أخبار

كيف يهدد سمك السالمون صناعة الرنجة؟

يهدد الإقبال العالمي على تناول سمك السالمون وجود الرنجة، إذ يواجه عشرات من صغار الصيادين صعوبات في صيد الرنجة بمنطقة البلطيق لأنها على وشك الانقراض.

ويقول الصيادون إن المشكلة تكمن في أن كل أسماك الرنجة تقريبًا في المياه القريبة من الساحل يتم جمعها بواسطة سفن الصيد الصناعية لفرمها وإطعامها لسمك السلمون النرويجي، بحسب تقرير لبلومبرج.

تنتج النرويج أكثر من نصف سمك السلمون المستزرع في العالم، وصدرت مزارعها العام الماضي ما قيمته 17 مليار دولار من الأسماك، وتدفع الحكومة الصناعة إلى التوسع خمسة أضعاف بحلول عام 2050. ويساهم هذا القطاع بنحو 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي في النرويج، وفقا لتقديرات الصناعة.

مع ذلك، يعرض هذا النجاح في إنتاج السالمون سمك الرنجة للخطر، وتلعب هذه الأسماك دوراً مركزياً في النظام البيئي لبحر البلطيق، ومع انخفاض مخزونها بنسبة 90% منذ الستينيات، يطلق العلماء تحذيرا أعلى من أي وقت مضى من احتمال انهيار أعدادها.

اختفاء الرنجة يعرض التنوع البيولوجي للخطر في بحر تتقاسمه تسع دول أوروبية لتثير الأزمة جدلا حول أفضل طريقة لإنقاذ مخزون الرنجة المتضائل.

المفوضية الأوروبية اقترحت وقفا كاملا لصيد سمك الرنجة، لكن دول البلطيق الحريصة على حماية الوظائف والمصالح الاقتصادية الأخرى، رفضت الحظر في الخريف الماضي.

في الوقت الحالي، يتم تحديد الحصص على أساس كل بلد، رغم ذللك فالسفن ليست ملزمة بالقيود المفروضة على الدول التي تحمل أعلامها، مما يسمح لها بصيد كميات كبيرة من سمك الرنجة أثناء التنقل.

شهد بيورن لوندجرين، الذي تنتج شركته Rovogerns Surstromming، المكونة من ثلاثة أشخاص، بعضًا من أفضل أنواع الرنجة المعتقة في السويد، انخفاضًا حادًا في المخزون السمكي. وكان يصطاد ما يكفي لخمسة آلاف علبة في العام، لكنه الآن يعتبر محظوظا إذا ملأ 1000 علبة.

وقال: “بالنسبة لي، الجواب بسيط.. احظر صيد سمك الرنجة غير المخصص للطعام”.

لوندجرين هو واحد من عدد من صغار الصيادين الذين وقعوا ضحايا لهذه التجارة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات والتي تعرض أيضًا النظام البيئي لبحر البلطيق للخطر.

تبلغ مساحة البحر سدس مساحة البحر الأبيض المتوسط، وتؤوي مياهه الضحلة والمالحة نظامًا بيئيًا دقيقًا. يلعب كل من الرنجة والسبرط ذو المظهر المماثل أدوارًا رئيسية كمصدر غذائي رئيسي للطيور والثدييات والأسماك الأخرى، ما يعني أن اختفاء الرنجة يمثل تهديدا بيئيا يضاف إلى ارتفاع درجة حرارة المياه بسبب تغير المناخ.

ورغم أنه قد يكون من الصعب التوصل إلى علاقة علمية قاطعة بين انخفاض مخزونات سمك الرنجة في منطقة البلطيق واستزراع الأسماك في النرويج، إلا أن الطلب تزايد بشكل كبير على مدى العقود الثلاثة الماضية.

لكن نيلز هوجلوند، مسؤول سياسة مصايد الأسماك في منظمة “تحالف البلطيق النظيفة” غير الحكومية، التي تقدمت في يناير الماضي بطعن قانوني بشأن حصص الرنجة في الاتحاد الأوروبي قال إنه “لا يوجد ما يكفي من الأسماك في منطقة البلطيق بأكملها لإطعام وحش السلمون النرويجي”.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

حماية المنافسة يثبت مخالفة 8 شركات منتجة وموردة وتجار بسوق الأجهزة المنزلية والكهربائية

خالفت 8 شركات منتجة وموردة للأجهزة المنزلية والكهربائية، وعدد من...

منطقة إعلانية