مقالات

أفريقيا موطن الفرص فى العقد المقبل بفضل التكنولوجيا

النهضة الاقتصادية لأفريقيا أقرب مما نظن
المدير التنفيذى لتويتر: أفريقيا ستحدد مصير البيتكوين

 لقد سمعنا عن التطورات السريعة فى الاقتصاد الآسيوى، والآن استعدوا لأفريقيا.
وغرد المدير التنفيذى لتويتر، جاك دورسى، عن خططه للانتقال إلى أفريقيا فى 2020، قائلاً إنه يرغب فى العيش هناك لحوالى ستة أشهر.
وتعد القارة آخر القارات التى تمر بتنمية اقتصادية سريعة ومع ذلك يعتقد دورسى أنها لديها الكثير من الإمكانات.
وتعتبر أفريقيا سوق غير مستغل لنظام المدفوعات الرقمى، وهناك ميزة واضحة لأول من يقتنص الفرصة، وخاصة دورسى الذى يمتلك شركة “سكوير” للمدفوعات عبر الهاتف، والذى يمشط القارة للبحث عن الصفقات والاستثمارات المربحة.
وهذا ما حدث بالظبط خلال جولته الأخيرة فى أفريقيا والتى بدأت فى 8 نوفمبر الماضى وأخذته إلى غانا واثيوبيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا، وقال فى تغريدته إن أفريقيا سوف تحدد مستقبل البيتكوين كذلك، وهذا لا يثير الدهشة فقد كان دورسى مناصراً للبيتكوين منذ فترة ويخطط لدمج العملة الرقمية الأكثر شعبية فى “تويتر” و”سكوير”.
وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، شهد قطاع التكنولوجيا الأفريقى نمواً كبيراً، وانتبهت شركات مثل “فيسبوك” و”جوجل”، ومايكروسوفت”، و”هواوى” لذلك ويتصيدون بالفعل المواهب الشابة بين المطورين والمتخصصين فى التكنولوجيا، ويدرك رواد الأعمال وتلك الشركات أن هناك الكثير من الإمكانات فى أفريقيا بخلاف “السفارى”.
ووفقاً لشركة “باريتر بريدجز”، فإن عدد المراكز التكنولوجية الناشئة فى أفريقيا تضاعف تقريباً فى السنوات القليلة الماضية من 314 فى 2016 إلى 618 فى 2019، ويأتى هذا النمو نتيجة مصادر استثمار متعددة مثل صناديق المشروعات المشتركة وتمويلات التنمية ومن المجتمعات الابتكارية المتنامية، وتتركز مراكز التكنولوجية فى دول مثل نيجيريا “85 مركز”، وجنوب أفريقيا “80”، ومصر “56” وكينيا “50” وهو ما يعد دليلاً عل التنمية التكنولوجية التى تحدث فى أفريقيا وعلى عزم الشركات التكنولوجية الكبرى على حصد الفوائد سواء فى الموارد البشرية أو المنتجات.
وفى 2017، توقع بنك التنمية الأفريقى أن تكون القارة ثانى أسرع اقتصاد نمواً فى العالم، وتظهر أحدث بيانات البنك أن الناتج المحلى الإجمالى لأفريقيا تسارع من النسبة المقدرة بـ3.5% فى 2018 إلى 4% العام الجارى.
وفى بداية العام الجارى، رسمت وكالة التصنيف الائتمانى، “فيتش” صورة اقتصادية قاتمة لمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء، قائلة إنه رغم أن الناتج المحلى الإجمالى سوف ينمو بنسبة 4.5% فى المتوسط على مدار العقد المقبل، فإن متوسط الناتج المحلى لإجمالى للفرد سوف يركد.
ووصف منتدى الاقتصاد العالمى فى وثيقة له تقديرات “فيتش” وغيرها من التقييمات المتشائمة على أنها مضللة ومضرة لأنها تبعد المستثمرين، وقال إن توقعات الناتج المحلى الإجمالى لأفريقيا قائمة على بيانات نادرة بسبب نقص التمويل والاستقلالية الكافيين للحصول على بيانات شاملة وتقييم المؤشرات الاقتصادية الرئيسية، وبالتالى تكون البيانات الرسمية غير دقيقة، وفيما يلى مثال جيد:
فى عام 2014، عدلت نيجيريا بيانات الناتج المحلى الإجمالى لأول مرة فى 20 عاماً، ومن المفترض أن يتم تحديث التغييرات فى طريقة حساب الناتج المحلى الإجمالى كل خمس سنوات أو نحو ذلك، ولكن وكالة الإحصاءات الرسمية لم تحصل على التمويل ولم يكن لديها البيانات الكافية ولا الإرادة السياسية اللازمة لتعديل الطريقة بشكل منتظم، وعندما تمكنت أخيراً من فعل ذلك، ارتفعت تقديرات الناتج المحلى الإجمالى لنيجيريا بنسبة 89%، ما نقلها من ثانى أكبر اقتصاد فى أفريقيا بعد جنوب أفريقيا إلى أكبر اقتصاد فى القارة.
وبدلاً من الاعتماد على بيانات الناتج المحلى الإجمالى غير الموثوقة، تركز الشركات والمستثمرين الذين لديهم معرفة أكبر بالقارة على المراكز الملحمية فى التنمية الاقتصادية الأفريقية وهى المدن.
ومن بين أسرع 30 مدينة نمواً فى العالم، تقع 21 واحدة فى أفريقيا، وعلى سبيل المثال، يتفوق الناتج الاقتصادى لمدينة لاجوس، أكبر مدن نيجيريا، على ناتج كينيا التى تعد واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا فى أفريقيا، وتقدم هذه المناطق الحضرية أسواقاً فريدة غير مستغلة خاصة فى مجال الدفع الإلكترونى وللشركات القائمة على تطبيقات الهواتف المحمولة.
وهناك أيضاً قطاع السياحة فى أفريقيا، والذى ينمو بسرعة كبيرة، وشهدت السياحة التجارية نمواً كذلك، وتبذل كينيا ورواندا وجنوب أفريقيا مجهودات كبيرة لتحويل نفسها لمكان ساخن لعقد المؤتمرات والمعارض.
وتعد أفريقيا واحدة من أكبر الأسواق الناشئة فى العالم، وتقدم فرصاً هائلة للشركات الشجاعة بما يكفى لاستغلالهم، وفى الوقت الحالى، تتمثل هذه الفرص فى الشركات التكنولوجية ولكن مع ازدياد الحركة الصناعية فى القارة ونمو صناعات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسياحة ومعالجة الأطعمة والبستنة وتطوير الخدمات الجديدة، والتصدير، سوف يجد المستثمرون فرصاً عديدة.
وعلى ما آمل، فإن النهضة الاقتصادية لأفريقيا أقرب مما نظن.

بقلم: جوريكا دوجموفيك، كاتب رأى بموقع “ماكت ووتش” المعنى بالأخبار الاقتصادية

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

صندوق النقد: مستمرون في دعم مصر ولم نحدد موعد المراجعة المقبلة

أكدت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك، خلال مؤتمر...

منطقة إعلانية