يدفع تنامي معروض نفط أوبك والولايات المتحدة، بالتوازي مع تعثر تعافي الاقتصاد والطلب على الخام، سوق العقود الآجلة للعودة إلى هيكل ينبئ بفائض في المعروض، كما وقع إبان الانهيار النفطي في ابريل ومايو في خضم جائحة فيروس كورونا.
هذا التطور مبعث قلق لأوبك، التي كانت تعول على تعاف أسرع للطلب عقب جولة من تخفيضات الإنتاج العالمي غير المسبوقة. وسيكون على المنظمة إما أن تدرس مزيدا من تخفيضات الإنتاج أو التعايش مع أسعار نفط أقل لفترة أطول.
لكن هيكل فائض السوق، عندما تكون الأسعار الفورية أضعف من الأسعار الآجلة، يمكن أن يعود بالنفع على التجار، إذ يمكنهم تخزين الخام على أمل إعادة بيعه لاحقا بربح. وأعلنت كل من رويال داتش شل وتوتال وإيني وإكوينور النرويجية عن أرباح مجزية من تجارة الخام على مدى الأسبوع الأخير.
شهد الأسبوع المنقضي تداول عقد أقرب استحقاق لخام برنت تسليم سبتمبر بخصم دولارين للبرميل عن عقد مارس 2021، وهو أشد خصم منذ مايو، عندما قلصت إجراءات الإغلاق الشامل لمكافحة تفشي الفيروس الطلب العالمي على النفط بمقدار الثلث.
يشير هيكل السوق هذا إلى فائض فوري من النفط ويعطي أملا لتعافي الطلب في الأشهر التالية.
وقال بيورنار تونهاوجن، مدير أبحاث سوق النفط في ريستاد إنرجي، ”تجربة أوبك المتمثلة في زيادة الإنتاج من أغسطس آب قد تعود بنتائج عكسية إذ أننا لم نخرج بعد من أزمة الطلب على النفط.
”سترتد السوق إلى تخمة معروض محدودة ولن تعود إلى العجز حتى ديسمبر 2020.“
ولم ترد أوبك على طلب للتعليق.
وقال هوي لي، الاقتصادي في بنك أو.سي.بي.سي السنغافوري، إن السوق غير مقتنعة أن الطلب يتعافى ولذا اتجهت إلى الشراء لآجال أبعد بعلاوة سعرية متزايدة.
وتؤجج معدلات الإصابة والوفيات القياسية بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وغيرها المخاوف من أن موجة جديدة من تفشي الفيروس قد تعصف أكثر بالطلب.
ويعمد العديد من صناديق المؤشرات إلى توزيع مراكزهم الدائنة بمزيد من التساوي على طول المنحنى بعد أن حل أجل عقد أقرب استحقاق للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط عند أسعار دون الصفر في ابريل نيسان وهو ما كبد بعض مديري الأصول خسائر.
وتشير التجربة التاريخية إلى أن فروق أسعار برنت تعطي مؤشرا جيدا على ميزان الإنتاج والاستهلاك العالمي فضلا عن المخزونات.
وحتى السوق الحاضرة تعاني من ضعف.
فقد انقلبت الأسعار الفورية لخام دبي والخام العماني في بورصة دبي للطاقة يوم الثلاثاء لتصبح بخصم عن مبادلات دبي للمرة الأولى منذ نهاية مايو أيار بسبب طلب ضعيف حتى من الصين.
وتراجعت الأسعار الفورية لخامات أبوظبي والعراق وقطر لتصبح بخصم عن أسعار البيع الرسمية وهناك بعض الشحنات التي لا تجد مشترين، بحسب ثلاثة متعاملين آسيويين.
عزا عدة متعاملين تتركز أعمالهم في الصين الضعف الذي حل بطلب المشتري الصيني الكبير إلى تقلص الهوامش وفترات الانتظار الطويلة بالموانئ المزدحمة وفيضانات شديدة وحصص محدودة لاستيراد الخام.
وفي أوروبا، يضغط تنامي الصادرات الأمريكية على الأسعار الحاضرة.
وقال وارن باترسون من آي.إن.جي ”يعيد المنتجون الأمريكيون تشغيل آبار أغلقوها من قبل… وفي ضوء الطلب المخيب للآمال، يثير هذا إمكانية عودة السوق إلى بناء المخزونات.“
زادت صادرات الخام الأمريكية إلى 3.2 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي، أعلى مستوياتها منذ منتصف مايو. وكان معظم تقليص الإنتاج الأمريكي خلال الربيع من آبار للنفط الصخري سُدت لكن لم تُغلق إغلاقا تاما.
وقال سكوت شيلتون من يونايتد آيكاب ”تستشعر السوق بلا ريب أثر انتهاء الشراء الصيني بعد مشتريات هائلة على مدى الأشهر القليلة الماضية.“
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا