يقبع ما يقرب من 1.2 تريليون يورو من أموال المستثمرين عالقة في صناديق “زومبي” حول العالم، الأمر الذي يؤكد الحقيقة غير المريحة بشأن عدم كفاءة قطاع إدارة الأصول.
وأظهر بحث من شركة “برودريدج”، مقدمة البيانات، أن مديري الأصول عادة ما يفشلون في إطلاق صناديق ناجحة إلى السوق، ولم تتمكن أكثر من ثلثي الصناديق الجديدة في جمع 100 مليون يورو – وهو الحد الأدنى المطلوب لأي صندوق لكي يصل لنقطة التعادل أي تتعادل إيراداته ومصروفاته.
وقال كريس تشانسيلور، مؤلف البحث، لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، إن كميات كبيرة من الأموال عالقة في صناديق “زومبي” أو صناديق فرعية بسبب مشكلات تجارية في قلب نماذج أعمال إدارة الأصول.
وقال إن هناك ضغطا متزايدا لإطلاق منتجات جديدة تلقى رواجا بين المستثمرين، ولكن من الأصعب بكثير إغلاق الصناديق التي أصولها دون مستوى التعادل.
وأوضح أن المشكلة تكمن في أن الكثير من أموال المستثمرين مربوطة في صناديق تقبع في آخر القائمة وتكلفة إدارتها مرتفعة وبالتأكيد لا تجذب تركيز المدير الرئيسي.
ويخضع مديرو الأصول لضغوط جديدة لغلق الصناديق الفرعية غير المربحة بسبب تراجع إيرادات الرسوم عبر القطاع، كما يشجع صناع السياسة والمشرعون مديري الأصول على إدارة صناديق أكبر، مؤكدين أن الصندوق الاكبر والأكثر كفاءة يقدم قيمة أفضل للمستثمرين نظرا للمساحة التي يتمتع بها المدير لخفض الرسوم.
وقالت “فاينانشال تايمز” إن صناديق “الزومبي” شائعة بشكل خاص في أوروبا، ورغم أن القارة حققت تقدما العام الماضي في تقليص عددها، وهو ما ساعد على تخفيض صافي أصول القطاع عالميا لأول مرة منذ 2013، فإن هناك حوالي 424 مليار يورو في صناديق فرعية تقل أصولها عن 100 مليون يورو مقابل 179 مليار يورو في الولايات المتحدة.
ويبلغ متوسط حجم صناديق الاستثمار في أووبا 245 مليون يورو مقارنة بـ1.6 مليار يورو في الولايات المتحدة، وفقا لـ”برودريدج”.
أما مديري الأصول في منطقة آسيا المطلة على المحيط الهادي لديهم طريق طويل ليسلكوه بأصول تبلغ حوالي 365 مليار يورو في صناديق “زومبي” في المنطقة، وتشكل الصناديق الجديدة التي تفشل في جمع 100 مليون يورو 72% من إجمالي الإصدارات، وفقا لشركة البيانات.
وقاست الدراسة الحجم الأقصى للصناديق المصدرة خلال فترة امتدت لخمس سنوات، مركزة فقط على الصناديق التي ظلت قائمة لمدة ثلاث سنوات على الأقل.
ورغم السجل السيء للقطاع في إطلاق الصناديق الجديدة، فإن مديري الأصول الفرديين مثل “فانجار” و”راسيل” لديهم معدل نجاح قوي في إطلاق الصناديق نظرا لأن 90% من صناديقهم الجديدة تجمع أكثر من 100 مليون يورو.
وجاءت مجموعة “بلاك روك” في أعلى قائمة “برودريدج” كأكصر مجموعة جذبت أكثر الأصول في الصناديق الجديدة خلال خمس سنوات.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا