأوضاع سوءًا في العام التالي خلال إضرابات الكتاب والممثلين التي أوقفت الإنتاج السينمائي وأخرت طرح الأفلام، وفق صحيفة فاينانشال تايمز.
فقدت هوليوود عشرات الآلاف من الوظائف منذ عام 2020، وغادر الكثيرون منطقة لوس أنجلوس بحثًا عن العمل في أماكن أخرى وامتد التأثير إلى قطاعات أخرى مثل فناني المكياج وأصحاب المطاعم ومُنسقي الزهور والموسيقى.
فيما سيعزز شراء نتفليكس لشركة وارنر براذرز المالكة لسلاسل أعمال بارزة، بما في ذلك “صراع العروش” و”دي سي كوميكس” و”هاري بوتر”، ميزان القوى في هوليوود لصالح نتفليكس، التي بنت هيمنتها حتى الآن دون صفقات كبيرة أو مكتبة محتوى ضخمة.
في المقابل يؤكد مسؤولو نتفليكس أن الصفقة ستعزز الإنتاج داخل الولايات المتحدة وتوفر فرصًا إضافية للمبدعين إذ أكد جريج بيترز، الرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس، أن صفقة وارنر براذرز ستتيح للشركة توسيع الإنتاج والاستمرار في الاستثمار بالمحتوى الأصلي.
“أتفهم قلق الموظفين من التسريح ولكن لا أتوقع أن تكون الأعداد كبيرة ومن المرجح ألا تُغلق الصفقة قبل الربع الثالث من 2026 أو بعده” قال ديفيد زاسلاف، الرئيس التنفيذي لورانر براذرز، في حديث للموظفين.
وبحسب زاسلاف “نتفليكس تريد الإبقاء على معظم الموظفين لأنها لا تملك عددًا كبيرًا أصلًا ليس لديهم استوديو سينمائي ضخم ولا نشاط كبير في الألعاب لذلك يبدو الاندماج مناسبًا جدًا لموظفينا”.
رغم الانتقادات يرى بعض العاملين في هوليوود أن نتفليكس المدعومة بقيمتها السوقية التي تتجاوز 425 مليار دولار تعد الخيار الأفضل لضمان عدم انتهاء وارنر براذرز إلى مصير استوديوهات أسطورية فشلت في مواكبة الزمن، مثل RKO.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
