قال السلطان هيثم بن طارق، والذي تولد مقاليد الحكم في سلطنة عُمان اليوم السبت، إنه سيواصل السير على نهج السلطان الراحل قابوس بن سعيد على صعيد السياسة الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير واحترام سيادة الدول وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات.
وأضاف بن طارق ـ في خطاب له عقب أداء اليمين القانونية سلطانا للبلاد، أن السلطان الراحل قابوس بن سعيد، بنى دولة عصرية شهد لها القاصي قبل الداني وشيد لحظة راسخة تجلت معالمها في منظومة القوانين والتشريعات التي ستحفظ البلاد وتنظم مسيرتها نحو مستقبل زاهر أراده لها.
وتابع أن السلطان الراحل قام ببناء بنية أساسية غدت محط أنظار العالم، وأسس منظومة اقتصادية واجتماعية قائمة على العدالة وتحقيق التنمية المستدامة وزيادة الإنتاج وتنويع مصادر الدخل، مما أدى إلى رفع مستوى معيشة المواطن العماني.
وقال السطان هيثم، “إن الكلمات تعجز عن سرد إنجازات سلطان عظيم مثله، ولكن العزاء الوحيد هو السير على نهجه القويم إلى المستقبل، والحفاظ على ما أنجزه والبناء عليه، لترقى عمان إلى المكانة المرموقة التي أراد لها وسهر على تحقيقها”.
وتابع السلطان هيثم بن طارق: “إن سلطنة عمان ستبقى داعمة لحل الخلافات بالطرق السلمية، وتبذل الجهد لإيجاد حلول مرضية بروح من الوفاق والتفاهم، كما سنواصل مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، للإسهام في دفع مسيرة التعاون المشترك لتحقيق آمال الشعوب ودفع منجزات مجلس التعاون قدما إلى الأمام”.
وأعلنت سلطنة عمان، اليوم السبت، رسميا تعيين هيثم بن طارق آل سعيد سلطانا للبلاد خلفا للراحل قابوس بن سعيد الذي يحكم سلطنة عُمان منذ عام 197، والذي وافته المنية مساء أمس عن عمر ناهز 79 عاما.
وقالت وكالة الأنباء العمانية إن جلسة فتح الوصية (وصية السلطان قابوس بتسمية من يخلفه بالحكم) عُقدت اليوم السبت 11 يناير 2020، بحضور قادة الجيش وكبار المسؤولين، وتشرف مجلس الدفاع بحضور أفراد العائلة المالكة شهودًا كرامًا على الإجراءات، عليه فقد نال مجلس الدفاع شرف فتح الوصية وقراءتها بشكل مباشر على جميع الحاضرين الكرام والإعلان بأن جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور هو سلطان عُمان، بعد أن أقر مجلس العائلة المالكة تثبيت مَن أوصى به السلطان قابوس بن سعيد.
وينص النظام الأساسي لسلطنة عُمان الذي تم وضعه عام 1996، على أن الأسرة الحاكمة تختار خلفا له خلال 3 أيام من خلو العرش.
وإذا لم تتوصل الأسرة الحاكمة لاتفاق، يعلن مجلس يضم مسؤولين عسكريين وأمنيين ورؤساء المحكمة العليا ورئيسي مجلسي الدولة والشورى، تولي الشخص الذي حدد السلطان اسمه بشكل سري في رسالة مغلقة الحكم في السلطنة.
وولد السلطان هيثم بن طارق في 13 أكتوبر 1954 في العاصمة العمانية مسقط، وهو من الأعضاء البارزين في عائلة آل سعيد الحاكمة في سلطنة عمان، وهو ابن عم السلطان قابوس بن سعيد.
تخرّج السلطان هيثم من جامعة أكسفورد عام 1979، وبعدها أجرى دراسات عُليا بكلية بيمبروك بولاية كارولينا الشمالية.
وتدرج بط طارق في عدة مناصب قبل تنصيبه سلطانًا لعمان، إذ شغل حقيبة وزارة التراث والثقافة لمدة 18 عامًا في الفترة من 2002 إلى 2020.
وشغل قبلها منصب نائب وزير الخارجية، ورئيس الاتحاد العماني لكرة القدم، حيث عرف عنه حبه للرياضة؛ إذ شغل مناصب في قطاع الشباب والرياضة على مدى سنوات، وكان أول رئيس للاتحاد العماني لكرة القدم في مطلع الثمانينات بين عامي أعوام 1983 و1986، وعُيّن رئيسًا للجنة الوطنية المُنظمة للألعاب الآسيوية عام 2010.
ومن القطاع الرياضي إلى السلك الدبلوماسي، إذ تولّى السلطان هيثم منصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية لمدة 8 أعوام في الفترة من 1986 إلى 1994.
وفي عام 1994، عيّنه السلطان الراحل قابوس أمينًا عامًا لوزارة الخارجية، قبل أن يُعيّن عام 2002 وزيرا للتراث والثقافة، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى تنصيبه سلطانا لعمان اليوم الموافق 11 يناير 2020.
وإلى جانب حقيبة وزارة الثقافة، تولى هيثم بن طارق آل سعيد لجنة الرؤى المستقبلية التي ألقى السلطان الراحل على عاتقها مسؤولية التخطيط لمستقبل عمان حتى عام 2040.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
