واصلت أسواق السلع تقييم آثار تفشي فيروس كورونا الصيني القاتل، على الطلب العالمي، خاصة بالنسبة لوقود الطائرات في ظل تعليق شركات الطيران لرحلاتها الجوية من وإلى الصين.
وقامت شركات الطيران الدولية الرئيسية، بما في ذلك الخطوط الجوية البريطانية وشركة لوفتهانزا اﻷلمانية والخطوط الجوية الأمريكية ويونايتد إيرلاينز والخطوط الجوية السويسرية الدولية والخطوط الجوية النمساوية، بتعليق أو تخفيض رحلاتها الجوية نظرا لتفشي كورونا.
وأوضح موقع “إس.آند.بي جلوبال” أن هذا الفيروس الفتاك أصاب أكثر من 6100 شخص في العالم، حيث ظهرت حالات إصابة في الولايات المتحدة وأوروبا، في حين ارتفع عدد الوفيات في جميع أنحاء الصين إلى 132 حالة.
وكنتيجة لتفشي هذا الفيروس بشكل سريع، قامت وحدة “إس.آند.بي جلوبال بلاتس أناليتيكس” بتحديث السيناريوهات المتعلقة بالتأثير العالمي لكورونا على الطلب على البترول.
وقال كلاوديو جاليمبرتي، من “إس.آند.بي جلوبال بلاتس أناليتيكس”، إنه في أسوأ اﻷحوال، يمكن أن يتسبب انخفاض عدد الرحلات الجوية في انخفاض الطلب على البترول بمقدار 2.6 مليون برميل يوميا في فبراير و2 مليون برميل يوميا في مارس، أما في أحسن الأحوال فيمكن أن ينخفض الطلب بمقدار 900 ألف برميل يوميا في فبراير و 650 ألف برميل يوميا في مارس.
ويظهر أفضل سيناريو لـ”بلاتس أناليتيكس” انخفاض الطلب على وقود الطائرات بمقدار 618 ألف برميل يوميا في فبراير، في حين يشير أسوأ السيناريوهات إلى انخفاض قدره مليون برميل يوميا.
وأوضح جاليمبرتي أنه من المفترض عدم استدامه كلا السيناريوهين لفترة طويلة، بل إن التأثير سوف يتلاشى بحلول شهري يونيو ويوليو.
ووفقا ﻷفضل السيناريوهات، تفترض “بلاتس أناليتيكس” إغلاقا شبه كامل لوسائل النقل في مقاطعة “هوبي” الصينية، ولكن لا يمكن رصد شئ يذكر في النقل البري في الصين خلال شهري فبراير ومارس، كما أنها تعتقد بإمكانية تقييد نشاط الطيران بشكل كبير في الصين وبشكل أقل حدة في بقية آسيا خلال نفس الفترة.
أما في أسوأ السيناريوهات، تفترض “بلاتس أناليتيكس” انخفاض نظام النقل البري في الصين بشكل كبير، مع إلغاء ما يصل إلى 23% من رحلات الركاب وعمليات الشحن في جميع أنحاء البلاد في فبراير الحالي، كما أنها تفترض انخفاض الطلب الصيني على رحلات الطيران بنسبة 50%، وهي نسبة غير مسبوقة، خلال الفترة نفسها.
وأوضح “بلاتس أناليتيكس” أن الولايات المتحدة لديها مخزونات جيدة من وقود الطائرات النفاثة، حيث أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية وصول المخزون إلى 42.79 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 24 يناير الماضي، بزيادة قدرها 1.9 مليون برميل عن متوسط 5 أعوام.
وارتفعت مخزونات المنتجات البترولية في ميناء الفجيرة الإماراتي إلى أعلى مستوى لها في 5 أسابيع يوم اﻷثنين الماضي، مدفوعة بارتفاع الوقود النفاث وغيره من مخزونات نواتج التقطير.
وخفض خبراء الصناعة ومحللو السوق توقعاتهم للطلب من مصافي التكرير في الصين في شهري فبراير ومارس بما يتراوح بين 600 ألف برميل يوميا و مليون برميل يوميا، مع تباطؤ واردات البترول الخام في شهري أبريل ومايو.
وأشاروا إلى أنه ربما يسجل الطلب الصيني على البنزين انخفاضا سنويا في الربع الأول من العام الحالي، في ظل اعتبار مقاطعة هوبى بوسط الصين، المقاطعة التي تضم مدينة ووهان، واحدة من مراكز النقل الرئيسية على طول نهر تشانغ جيانغ.
وفيما يخص المعادن، فقد واجهت واردات خام الحديد وصادرات الصلب صعوبات، كما أجلت العديد من المدن عمليات التشييد والبناء لحين إشعار آخر، وذلك في ظل إغلاق الموانئ في مقاطعة هوبى، التي تعرف بكونها مركز صيني رئيسي لصناعة الصلب.
وأوضحت بيانات الرابطة العالمية للصلب أن الصين، وهي أكبر صانع للصلب في العالم، أنتجت ما يصل إلى 996.3 مليون طن من الصلب الخام في 2019، مرتفعة بنسبة 8.3% عن حجم انتاج عام 2018، كما أنها تستحوذ على 53.3% من الإنتاج العالمي.
وفي الوقت نفسه، من المرجح أن يعاني قطاع السيارات الصيني المتعثر بالفعل من ضربة أخرى من آثار الفيروس كورونا، خاصة أن قطاع السيارات في الصين يستحوذ على نحو 6% من إجمالي استهلاك الصلب في البلاد.
وتوقعت جمعية الحديد والصلب الصينية ارتفاع يرتفع إجمالي استهلاك الصين من الصلب بنسبة 2% في عام 2020، لتصل إلى ما يقل قليلا عن 890 مليون طن، كما أنها توقعات انخفاض إنتاج ومبيعات سيارات الركوب في البلاد بنسة 2% هذا العام، لتسجل بذلك القطاع انخفاضا للعام الثالث على التوالي.
وأوضح المحللون في شركة “جوفريز” للسمسرة أن الانخفاض المؤقت في إنتاج الصلب الصيني والطلب عليه إثر تفشي كورونا والقيود ذات الصلة قد تؤدي إلى ارتفاع إنتاج الصلب في أماكن أخرى وتراكم المخزونات التي قد تؤثر على الأسعار العالمية للصلب.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا