أعلنت شركة OpenAI المطوّرة لبرنامج الذكاء الاصطناعي الشهير ChatGPT، عن فتح باب التقديم لوظيفة قيادية نادرة براتب سنوي يصل إلى 555 ألف دولار في واحدة من أكثر الوظائف حساسية وإرهاقًا داخل قطاع الذكاء الاصطناعي عالميًا.
الوظيفة التي تحمل مسمى رئيس قسم التأهب (Head of Preparedness) وُصفت بأنها شاقة إلى حدٍ يجعل سوبرمان يلهث، نظرًا لطبيعة المهام المرتبطة بمواجهة أخطر التهديدات المحتملة للذكاء الاصطناعي المتقدم.
مهام صعبة للغاية
وفقًا للإعلان، سيكون شاغل المنصب مسؤولًا بشكل مباشر عن الدفاع ضد المخاطر الناجمة عن أنظمة الذكاء الاصطناعي فائقة القوة بما يشمل تأثيراتها على الصحة العقلية البشرية، والأمن السيبراني، والأسلحة البيولوجية.
كما سيتولى المرشح الناجح مهمة تقييم التهديدات الناشئة والتخفيف من آثارها إلى جانب تتبع القدرات المتقدمة التي قد تخلق مخاطر جديدة تؤدي إلى أضرار جسيمة والاستعداد لمواجهتها.
تشير OpenAI إلى أن عددًا من التنفيذيين الذين شغلوا هذا المنصب سابقًا لم يستمروا فيه سوى فترات قصيرة في دلالة على شدة الضغوط المصاحبة له.
بحسب الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، “الوظيفة ستكون مرهقة للغاية وستجد نفسك في قلب الحدث على الفور تقريبًا لأن دور المسؤول عن الوظيفة يُعد محوريًا ومصيريًا في إطار مساعدة العالم على التعامل مع التحولات الخطيرة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي”.
يأتي الإعلان عن الوظيفة في وقت تتصاعد فيه مخاوف بعض الخبراء من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تبدأ قريبًا بتدريب نفسها ذاتيًا، مع احتمالات فقدان السيطرة عليها أو انقلابها ضد البشر، وفق صحيفة الجارديان.
تحذيرات متزايدة لخبراء الذكاء الاصطناعي
يتزامن فتح باب التقديم على الوظيفة مع سلسلة من التحذيرات الصريحة الصادرة عن قادة وخبراء الذكاء الاصطناعي، إذ قال مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، في مقابلة مع برنامج Today على إذاعة BBC Radio 4: “أعتقد بصراحة أنه إذا لم تشعر ببعض الخوف في هذه اللحظة فأنت لا تُولي الأمر الاهتمام الكافي”.
كذلك أطلق ديميس هاسابيس، الحائز على جائزة نوبل والمؤسس المشارك لشركة Google DeepMind، تحذيرات بشأن مخاطر خروج الذكاء الاصطناعي قائلًا: “الذكاء الاصطناعي يخرج عن مساره بطريقة قد تضر بالبشرية”.
هجمات إلكترونية بواسطة الذكاء الاصطناعي
في الشهر الماضي، كشفت شركة Anthropic للذكاء الاصطناعي عن أولى الهجمات الإلكترونية التي نفذتها أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل شبه مستقل وتحت إشراف جهات يُشتبه في ارتباطها بإحدى الدول الأسيوية وتمكنت من اختراق بيانات داخلية والوصول إلى أهداف محددة.
في الشهر الجاري، أعلنت OpenAI عن أن أحدث نماذجها كانت أكثر كفاءة في الاختراق بنحو ثلاثة أضعاف مقارنًة بما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر.
قضايا تتعلق بالصحة النفسية
على الصعيد القانوني، تواجه OpenAI دعوى قضائية تتعلق بالجرائم والإضرار بالصحة النفسية، ومن أشهر هذه القضايا قضية رفعتها عائلة آدم راين وهو شاب أمريكي يبلغ من العمر 16 عامًا من ولاية كاليفورنيا انتحر بعد أن زُعم أن ChatGPT شجّعه على ذلك. فيما تؤكد الشركة أن راين أساء استخدام التقنية.
كما رُفعت دعوى أخرى هذا الشهر تتهم البرنامج بتشجيع أوهام مرضية لدى شتاين-إريك سولبيرج وهو رجل يبلغ من العمر 56 عامًا من ولاية كونيتيكت الأمريكية قام بقتل والدته البالغة من العمر 83 عامًا ثم انتحر.
تعليقاً على ذلك قال متحدث باسم OpenAI: “الشركة الشركة تعمل على تحسين تدريب شات جي بي تي لتمكينه من التعرف على علامات القلق العقلي أو العاطفي والاستجابة بشكل مناسب وتهدئة المحادثات الحساسة وتوجيه المستخدمين إلى مصادر دعم واقعية”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا