انخفض سعر الذهب والفضة الأربعاء في آخر يوم تداول من عام 2025 إلا أنهما ما زالا على المسار الصحيح لتحقيق أكبر مكسب سنوي لهما في أربعة عقود، مع اقتراب عام استثنائي للمعادن النفيسة من نهايته.
تراجع سعر الذهب الفوري إلى ما دون 4322 دولارًا للأونصة بمعدل انخفاض 0.41% بحلول الساعة 6:00 مساءً بتوقيت جرينيش، بينما تراجعت الفضة بمعدل 6.61% إلى 71.25 دولارًا
شهد المعدنان تقلبات حادة في التداولات الخفيفة التي أعقبت العطلات حيث انخفضا يوم الاثنين قبل أن يتعافيا يوم الثلاثاء ثم انخفضا مجددًا يوم الأربعاء.
دفعت هذه التقلبات الكبيرة مشغل بورصة شيكاغو التجارية (CME Group) إلى رفع متطلبات الهامش مرتين.
لا يزال كلا المعدنين على المسار الصحيح لتحقيق أفضل عام لهما منذ عام 1979 مدعومًا بالطلب القوي على الأصول الآمنة وسط تصاعد المخاطر الجيوسياسية، إلى جانب التخفيضات المتتالية لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
كما ساهم ما يُسمى بـ”تداول خفض قيمة العملة” الذي أثارته مخاوف التضخم وتزايد أعباء الديون في الاقتصادات المتقدمة في تعزيز هذا الارتفاع القوي.
في سوق الذهب الأكبر حجماً بلا منازع، دفعت هذه العوامل المستثمرين الأفراد ومديري الأموال المؤسسية إلى الإقبال بكثافة على صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالسبائك، بينما واصلت البنوك المركزية موجة الشراء التي استمرت لسنوات.
خلال 2025، ارتفع سعر الذهب بنحو 64% وتجاوز خلال سبتمبر أعلى مستوى له منذ 45 عامًا بعد تعديله وفقاً للتضخم، حين دفعت ضغوط العملة الأمريكية وارتفاع التضخم والركود الاقتصادي المتفاقم آنذاك الأسعار إلى 850 دولارًا.
أما هذه المرة، فقد شهدت الأسعار ارتفاعًا قياسيًا تجاوز 4000 دولار في أوائل أكتوبر.
وفق جون ريد، الخبير المخضرم في السوق وكبير الاستراتيجيين في مجلس الذهب العالمي “هذا أمر غير مسبوق في مسيرتي المهنية من حيث عدد المستويات القياسية الجديدة المسجلة، وغير مسبوق أيضاً من حيث أداء الذهب الذي فاق توقعات الكثيرين بهذا القدر الكبير”.
حققت الفضة مكاسبًا بلغت قرابة 150% خلال العام مدفوعةً بعمليات الشراء المضاربة، فضلاً عن الطلب الصناعي حيث يُستخدم المعدن على نطاق واسع في الإلكترونيات والألواح الشمسية والسيارات الكهربائية.
في أكتوبر، ارتفعت الفضة إلى مستوى قياسي مع تزايد المخاوف بشأن الرسوم الجمركية التي دفعت الواردات إلى الولايات المتحدة، مما أدى إلى تضييق المعروض في سوق لندن وتسبب في ارتفاع تاريخي حاد.
ثم تجاوزت الأسعار هذا المستوى القياسي في الشهر التالي، حيث دفعت تخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية والمضاربة الأسعار إلى الارتفاع وبلغت ذروة الارتفاع فوق 80 دولارًا في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهو ما يعكس جزئيًا ارتفاع عمليات الشراء في الصين.
إلا أن هذا الارتفاع الأخير سرعان ما شهد تغيرًا في الاتجاه إذ أغلق السوق منخفضًا بنسبة 9% يوم الاثنين، ثم شهد تقلبات حادة في اليومين التاليين.
“العامل الرئيسي اليوم هو رفع بورصة شيكاغو التجارية (CME) لهوامش الربح للمرة الثانية في غضون أيام قليلة حيث إن متطلبات الضمانات الأعلى تُهدئ الأسواق” قال روس نورمان، الرئيس التنفيذي لموقع “ميتالز ديلي” المتخصص في التسعير والتحليل.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا