واجه سوق البترول بعضاً من أسوأ حالات انقطاع الإمداد فى الآونة الأخيرة العام الحالى ومع ذلك ظلت الأسعار عند مستويات 60 دولاراً للبرميل.
وقالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن إنتاج منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» انخفض بأدنى مستوى خلال 16 عامًا الشهر الماضى بعد أسوأ هجوم على البنية التحتية للطاقة فى المملكة العربية السعودية التى تراجع إنتاجها إلى النصف.
وفى وقت سابق من العام أجبرت أزمة تلوث خط أنابيب دروزبا، فى روسيا على إجراء تخفيضات حادة بالإنتاج فى وقت لاتزال فيه العقوبات المالية الأمريكية المفروضة على إيران سارية، ومع ذلك، فقد بلغ متوسط سعر خام برنت حوالى 66 دولاراً للبرميل فى معظم عام 2019 رغم العوامل التى تشير إلى أن العالم يواجه نقصاً فى البترول.
وفى الوقت الذى يجتمع فيه وزير الطاقة الروسى ألكسندر نوفاك، ونظيره السعودى المعين حديثاً الأمير عبدالعزيز بن سلمان، فى مؤتمر بموسكو ربما يتساءل العالم عما إذا كان البلدين لايزالان يضخان كميات كبيرة من الخام.
وقال بوب ماكنالى، رئيس مجموعة «رابيدان» للطاقة، إن وزير الطاقة الروسى ونظيره السعودى يدركان أنهما يواجهان مخاطر كبيرة فى العام المقبل، حيث أن الأسعار قد تستمر فى الانخفاض.
وأضاف أن نمو الطلب على البترول يصطدم بالركود مع استمرار تكثيف الدوافع الاقتصادية والتجارية والمخاطر السياسية بدءاً من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ومخاطر الصراع فى الخليج والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
يأتى ذلك بعد أن أنهى البترول لتوه أسوأ ربع له منذ أواخر العام الماضى بسبب مخاطر الطلب والضغوط المفروضة على المملكة العربية السعودية التى تعتمد اعتماداً كبيراً على الدولارات النفطية مع بدء طرح عام أولى لشركة «أرامكو» العملاقة الشهر الحالى، ولا يشكل ضعف أسعار الخام مشكلة فى أوروبا، ولكن البلاد ستحتاج إلى ملء خزائنهان حيث تخطط لزيادة الإنفاق فى السنوات الثلاث المقبلة لإنعاش اقتصادها الراكد.
ومن المحتمل أن يركز وزراء الطاقة فى كلا البلدين خلال اجتماعهم فى أسبوع الطاقة الروسى على طمأنة السوق بأن الهجمات السعودية تركت الإمدادات العالمية دون ضرر.
وأوضح جو ماكمونيجل، كبير مستشارى الطاقة فى «هيدج آى لإدارة المخاطر»، أن السعودية وروسيا قد يدافعان أيضًا عن استمرار تخفيضات الإنتاج من منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» وحلفائها.
وأضاف ماكمونيجل: «أعتقد أن البلدان سيبدآن فى استخدام المخاوف بشأن الاقتصاد العالمى والحرب التجارية لمواصلة نفس المسار الأمر الذى يتيح فرصة لزيادة الأسعار، خاصةً مع الاكتتاب الأولى لشركة أرامكو العملاقة».
وأكدّ إلدار دافلتشين، محلل الطاقة بشركة «وود آند كو» فى لندن أن نوفاك، والأمير عبد العزيز، سيكونا على حذر عند تحديد مستقبل التخفيضات.
وناقش الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى أعلن تمديد آخر لخفض إنتاج «أوبك +» أواخر يونيو بعد اجتماعه مع ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، فى اليابان سبل التعاون المستقبلى بشأن القيود المفروضة على الإنتاج، حيث أشار إلى أن القرارات التى اتخذتها موسكو والرياض هى التى دفعت العمل عبر المنظمة وحلفاؤها.
ومن المقرر أن يلقى بوتين، أيضًا خطابًا رئيسيًا فى المؤتمر رغم أنه من غير المحتمل أن يكشف عما إذا كانت روسيا ستلتزم بمزيد من التخفيضات قبل الموعد النهائى للتمديد فى مارس 2020.
وأعلن الرئيس الروسى فى يونيو الماضى أن سعر البترول بين 60 و65 دولاراً للبرميل يناسب روسيا مشيراً إلى أن اقتصاده فى وضع جيد.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أنه مهما كانت الجهود التى قد تبذلها روسيا والمملكة العربية السعودية لطمأنة سوق البترول وأنهم قادرون على تحقيق التوازن فقد يتعين عليهم مضاعفة هذه الجهود بحلول نهاية العام.
وقال ماكنالى: «عندما نصل إلى شهر ديسمبر، فإن التوقعات الخاصة بعام 2020 ستتحول إلى فائض فى المعروض أكثر مما هى عليه اليوم».
وأضاف: «بحلول ذلك الوقت سيدور السؤال حول ما إذا كانت موسكو والرياض ستقرران الإبقاء على الحد الأدنى من أسعار البترول فى العام المقبل».
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا