قال معظم المستهلكين الصينيين، إنهم على استعداد لمقاطعة البضائع الأمريكية مع تفاقم الحرب التجارية، ولكن تحركات الحكومة لتشجيعهم على القيام بذلك لا تزال أمراً بعيد المنال حالياً.
وكشف استطلاع رأى أجرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» والذى شمل 1000 مستهلك صينى، أن ما يزيد قليلاً على %60 ممن شملهم الاستطلاع أفادوا بأنهم سيتوقفون عن شراء سلع أمريكية؛ نتيجة تصاعد الحرب التجارية ارتفاعاً من %54 قالوا إنهم سيفعلون ذلك فى استطلاع مماثل أجرى العام الماضى.
وأوضح الاستطلاع الأخير الذى أجرى منتصف يونيو 2019، أن نسبة المستهلكين الذين أفادوا بأنهم لن يغيروا سلوكهم تجاه شراء المنتجات الأمريكية بلغت حوالى %13 فقط.
وجاء الاستطلاع قبل اجتماع أوساكا بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ونظيره الصينى شى جين بينغ، وأيضاً تهديد الرئيس الأمريكى الأخير بالتعريفة الجمركية.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن إعلان ترامب، تطبيق تعريفات جديدة بنسبة %10 على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار بدءاً من سبتمبر المقبل يثير مرة أخرى تساؤلات حول احتمال مقاطعة المستهلكين الصينيين السلع الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنه إذا لم يكن ذلك مجرد تكتيك تفاوضى واستمر ترامب فى المضى قدماً فى تهديده بمزيد من التعريفات فهذا يعنى أن الرسوم الجمركية سيتم فرضها على كل ما تبيعه الصين للولايات المتحدة تقريباً.
وفى الوقت الذى تغطى فيه التعريفات الانتقامية التى تقوم بها الصين بالفعل جميع مشترياتها تقريباً من الولايات المتحدة فسوف يتعين على الحكومة استكشاف الخطوات غير الجمركية ضد الإجراءات التجارية للرئيس ترامب.
ورداً على تعهد ترامب، بفرض المزيد من التعريفات الجمركية، تعهدت وزارة التجارة الصينية باتخاذ التدابير المضادة اللازمة ولكن دون توضيح.
ويبدو أن مقاطعة المستهلكين الصينيين السلع الأمريكية ستكون وسيلة سهلة وشعبية للتعبير عن الاستياء من سياسة البيت الأبيض. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الحكومة الصينية مارست مقاطعة المستهلكين فى الماضى ضد اليابان وكوريا الجنوبية خلال عام 1905.
ولكن هذه المرة قد يكون الأمر مختلفاً بغض النظر عن القوة الدافعة القومية لانتقاد العلامات التجارية الأمريكية مثل «أبل»؛ حيث تحرص القيادة الصينية على تقديم نفسها كممثل تجارى عالمى مسئول ومعارض للحمائية، وبالتالى قد تفضل طرقاً أقل وضوحاً وأقل اضطراباً اجتماعياً واقتصادياً لإظهار استيائها.
وذكرت «فاينانشيال تايمز»، أن الحكومة الصينية يمكن أن تكرر الخطوات الهادئة التى اتخذت ضد كوريا الجنوبية خلال الخلاف الدبلوماسى بشأن قرار نشر نظام صواريخ عام 2016.
وفى خلال هذه الفترة تم رفض طلبات الحصول على تراخيص الأداء من خلال الأعمال الكورية دون تفسير وتعطلت عمليات الشركات الكورية من قبل السلطات المحلية، وتوقفت أيضاً الشركات السياحية عن تقديم رحلات إلى كوريا الجنوبية.
ومن الصعب معرفة ما إذا كانت الصين تتحرك بالفعل ضد الواردات الأمريكية؛ نتيجة الحرب التجارية.
وعلى الرغم من سفر الممثلين الأمريكيين للتفاوض مع الحكومة الصينية، فإنَّ صناعة الإعلام فى الصين كانت أكثر كرهاً من المعتاد العام الحالى للقيادات الأمريكية مع تشديد الرقابة الحكومية قبل الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية فى أكتوبر المقبل.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن شركة «أبل» ستكون هدفاً منطقياً فى أى مقاطعة يقوم بها المستهلكون الصينيون.
وإلى جانب كون «أبل» علامة تجارية أمريكية واضحة للغاية، فإنَّ حملة «البيت الأبيض» على شركة «هواوى» تدعم الأساس المنطقى لاتخاذ إجراءات ضد شركة رائدة فى السوق للصناعة نفسها.
وعلى الرغم من التقارير التى تحدثت على الإنترنت عن وجود مقاطعة مستهدفة لشركة «أبل»، فإنَّ هناك القليل من الأدلة على أن جهاز «آى فون» أصبح ضحية للحرب التجارية.
وفى آخر تقارير الأرباح كان تيم كوك، الرئيس التنفيذى لشركة «أبل» فى الصين متفائلاً بأداء الشركة، فى حين أظهر استطلاع أجرته «فاينانشيال تايمز» يونيو الماضى لتفضيل العلامة التجارية للمستهلك للهواتف المحمولة، أن الشركة الأمريكية تعافت من الانخفاض فى نهاية العام الماضى.
ويُظهر الاستطلاع، أيضاً، تزايد هيمنة شركة «هواوى» فى سوق الهواتف الذكية، وهو أمر سبق أن أرجعناه إلى موجة من الدعم الوطنى فى أعقاب الإجراءات الأمريكية ضد الشركة.
وإذا طالب بعض المعلقين الصينيين عبر الإنترنت بمقاطعة منتجات «أبل» الأمريكية، فإن آخرين سيشيرون إلى الأهمية الاقتصادية للشركة بالنسبة للصين.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه شركة «أبل»، فى تقرير الشهر الماضى، أنها تدعم أكثر من 5 ملايين وظيفة فى الصين الوقت الحالى.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا