أكواد تحليل البيانات تقدم له اقتراحاً بما يحب لا بما يحتاج أن يعرفه
لدى الفيسبوك الآن خمس العالم اى حوالى 1.3 مليار شخص يسجلون الدخول على الأقل شهريا. ويوفر ما يصل إلى 20% من حركة المرور إلى المواقع الإخبارية، وفقا لأرقام من شركة سيمبليريتش فيما تعد أجهزة الهواتف النقالة، المصدر الأسرع نموا لعدد القراء بنسبة تفوق الـ20% وهى مستمرة فى الزيادة.
ويمكن تشبيه وسائل التواصل الاجتماعى بأنها اصبحت لنشر الصحف مثل شركة أمازون لنشر الكتب حيث توفر فرصة الوصول إلى مئات الملايين من المستهلكين وتمارس ذلك بقوة هائلة. وذكرت دراسة من مركز بحوث بيو ان حوالى 30% من البالغين فى الولايات المتحدة يحصلون على اخبارهم من الفيسبوك. وتنمو ثروات الموقع الإخبارى أو تنخفض اعتمادا على كيفية أدائها على فيسبوك.
وعلى الرغم من أن الخدمات الأخرى، مثل تويتر وأخبار جوجل يمكن أيضا أن تمارس تأثيرا كبيرا إلا أن الفيسبوك هو فى طليعة التغيير الجذرى فى كيفية تناول الناس للصحافة. ويأتى معظم القراء الآن ليس من خلال طبعات من الصحف والمجلات أو صفحاتهم الرئيسية على الإنترنت، ولكن من خلال وسائل التواصل الاجتماعى ومحركات البحث التى تتوقع ما قد يرغب المستخدمين فى قراءته.
وبالنسبة لمنظمات بيع الأخبار يقول كورى هايك، كبير محررى الأخبار الرقمية فى صحيفة واشنطن بوست، إن التحول يمثل تفككا كبيرا للصحافة فكما أن صناعة الموسيقى قد انتقلت إلى حد كبير من بيع ألبومات إلى الأغانى الى الشراء عبر الإنترنت فإن الناشرين على نحو متزايد يسعون للوصول إلى القراء من خلال القطع الفردية بدلا من طبعات كاملة من الصحف أو المجلات على الإنترنت. وقال إدوارد كيم، وهو أحد مؤسسى شركة سيمبليريتش، فى وقت قريب سيكون من الأهمية بمكان أن تكون الصفحة الرئيسية للشركة الإخبارية أهم من اسمها كعلامة تجارية لأن المحتوى هو وجهة للقراء. فالناس لن يكتبوا فى البحث WashingtonPost.com بعد الآن ولكن سيكتبون كلمات بحثية عن المحتوى الذى يستهدفونه، الذى يتواجد فى أماكن كثيرة من بينها صفحات التواصل الاجتماعي.
ويثير هذا التحول تساؤلات حول قدرة الحواسيب على تنظيم الأخبار، وهو دور يقوم به المحررون تقليديا. كما أن لها آثارا أوسع على الطريقة التى يستهلك بها الناس المعلومات، وبالتالى كيف يرون العالم.
فى مقابلة مع مهندس محرك البحث فى فيسبوك جريج ميرا 26 عاما قال إنه لا يفكر كثيرا فى تأثيره على الصحافة.
وقال «نحاول ان نعتبر انفسنا لسنا محررين ولا نريد ان نتحكم فى اختيار القارئ للمحتوى فهو حر للاتصال بأى شىء يهمه ولذلك نرشح له المادة المتصلة بالبحث الذى يفضله وكان مهتما أكثر بقراءته من خلال اكواد تحليل معقدة».
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا