%38 ارتفاعاً فى التدفقات إلى الأسواق الناشئة العام الماضى
تعكف مؤسسات الاستثمار المباشر، على تحويل انظارها بعيداً عن الجزء الأكبر من الأسواق الناشئة، لتضخ مبالغ قياسية فى منطقة آسيا.
وكشفت بيانات صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن صناديق رؤوس الأموال الخاصة التى تستهدف أمريكا اللاتينية، وإفريقيا والشرق الأوسط، وأوروبا الشرقية، والاتحاد السوفييتى السابق، جمعت 7.9 مليار دولار فقط العام الماضى متراجعة من اعلى مستوى سجلته عام 2014 والبالغ 18.6 مليار دولار.
وفى الوقت نفسه، تركز ضخ الأموال على الدول الناشئة الآسيوية،إذ ضخت مؤسسات الاستثمار المباشر حوالى 49.7 مليار دولار العام الماضي، وهو أعلى رقم منذ عام 2006 متقدمة بشكل كبير على ذروة ما قبل الأزمة المالية البالغة 40.9 مليار دولار فى 2008.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن البيانات الجديدة علامة أخرى على هيمنة آسيا فى عالم الأسواق الناشئة.
وقال جيف شلابينسكي، مدير الأبحاث فى شركة «إمبيا» التى تغطى بيانات الائتمانات الخاصة والبنية التحتية وصناديق الأصول الحقيقية: «شهدت دول الأسواق الناشئة الآسيوية، الكثير من الاهتمام من قبل المستثمرين الأوروبيين والأمريكيين الكبار.. وهو أمر واضح من أرقام العام الماضى».
وأضاف: زيادة رأس المال، يمكن أن تكون أكثر تقلبًا من عام إلى آخر خارج منطقة آسيا الناشئة ونحن فى مراحل مختلفة من دورة البحث عن التمويلات فى الوقت الحالي.
وأشار شلابينسكي، إلى زيادة التباطؤ خارج آسيا فى أسواق منها البرازيل وجنوب أفريقيا ونيجيريا، بعد أن شهدت فترات من النمو الاقتصادى والتحوّلات السياسة ولكنه يعتقد أنها ستكتسب زخماً فى الوقت الحالى، مؤكداً أن إفريقيا جنوب الصحراء ستعود إلى النمو هذا العام،حيث تحاول عدة شركات كبرى تعمل فى الاستثمار المباشر، ضخ الأموال فى هذه المنطقة.
وجمعت صناديق الاستثمار المباشر، التى تستهدف افريقيا جنوب الصحراء حوالى 1.6 مليار دولار فقط، العام الماضى، مقارنة بـ 4 مليارات دولار قبل عامين، و3 مليارات دولار فى 2014.
وركزت الصناديق على أوروبا الوسطى والشرقية، فى حين شهد الاتحاد السوفييتى السابق زيادة فى الأصول بمقدار الثلث بارتفاع إلى 1.8 مليار دولار من 1.2 مليار دولار فى حين تم جمع 516 مليون دولار فقط لصناديق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وشهدت عمليات جمع الأموال فى أمريكا اللاتينية، ارتفاعًا طفيفًا من 4.4 مليار دولار إلى 4.6 مليار دولار.. لكن هذا لا يزال يمثل تراجعاً كبيرًا عن مستوى 11.5 مليار دولار فى عام 2014.
ورغم ذلك، ارتفع إجمالى المبلغ الذى جمعته الصناديق التى تركز على الأسواق الناشئة بنسبة %27 ليصل إلى أعلى مستوى فى 9 سنوات بقيمة 60.9 مليار دولار فى 2017.
وكانت الغالبية العظمى من الأموال متجهة إلى آسيا الناشئة التى شهدت قفزة بنسبة %38 فى جمع الأموال عند 49.7 مليار دولار.
وشهدت كافة الصناديق الآسيوية جمع الأموال بشكل قياسى فى عام 2017، إذ استقطبت صناديق الاستثمار المباشر 39.9 مليار دولار، وصناديق الائتمان الخاصة 6.8 مليار دولار، والبنية التحتية والأصول الحقيقية 3 مليارات دولار.
وجذبت شركة «أفينيتى إيكويتي» ومقرها هونج كونج 6 مليارات دولار، فى حين حصلت مجموعة «كارلايل» فى واشنطن على 4.5 مليار دولار من شركاء آسيويين.
وقالت كارين جوتش، الشريكة لدى مكتب المحاماة «بيكر ماكنزي» فى لندن، إن العديد من المستثمرين يرون الأسواق الآسيوية أكثر نضجا وأقل مخاطرة واستشهدت بالصين والفلبين.
وفى المقابل، قالت جوتش، إن صفقات الاستثمار المباشر من جانب الصناديق الغربية، سقطت فعلياً فى الهاوية وخصوصا فى بلدان مثل روسيا وتركيا رغم توسعها فى أماكن أخرى فى أوروبا الشرقية بسبب المخاوف من ارتفاع المخاطر الجيوسياسية.
وأكدّت أن تركيا كانت سوقًا كبيرًا للغاية، للاستثمارات المباشرة منذ فترة طويلة. ولكن هذا تغير نوعًا ما، مع توقف نشاط صناديق الاستثمار المباشر فى أوروبا، مضيفة أن الصناديق الشرق أوسطية ما زالت تقوم بعقود.
وقال الشريك فى شركة «ألين آند أوفري» للمحاماة، سانجيف دونا، إن عملية جمع الأموال فى آسيا ركزت على الصين والهند العام الماضي، مع تراجع الاهتمام فى جنوب شرق آسيا وانخفضت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق فى كوريا الجنوبية.
وأوضح دهيونا، أن الاهتمام بالهند جاء مدفوعاً بالإصلاحات التى بدأها رئيس الوزراء ناريندرا مودي، والتى جعلت من السهل على مستثمرى الأسهم الخاصة شراء الشركات بشكل مباشر بدلاً من الاقتصار على حصة الأقلية.
وأشار شلابينسكي، إلى أن الصين تشهد تزايدا فى وجود المستثمرين المحليين فى صناديق الاستثمار المباشر، بعد أن كان القطاع يعتمد تقليديا على الأموال من أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط.
وكشفت بيانات شركة «إمبيا» أن صناديق رؤوس الأموال الخاصة المقومة بالرنمينبى جمعت 7.6 مليار دولار من المؤسسات الصينية العام الماضي، أى ضعف الرقم فى عام 2016 وثانى أعلى رقم قياسى على الإطلاق.
ورغم أن بعض الصناديق الصينية استهدفت شركات فى الولايات المتحدة وأوروبا الغربية فى السنوات الأخيرة، إلا أنه يعتقد أن القيود المفروضة على أنشطة الاندماج والاستحواذ الخارجية التى فرضتها بكين ستدفعهم إلى الاستثمار بشكل أكبر داخل البلاد.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا