تتعرض قاعدة التصنيع التي تركز على شركة “أبل” الأمريكية في الصين لخطر التعطل بعد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة حيث يواجه شركاؤها تفشي فيروس كورونا الذي اجتاح البلاد وتسبب في وفاة أكثر من 100 شخص.
وتقوم الشركة الأمريكية بتصنيع جميع أجهزة “أيفون” في العالم تقريبًا في الصين، في أحد مواقع التجميع بالقرب من شنغهاي، ويقع على بعد أكثر من 500 كيلومتر من مقاطعة ووهان، في وسط الصين مركز اندلاع الفيروس المميت.
وقال باتريك مورهيد، المحلل المخضرم في الصناعة من شركة “مور انسايت آند ستراتيجى” إنه لا يمكن تخيل سيناريو لا تتعطل فيه سلسلة التوريد إذا كان هناك عائق رئيسي واحد في المواد الخام.
وذكرت وكالة “بلومبرج” الأسبوع الماضي أن شركة “أبل” تعمل على زيادة الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد على هاتف “أيفون” بشكل يفوق التوقعات.
وتطلق الشركة عادةً جهاز “أيفون” الجديد المتطور في سبتمبر تقريبًا، لذلك من غير المحتمل أن يكون للفيروس تأثير كبير على هذه الخطط لكن الشركة تستعد أيضًا لبدء إنتاج جهاز جديد منخفض التكلفة في فبراير المقبل.
وكشفت بيانات “بلومبرج” أن شركة “أبل” لديها ما يقرب من 10 آلاف موظف في الصين عبر كياناتها التجارية والشركات وتضم سلسلة التوريد الخاصة بها أيضًا بضعة ملايين من العمال الذين يقومون بتصنيع منتجات مثل “آيباد” و “أيفون” و “أبل واتش”.
وكان العديد من هؤلاء الموظفين قد عادوا إلى بلادهم خلال الأيام القليلة الماضية لقضاء العطلة، ولم تعلن الشركة حتى الآن ما إذا كانت ستطلب منهم البقاء في منازلهم لفترة أطول لمنع انتشار الفيروس.
وفرضت السلطات الصينية قيودا شديدة على السفر واتخذت خطوة صارمة في الحجر الصحي لمدينة ووهان بأكملها التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 11 مليون نسمة.
وقال المحلل دان إيفز، من شركة “ويدبوش” للأوراق المالية” إن تعطل سلسلة التوريد مصدر قلق إذا كان الموظفون في شركة “فوكسكون” وغيرها من مراكز تصنيع المكونات في الصين سوف يبقون في منازلهم بعد العطلة مضيفًا: “إذا أصبح تفشي المرض في بكين أكثر انتشارًا فقد يؤثر ذلك سلبًا على سلسلة التوريدما سيقلق المستثمر الرئيسي “.
وقالت “فوكسكون” إنها تراقب الوضع في الصين وتتبع جميع الممارسات الصحية الموصى بها، ورفضت تعليق الإنتاج في مواقع محددة لكنها قالت “يمكننا أن نؤكد أن لدينا تدابير معمول بها لضمان قدرتنا على مواصلة الوفاء بجميع التزامات التصنيع العالمية”.
وأوضح ماثيو كانترمان، محلل لدى وحدة “بلومبرج إنتليجنس” أن الحالات المؤكدة لفيروس كورونا آخذة في الارتفاع في مقاطعات أخرى والحكومة سضطر إلى إغلاق المصانع لمنع حدوث مزيد من التلوث.
وعلى الرغم من أن “أبل” ليس لديها أي متاجر في ووهان، إلا أن لديها عشرات مواقع بيع بالتجزئة في جميع أنحاء البر الرئيسي الصيني.
ولم تعلن الشركة الأمريكية عن أي عمليات إغلاق حتى الآن، ومع ذلك فقد قلصت ساعات عمل العديد من المتاجر في البلاد وقد يكون هذا التحول بسبب قيام الحكومة الصينية بتمديد عطلة القمر كوسيلة للسيطرة على الفيروس.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا