أعلنت هيئة قناة السويس عن قرب تدشين أكبر قاطراتها البحرية بقدرة شد تصل إلى 190 طن، يتم بناؤها في ترسانة الإسكندرية ضمن خطة لتحديث الأسطول البحري التابع للهيئة وذلك في خطوة جديدة نحو تعزيز قدراتها البحرية وتوطين الصناعات الاستراتيجية.
شهد رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع تدشين القاطرتين “عزم 1” و”عزم 2″، من باكورة إنتاج مصنع “مصر لبناء القاطرات” بسفاجا، التابع لشركة ترسانة جنوب البحر الأحمر، وذلك ضمن خط الإنتاج الأولي لبناء 10 قاطرات بحرية جديدة لصالح الهيئة.
توطين الصناعة البحرية وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص
تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية الهيئة لتطوير وتحديث أسطولها البحري وفق أحدث التقنيات العالمية بما يواكب التطورات المتسارعة في صناعة النقل البحري، وتلبيةّ لمتطلبات العمل بالقناة في مختلف المجالات، من الإرشاد والتوجيه إلى التعامل مع حالات الطوارئ.
وتعد القاطرتان الجديدتان أحد ثمار توجه هيئة قناة السويس نحو تعزيز التعاون مع القطاع الخاص عبر إتمام سلسلة من الشراكات النوعية، وذلك في إطار خطتها نحو تعظيم الإيرادات وتنويع مصادر الدخل.
القاطرتان الجديدتان من طراز “عزم” تتميزان بقوة شد تصل إلى 90 طناً، وتعملان بتقنيات صديقة للبيئة، مع تزويدهما بمزايا ملاحية متطورة تؤهلهما لأداء مهام الإنقاذ البحري والإرشاد والتوجيه بكفاءة عالية.
يبلغ طول كل قاطرة 32 متراً وعرضها 13.5 متر، ويصل غاطسها إلى 6 أمتار، وسرعتها القصوى 12 عقدة. وقد تم تصميمها من قبل مكتب “روبرت آلان” الكندي المتخصص في تصميم القاطرات.
شراكات استراتيجية وتوسع في البنية التحتية
أكد ربيع أن تدشين القاطرتين يعكس رؤية الهيئة للتحول إلى كيان اقتصادي متكامل ومتعدد الأنشطة، ومنصة واعدة لتقديم الخدمات البحرية واللوجيستية المتنوعة، مشيرًا إلى أن مشروع مصنع “مصر للقاطرات” وشركة “قناة السويس للقوارب الحديثة” بسفاجا، يأتيان في إطار السعي لتوطين صناعة الوحدات البحرية.
أشار إلى أن ما تطرحه الشراكة بين هيئة قناة السويس وشركة ترسانة جنوب البحر الأحمر من أبعاد تنموية متعددة، بإنشاء مجتمع صناعي متكامل يوفر فرص عمل، ويساهم في تأهيل كوادر فنية متخصصة في الصناعات البحرية من خلال دراسة إنشاء مركز تدريب فني وفقاً للمعايير الفنية المعتمدة عالمياً.
قناة خضراء بحلول 2030
في إطار جهود الهيئة نحو التحول الأخضر، شدد ربيع على التزام قناة السويس بتطوير أسطولها عبر وحدات صديقة للبيئة، كجزء من خطتها لإعلان القناة “قناة خضراء” بحلول عام 2030، وذلك عبر خفض الانبعاثات الكربونية بما يتماشى مع توصيات المنظمة البحرية الدولية (IMO).
أطلقت الهيئة خدمة جمع وإزالة المخلفات الصلبة من السفن العابرة، بالتعاون مع شركة “ANTIPOLLUTION EGYPT” التابعة لمجموعة “V Group” اليونانية.
خطة متكاملة لبناء السفن والوحدات البحرية
كشف ربيع عن تنفيذ الهيئة لتكليفات رئاسية جديدة تتضمن بناء 12 سفينة صيد أعالي البحار بالتعاون مع ترسانة البحر الأحمر، إلى جانب استكمال الأعمال الإنشائية لمصنع بناء اليخوت السياحية، بما يعزز من قدرة مصر على المنافسة في سوق الصناعات البحرية العالمية.
من جانبه قال رئيس شركة ترسانة جنوب البحر الأحمر، مصطفى الدجيشي إن الشركة ملتزمة بتقديم أعلى معايير الجودة في بناء الوحدات البحرية، والمساهمة في توطين هذه الصناعة الاستراتيجية في مصر.
أضاف أنه منذ افتتاح المصنع لم تتوقف عجلة التطوير عن العمل وبالفعل تم ضغط البرامج الزمنية ومعدلات التنفيذ للانتهاء منهم في أسرع وقت، حيث يتم استكمال أعمال بناء 4 قاطرات أخرى يتم تدشينهم خلال المرحلة المقبلة.
أوضح رئيس الشركة أن القاطرات من طراز “عزم” تعد من طليعة الوحدات البحرية الصديقة للبيئة والتي تمتلك ماكينات رئيسية تجعلها قادرة على تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة، بجانب ما تمتاز به من مزايا فنية مثل زيادة قوة تشغيل الماكينات الرئيسية من شركة ABC البلجيكية وطول عمرها الافتراضي.
أشار إلى أن الخطة الخطة التوسعية الطموحة للشركة تشمل 3 مراحل متتالية، تم الانتهاء من المرحلة الأولى بإجراء توسعات بساحة البناء الخارجية، وإتمام أعمال البنية التحتية البحرية اللازمة بإنشاء رصيف بحري بطول 140 متر مجهز بشمعات للرباط بقوة شد تتراوح ما بين 50 و90 طن.
بالإضافة إلى إنشاء رصيف استقبال لرفع المراكب، وتجهيز الترسانة بونش رفع وإنزال الوحدات البحرية بحمولة تصل إلى 850 طن.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
