يشهد الاقتصاد العالمي في الأيام الأخيرة اضطرابات متلاحقة، ربما تغير بعضا من قرارات المستثمرين واتجاهات أموالهم لوجهات غير متوقعة ربما لم يفكروا في الاستثمار بها من قبل.
اضطرابات الاقتصاد العالمي تتسارع مدعومة بالحرب التجارية الناشبة بين أكبر اقتصادين على وجه البسيطة، الولايات المتحدة والصين، بالاضافة لتوترات فردية تخص بعض الدول، ويمتد أبرزها من بريطانيا وإيطاليا في أوروبا إلى الأرجنتين وتشيلي والبرازيل في أمريكا الاتينية، وغيرهم من البلدان.
هل تستفيد الأسواق الناشئة؟
توجد جاذبية واضحة في سندات الأسواق الناشئة ذات العائد المرتفع في إطار بيئة أسعار الفائدة الحالية. لكن رغم أن الفرصة تتطلب إدارة مخاطر أكثر مجازفة، إلا أن هناك دلائل تشير إلى أن ديون الأسواق الناشئة آخذة في النضج والاستدامة بشكل متزايد مقارنة بالماضي وللأسواق المتقدمة، حسب فران روديلوسو، رئيس إدارة حافظة صناديق الاستثمار المتداولة ذات الدخل الثابت في VanEck.
وتجذب جميع أنواع الديون بالأسواق الناشئة، سواء سندات الشركات، أو الديون السيادية بالعملة المحلية والعملات الصعبة المستثمرين حاليًا لأنها مصدر عائد، وفي معظم الحالات، فهي مدعومة بتقييمات جيدة. كان هناك بعض التدفقات الخارجة في عام 2018 والتي أعادت بعض القيمة إلى فئة الأصول.
ربما عام 2018 كان مخيبًا للآمال بالنسبة لديون الأسواق الناشئة وعدد من عملات دولها؛ لكنها لم تتعرض لهذا بشكل منفرد، إذ كانت السنة مخيبة للآمال لجميع الإيرادات الثابتة. على سبيل المثال ، كان ائتمان الاتحاد الأوروبي وسندات الشركات الأمريكية من أصحاب الأداء السلبي وكان أداء سندات الشركات في الأسواق الناشئة متماشياً على نطاق واسع مع أسواق الدخل الثابت بالدول المتقدمة.
ويقول روديلوسو إنه رغم الأداء السلبي في العام الماضي، إلا أنه لم يكن هناك اندفاع نحو خروج مستثمري ديون الأسواق الناشئة، وأضاف:”لم تحدث مفاجئات بالتدفقات الخارجية”.
وتقارن أوضاع ديون الأسواق الناشئة بشكل إيجابي مع ديون السوق المتقدمة. هناك بالتأكيد بعض الاستثناءات، مثل الأرجنتين وتركيا ، بسبب الأحداث السياسية المحلية والتي أثرت سلبا على الأداء، لكن أسعار الأسواق الناشئة تميل إلى الانخفاض بسرعة استجابة للأحداث السلبية، وهذا هو الوقت الذي يمكن أن تعود فيه قيمة السندات وربما العملات في السوق.
ما هي المخاطر؟
يقول روديلوسو إنه يمكنك العثور على العديد من سندات الأسواق الناشئة ذات العائد المرتفع، ولكن مثل جميع الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر، يجب التعامل معها بحذر، وكقاعدة عامة ، يفضل المستثمرون المخاطر الاقتصادية على المخاطر السياسية لأنها أسهل نسبياً في التحليل والتنبؤ.
وبلدان مثل تركيا والأرجنتين لديهما مخاطر سياسية، مع وجود أزمة مالية محتملة، والمكسيك دولة أخرى ذات درجة عالية من المخاطرة بسبب المخاطر السياسية، لكن تحليلها يعتبر أسهل من تركيا، والآمال أن تكون البرازيل قد مرت بالفعل بأسوأ مشكلاتها بعد فضائح الشركات.
التنويع حل جيد
من التطورات الأكثر ترحيباً في سوق ديون الأسواق الناشئة هو توسيع قاعدة المصدرين، ويقول روديلوسو إنه تم إصدار المزيد من سندات الشركات في عدد أكبر من بلدان الأسواق الناشئة، مما يعطي تنوعًا أكبر، خاصة لصناديق ديون الأسواق الناشئة، والتي يمكنها الجمع بين مجموعة متزايدة التنوع من السندات الأساسية.
وشهدت الأسواق الناشئة مؤخرًا توسعا جديدا مع دخول الأسهم والسندات السعودية في عدد من المؤشرات الرائدة، ورغم أن السوق السعودي له مخاطره السياسية الخاصة به، إلا أنه يضيف مزيدا من التنويع، لا سيما عندما يتم تضمينه في مجموعة جيدة.
أين مصر؟
عادت الديون المصرية على خريطة المستثمرين الأجانب من جديد بعد البدء في برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي نفذته الحكومة بالشراكة مع صندوق النقد الدولي، وبلغت الاستثمارات الأجنبية في أوراق الدين المصرية 18.3 مليار دولار حتى نهاية مارس الماضي، وتشير أغلب التوقعات إلى احتمالية عودة المركزي المصري للتيسير النقدي عبر خفض معدلات الفائدة بنسب ربما تصل إلى 5% حسب المجموعة المالية هيرمس.
ويؤكد الخبراء على أن خفض الفائدة لن يؤثر على أدوات الدين المصرية، والتي تعد إلى الآن من بين أعلى العوائد، في ظل خفض الفيدرالي الأمريكي للفائدة بواقع 25 نقطة أساس، واتجاهه لخفض جديد في سبتمبر المُقبل، بالإضافة لاتجاه أغلب البنوك المركزية لاتخاذ سياسة تيسيرية عن طريق خفض الفائدة.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا