أخبار

“بلومبرج”: عملات أفريقيا أكبر ضحايا “كورونا”.. فماذا عن الجنيه المصري؟

أفريقيا

قالت وكالة أنباء “بلومبرج” إن عدد قليل من عملات الأسواق الناشئة نجا من عمليات البيع الواسعة مع تخلص المستثمرين من الأصول الأكثر خطورة في ظل الانتشار الواسع لفيروس كورونا وتداعياته السلبية على الاقتصاد العالمي إضافة إلى ارتفاع الدولار، ولكن عملات العديد من الدول الأفريقية كان لها النصيب الأكبر من الضرر، فيما تشير العلامات إلى أن الأسوأ لم يأت بعد.
وتضم أفريقيا أربع من أسوأ سبع عملات أداء في العالم في الأيام الأربعة الماضية، رغم ارتفاع مؤشر “إم إس سي آي” لعملات الأسواق الناشئة خلال نفس الفترة.
وقالت وكالة أنباء “بلومبرج” إن العديد من الدول بما في ذلك مصر وغانا وكينيا وجنوب أفريقيا خفضوا أسعار الفائدة لدعم اقتصاداتهم المتضررة من تداعيات تفشي فيروس كورونا والتي شملت الحظر وإغلاق المصانع والركود في قطاع السياحة بجانب تراجع الطلب على صادراتهم، وتوقعت الوكالة أن يزيد التيسير النقدي والتدابير المالية التحفيزية التي تعهدت بها الحكومات من آلام العملات.
ويتوقع كوراج مارتي، اقتصادي في “داتا بنك جروب” في أكرا عاصمة غانا، أن تشهد العملات الأفريقية المزيد من الخسائر لأنها تعتمد على صادرات السلع، موضحا أن تدابير حماية النمو مثل خفض الفائدة وتقليل الاحتياطي الإلزامي للبنوك سوف يؤدي إلى تقليص الطلب على الأصول المحلية، واستعرضت “بلومبرج” التوقعات للعملات الرئيسية في القارة.

أنجولا

تراجعت الكوانزا الأنجولية بالفعل 8.8% الشهر الجاري أمام الدولار، وقد يضطر البنك المركزي لثاني أكبر منتج للبترول في أفريقيا بعد نيجيريا أن يدعها تتراجع أكثر بالنظر إلى تراجع سعر الخام إلى 25 دولار للبرميل، وقد يتسبب الضغط على العملة في أن يسير البنك المركزي عكس الاتجاه العالمي ويرفع أسعار الفائدة في اجتماع لجنة السياسة النقدية المقبل.
وتزداد أزمة نقص العملة الأجنبية سوءا، وتراجع سعر الكوانزا في السوق السوداء إلى 650 كوانزا أمام الدولار أي أضعف بنسبة 20% من سعرها الرسمي عند حوالي 535.

مصر

صمد الجنيه المصري في وجه التدفقات الخارجة الجماعية من الأسواق الناشئة خلال الشهر الماضي، وهو ثاني أقوى عملة العام الجاري بعد عملة ميانمار وارتفع بنسبة 2.1% أمام الدولار، ولكنه يصبح مبالغ في قيمته ما يعني أن تراجعه قد يكون مسألة وقت.
وقال المحللان، جايباران خورانا وجيمس لورد، من “مورجان ستانلي”، إن المستثمرين ينبغي أن يقلصوا تعرضهم للسندات المقومة بالجنيه المصري لأن العملة لم تعد رخيصة خاصة بالنظر إلى أن البنك المركزي خفض اسعار الفائدة بمقدار 650 نقطة أساس منذ يوليو.

غانا

في منتصف فبراير، كان السيدي الغاني أفضل عملة أداء في العالم في 2020 مرتفعا بأكثر من 7% أمام الدولار، والآن عكس جميع مكاسبه وتراجع لأدنى مستوى له على الإطلاق الأسبوع الجاري، وخفض البنك المركزي الفائدة في 18 مارس الجاري بمقدار 150 نقطة أساس إلى 14.5%، وهي النسبة الأدنى منذ ثمان سنوات، وطلبت الحكومة تمويلا من صندوق النقد والبنك الدوليين لمواجهة الفيروس.
وقال بنك “جولدمان ساكس” إنه إذا حصلت الدولة على هذا التمويل فإن ذلك قد يهديء المستثمرين القلقين من أداء العملة وديون الدولة.

كينيا

كان الشيلين الكيني من بين العملات الأفريقية الأكثر استقرارا حتى وقت كبير، ولكنه تراجع إلى مستوى قياسي جديد الأسبوع الجاري ورغم أنه عوض بعض خسائره، فإنه لا يزال متراجعا بنسبة 3.6% العام الجاري، وقد يواجه المزيد من الضغوط في ظل وقوف أسعار الفائدة الحقيقية بالكاد فوق 1% بعدما خفض المركزي الفائدة يوم 23 مارس.
وخفض المشرعون توقعاتهم للنمو الاقتصادي إلى النصف تقريبا إلى 3.4% العام الجاري بينما أعلنت الحكومة عن تخفيضات كاسحة في الضرائب، وتنخرط في محادثات مع صندوق النقد والبنك الدوليين للحصول على تمويل بحوالي 1.1 مليار دولار.

نيجيريا

خفضت نيجيريا السعر الرسمي للنايرا والسعر الآخر الذي يستخدمه المستثمرون الأجانب الأسبوع الماضي مع تسبب التراجع في أسعار البترول في زيادة الضغوط على العملة، ويقول بعض المحللون إن العملة لم تتراجع بالقدر الكافي مع تراجع سعر المستثمرين الأجانب بحوالي 4% إلى 380 نايرا للدولار.
ويرى جولدمان ساكس أن سعر الصرف ينبغي أن يتراجع إلى 600 نايرا للدولار ليكون مستقرا وفقا لأسعار البترول الحالية.

جنوب أفريقيا

أدى إعلان البنك المركزي أنه سوف يشتري السندات الحكومية في السوق الثانوية إلى ارتفاع الراند وسندات جنوب أفريقيا يوم الأربعاء الماضي، ولكن فقدت العملة جميع مكاسبها يوم الخميس بعدما أعاد المستثمرون التركيز على ضعف الأوضاع المالية للحكومة التي قد تزداد سوءا مع إغلاق الاقتصاد ومكافحة الفيروس.
وقد يتلقى الراند ضربة أخرى الأسبوع المقبل إذا خفضت وكالة التصنيف الائتماني “موديز” تصنيف الدولة إلى دون الدرجة الاستثمارية يوم الجمعة، وهو ما قد يؤدي إلى خسارة الدولة وضعها الائتماني ذو التصنيف الاستثماري ويخرجها من مؤشرات “فوتسي” للسندات الحكومية التي تتبعها صناديق بأصول تتجاوز 3 تريليون دولار.

زامبيا

يعد الكواتشا الزامبي العملة الأسوأ أداء في أفريقيا العام الجاري خاسرا 20% من قيمته أمام الدولار بسبب تراجع أسعار النحاس والجفاف، وتراجعت احتياطيات الدولة الأجنبية إلى 1.3 مليار دولار في يناير وهو أدنى مستوى على الإطلاق، وارتفعت سندات اليورو الحكومية لمستوى يشير إلى استعداد المستثمرين لتعثر في السداد.
ووقال إيرمجارد إيراسموس، خبير في “إن كيه سي أفريكان إيكونوميكس”، في مدينة بارل بالقرب من كايب تاون، إن هيكلة الديون أمر حتمي إذا لم تستطع الحكومة التفاوض على حزمة إنقاذ من صندوق النقد الدولي.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

صندوق النقد: مستمرون في دعم مصر ولم نحدد موعد المراجعة المقبلة

أكدت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك، خلال مؤتمر...

منطقة إعلانية