فى ظل الوضع المتهالك يصر المسئولون الأمريكيون على أن فوز «جايدو» هو مسألة وقت
فشل خوان جايدو، الرجل الذى يدعمه العالم الغربى لإنقاذ فنزويلا من الديكتاتورية والخراب الاقتصادى فى طرد نيكولاس مادورو، من السلطة.
وأعلن جايدو، الذى نصب نفسه رئيسًا مؤقتًا لفنزويلا يوم 23 يناير الماضى وتم الاعتراف به سريعًا من قبل الولايات المتحدة ثم الاتحاد الأوروبى ومعظم دول أمريكا اللاتينية، أنه سيتم إنقاذ فنزويلا مهما كانت التكلفة إلى جانب وضع حد لاغتصاب السلطة وتشكيل حكومة انتقالية وانتخابات حرة.
ولكن بعد إنهاء جايدو حديثه بدقائق يعود الناس إلى الصراع اليومى من أجل البقاء حيث تنتشر طوابير الحصول على البنزين فى ظل انقطاع التيار الكهربائى والمياه والرواتب المدفوعة بعملة لا قيمة لها.
وعلى الرغم من الدعم الشعبى القوى والشجاعة الواسعة والدعم الدولى إلا أن ثورة جايدو، تأخرت فى تنفيذ مهماتها عن الموعد المحدد.
ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أنه بعد فشله حتى الآن فى طرد نظام مادورو، يواجه جايدو، ومؤيديه فى واشنطن وأوروبا وأمريكا اللاتينية أسئلة صعبة.
وعلى الرغم من أنه لا يزال إلى حد بعيد أكثر السياسيين شعبية فى فنزويلا، فليس من الواضح إلى أى مدى يمكن أن يبقى ائتلافه المعارض المنقسم متحمسًا.
وبالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فإن القضية تتمثل فى أنهم بحاجة الآن إلى التفكير فى خطة بديلة لفنزويلا.
وفى الوقت الحالى، تلاشى الحديث المثير عن تدخل عسكرى أمريكى محتمل للإطاحة بالرئيس مادورو، واختارت واشنطن استراتيجية الضغط المتمثلة فى فرض عقوبات أشد لضرب الاقتصاد الفنزويلى ووقف تدريجى لتداول السندات الفنزويلية والأوراق المالية والذهب والبترول وكذلك عرقلة معاملات البنك المركزى.
وعلى الرغم من استمرار الجمود السياسى فى كاراكاس، إلا أن الانهيار فى الاقتصاد والكارثة الإنسانية يتفاقمان.
وقال لويس فيسينتى ليون، مدير «داتا اناليسيز» وهى شركة استطلاع وأبحاث السوق فى كاراكاس، إن فنزويلا فى حالة من التوازن الخاطئ ونحن فى مأزق كارثى حيث لا يمكن لأى من الطرفين هزيمة الآخر لكن صراعهما يمكن أن يدمر البلاد.
وبعد أكثر من 6 أشهر من إعلان نفسه رئيسًا مؤقتًا يشعر خوان جايدو، بالضغط حيث يظهر استطلاع رأى أنه لا يزال إلى حد بعيد أكثر السياسيين شعبية فى فنزويلا لكن دعمه يتراجع.
أوضحت الصحيفة البريطانية أنه فى غضون ذلك، فإن الجمود السياسى يدمر ما تبقى من اقتصاد فنزويلا حيث تدهورت القوة النفطية الغنية بشكل كبير حيث فر أكثر من 4 ملايين مواطن من البلاد الفترة الماضية.
وأضافت أن عشرون عامًا من سوء الإدارة قد أعطت البيانات الاقتصادية لفنزويلا بعدًا كبيرًا غير معقول حيث أعلن البنك المركزى أن التضخم بلغ %130،060 العام الماضى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تقلص فيه الاقتصاد إلى أقل من نصف حجمه السابق فى غضون بضع سنوات وزاد تأثير تشديد العقوبات الأمريكية العام الحالى من المعاناة.
ووصف ريكاردو هاوسمان، الوزير الفنزويلى السابق الوضع الراهن فى فنزويلا بأنه أكبر انهيار اقتصادى فى تاريخ البشرية.
أشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه يمكن أن تنتشر قوائم انتظار الوقود خارج العاصمة وعلى طول الطرق السريعة وقد ينام السائقون داخل سياراتهم أثناء الانتظار ويمكن أن يستمر الوضع يومين أو أكثر.
وتقدر مظمة البلدان الأمريكية، التى تتخذ من واشنطن مقرًا لها أنه إذا استمرت الهجرة الجماعية بمعدلها الحالى فإن 8 ملايين مواطن فنزويلى سيغادرون وطنهم بحلول نهاية العام المقبل أى حوالى ربع السكان وعدد أكبر من الذين غادروا سوريا خلال حربها الأهلية.
وبالنسبة لأولئك الذين يبقون داخل فنزويلا فإن الاحتجاج على نظام مادورو، أصبح خطيرًا بشكل متزايد حيث أفادت ميشيل باشيليت، المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، الشهر الماضى أن ما يقرب من 7 آلاف شخص قد قُتلوا فى الأشهر الـ18 الماضية خلال مواجهات مع قوات الأمن.
وفى ظل الاقتصاد المتهالك يصر المسئولون الأمريكيون على أن فوز جايدو، هو مسألة وقت ولكن سوف تستمر ضغوط النمو.
وقال مويس نعيم، وزير سابق لفنزويلا خلال فترة التسعينيات إن هناك احتمالات بأن يصبح الوضع الراهن دائمًا والذى يعنى استمرار الأزمة ويصبح لدينا ليبيا جديدة فى منطقة البحر الكاريبى.
وذكرت «فاينانشيال تايمز» أن المزيج الفتاك من القمع والحرمان اليومى من المتطلبات الأساسية يضعف إرادة الشعب حيث كشفت دراسة أن %49 من السكان يشعرون بالحزن و%41 ينتابهم القلق و%35 فى حالة من الغضب و%31 من يمرون بحالة من عدم الثقة و%27 وصلوا إلى الإحباط وأصبح الناس فى حالة صدمة كبيرة فى ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة والسياسية المتدهورة.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا