استفاد منتجو “المنظفات” والصناعات المغذية لها، من أزمة تفشى فيروس كورونا، إذ ارتفع الطلب على تلك المنتجات بنسبة تجاوزت الـ100%، ولجأت المصانع للعمل بكامل طاقتها فيما توقفت بعض خطوط الإنتاج تزامنا مع ندرة الخامات المستوردة من الخارج.
قال محمد فكرى عبد الشافى، رئيس شعبة المنظفات بغرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات، إن المصانع المحلية تلقت طلبات مكثفة من الدول الأفريقية رغم أن أغلب تلك الدول كانت تفرض رسوم حمائية على منتجات المنظفات.
وأشار عبد الشافى لجريدة «البورصة»، إلى أن المواد الخام الخاصة بتصنيع المنظفات بدأت تنقص بسبب ارتفاع الطلب مؤخرًا بالتوازى مع ضعف الوارد من الصين والتى كانت المكونات للسوق المصرى.
وأوضح أن الصين ليست المصدر الوحيد بالنسبة لمكونات المنظفات، بل إنها تنتج من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وتركيا، ولكن بسعر أغلى من النظير الصينى.
وأكد أن المصانع لم ترفع أسعار منتجاتها وأن الزيادة التى طرأت على السوق سببها الرئيسى زيادة الطلب مقارنة بالعرض والتوزيع، ومن المحتمل أن ترفع المصانع الأسعار خلال 3 أشهر، أو بعد نفاذ مخزون الخامات المتوفر لديها حاليا.
قال زكريا علي، رئيس مجلس إدارة شركة إليجانت بلاست المتخصصة فى إنتاج عبوات الأدوية والمستحضرات الطبية والتجميل، إنه تلقى طلبات إضافية على العبوات الخاصة بالمطهرات بمختلف أنواعها، تفوق الطاقة الإنتاجية لمصنعه، واضطر للاعتذار عن الكثير منها.
وأضاف «أنا أتلقى ما يزيد على 20 طلبا يوميًا، خصوصًا عبوات الضخ، إذ إن هذا المنتج تحديدًا يعتمد أجزاء مستوردة من الصين، ونظرًا لتعطل المصانع هناك وتباطؤ حركة الاستيراد، أصبح هذا المكون غير متوفر بالسوق».
وذكر أن الطلبات ارتفعت بنسبة 300% منذ بداية فبراير الماضى، وتزداد حدتها مع التطورات السلبية للأزمة، كما تطلب المصانع أى كميات متوفرة فى السوق.
قال الدكتور محمود عبد المقصود، رئيس الشعبة العامة للصيدليات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن التكالب على شراء المنتجات من المطهرات والكحول بكميات كبيرة تسبب فى عجز فى بعض الأنواع مثل الكحول تركيز 70%؛ باعتباره من أفضل الأنواع القاتلة للفيروس.
أشار إلى أهمية تكثيف الحملات الرقابية على الشركات المنتجة والموزعة على وجه الخصوص التى تخزن كميات لتعطيش السوق رغبة منها فى رفع أسعار المنتجات.
أوضح أهمية توعية المواطن بعدم الاتجاه إلى شراء كميات كبيرة من مختلف السلع ويكتفى بشراء احتياجاته فقط، فضلا عن متابعة الشركات الموزعة لمنتجات المطهرات وعدم الاستجابة إلى المغالاة بالأسعار.
وقال حازم القماح، نائب رئيس شعبة الصيدليات بغرفة القاهرة التجارية، إن منتجات المطهرات وتعقيم الأيدى أصبحت نادرة فى الأسواق خاصة منتجات الشركات الكبرى خلال الفترة الأخيرة؛ حيث تعانى الشركات من نقص المادة الخام.
أوضح أن زيادة الطلب فى مقابل تراجع الكميات المعروضة تسبب فى ظهور أنواع كثيرة من من المطهرات وجيل تعقيم وتطهير الأيدى لم تكن معروفة من قبل للصيدليات كما توجد صعوبة فى معرفة الأسعار الحقيقية لها.
أشار إلى المبالغة والإسراف من قبل المستهلكين فى استخدام هذه المطهرات فى المنازل والأرضيات يسهم فى زيادة حدة الأزمة فى نقص المنتجات.
أكد أهمية توعية المواطنين بترشيد الاستهلاك والاتجاه إلى البدائل مثل الكلور على سبيل المثال فى تنظيف الأرضيات، فضلا عن استخدام الخل فى المطبخ، والكحول والجلسرين فى تعقيم الأيدى بدلا من المنتجات التى ندرج وجودها فى الأسواق حاليا من جيل الأيدى والمطهرات.
أوضح أن هناك زيادة فى الإقبال على الفيتامينات والمكملات التى ترفع المناعة وبالأخص على فيتامين «c» لزيادة مناعة الجسم ضد الفيروسات، مؤكدًا أهمية توعية المواطنين بالعادات الصحية والابتعاد عن التجمعات باعتبارها أفضل الوسائل لتحجيم انتشار الفيروس.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا