انخفض إنتاج البترول فى السعودية إلى النصف، بعد سلسلة من هجمات الطائرات دون طيار، والتى ضربت قلب صناعة الطاقة فى المملكة، وأضرمت النار فى أكبر مصنع فى العالم لمعالجة الخام، وأعلن المتمردون الحوثيون المودعمون من إيران فى اليمن، والذين شنوا عدة هجمات بطائرات دون طيار على أهداف سعودية فى الماضى، مسئوليتهم عن الهجوم على محافظة بقيق، فى المملكة التى تضم معامل تابعة لشركة «أرامكو».
وقال وزير الخارجية الأمريكى، مايكل بومبيو، فى تغريدة إنه لا يوجد دليل على أن الهجمات جاءت من اليمن، لكنه ألقى باللوم على إيران مباشرة دون تقديم أدلة على هذا الاستنتاج، وأجرى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مكالمة مع ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، عبر الهاتف لكنه لم يعلق بشكل مباشر على هذه الحادثة.
وقالت شركة «أرامكو» السعودية، إنها علقت إنتاج حوالى 5.7 مليون برميل يوميًا، ولكن العمل جار لاستعادة الإنتاج وسيتم تقديم تحديث مرحلى فى غضون 48 ساعة، وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن هذه الهجمات أثرت على نصف إنتاج المملكة العربية السعودية من البترول.
وأعلن وزير الطاقة بالمملكة عبدالعزيز بن سلمان، إن انتاج الغاز تعطل أيضاً، إذ توقف الانتاج اليومى بمقدار 2 مليار قدم مكعب، أى نحو نصف الإنتاج من الغاز الطبيعى، مؤكداً توقف العمليات فى محافظتى بقيق، وخريص، فى الوقت الحالى.
وقال روجر ديوان، وهو مراقب مخضرم فى منظمة «أوبك» فى شركة «آى إتش إس ماركيت»، إن «موقع بقيق، هو قلب النظام وقد تعرض للتو لأزمة قلبية».
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن الهجمات تعد الأكبر على البنية التحتية النفطية فى المملكة العربية السعودية منذ إطلاق صدام حسين، صواريخ «سكود» على المملكة خلال حرب الخليج الأولى، وأضافت أن غارة الطائرات دون طيار، تبرز مدى ضعف شبكة الحقول وخطوط الأنابيب والموانئ التى توفر %10 من البترول الخام فى العالم.
وانقطاع التيار لفترة طويلة فى بقيق، التى يتم فيها معالجة الخام من أكبر الحقول فى البلاد قبل أن يتم شحنها إلى محطات التصدير، من شأنه أن يهز أسواق الطاقة العالمية، وقال بوب ماكنالي، رئيس مجموعة «رابيد إنيرجى» فى واشنطن: «بالنسبة لسوق البترول – إن لم يكن للاقتصاد العالمى ككل – فإن بقيق، هى المنطقة الأكثر قيمة على كوكب الأرض».
وتعمل «أرامكو» على تعويض العملاء عن بعض النقص فى احتياطياتها، إذ ستتمكن «أرامكو» السعودية التى ضخت حوالى 9.8 مليون برميل يوميًا فى أغسطس الماضى، من تزويد العملاء بالموارد لعدة أسابيع من خلال السحب على شبكة تخزين عالمية.
ويحمل السعوديون ملايين البراميل فى خزانات فى المملكة نفسها، بالإضافة إلى 3 مواقع استراتيجية حول العالم، هى روتردام فى هولندا، وأوكيناوا فى اليابان، وسيدى كرير على ساحل البحر الأبيض المتوسط فى مصر، وقالت وزارة الطاقة الأمريكية، إنها مستعدة للجوء إلى احتياطيات البترول الاستراتيجية إذا لزم الأمر لتعويض أى اضطراب فى السوق.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، المسئولة عن إدارة احتياطيات البترول فى الاقتصادات الصناعية فى العالم، إنها تراقب الوضع، لكن العالم مزود بشكل جيد بالمخزونات التجارية.
وتعرضت المنشآت النفطية فى بقيق، وخريص، لهجمات بعد أن ضربت الطائرات بدون طيار موقع «أرامكو».
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن يحيى ساري، المتحدث باسم الحوثى قوله إن الهجمات نفذت باستخدام 10 مركبات جوية بدون طيار وجاءت بعد تعاون استخباراتى من أشخاص داخل المملكة العربية السعودية.
وأضاف: «عملياتنا القادمة ستتوسع وستكون أكثر إيلامًا طالما استمر النظام السعودى فى عدوانه وحصاره على اليمن.
وكانت حقول البترول وخطوط الأنابيب فى المملكة العربية السعودية، هدفا للهجمات على مدار العام الماضى ، وغالبا ما كانت تستخدم الطائرات دون طيار، وسلطت التوترات فى الخليج الضوء على الخطر الذى يهدد إمدادات البترول العالمية.
ولكن هجوم يوم السبت الماضي، كان الأكبر والأكثر تطوراً، إذ استخدمت قوات الحوثيين مركبات جوية صغيرة ومتوسطة الحجم دون طيار فى أدوار مختلفة.
ويقاتل المتمردون الحوثيون فى اليمن، التحالف الذى تقوده السعودية منذ عام 2015، عندما تدخلت قوات الخليج بشكل رئيسى لاستعادة حكم الرئيس عبدربه منصور هادى، وحكومته بعد أن استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء، وتسبب الصراع فى مقتل آلاف من الناس، بالإضافة إلى حدوث واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية فى العالم.
وخلال الأشهر الأخيرة، أصبحت إيران عدوانية بشكل متزايد على المستوى الإقليمى وحول قضية البترول، إذ هاجمت وخطفت ناقلات بالقرب من مضيق هرمز، فى احتجاجهم على العقوبات الأمريكية ضد نفطهم.
وتأتى الهجمات فى الوقت الذى تسرع فيه «أرامكو» الاستعدادات لطرح عام أولى، وقال أشخاص مطلعون على الأمر، إن شركة الطاقة العملاقة، إذ اختارت بنوك إدارة عملية الطرح وقد تدرجها فى نوفمبر المقبل.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا