لم تقتصر الاستثمارات السعودية فى الرياضة المصرية على نادى «بيراميدز» الذى يمتلكه تركى آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، ومستشار الديوان الملكى؛ حيث يتواجد فى السوق الرياضى عدد من المستثمرين السعوديين.
وتخطط شركات سعودية تعمل بالقطاع الرياضى لإنشاء فروع لها فى مصر، وفازت إحداها بالفعل بمزايدة لتطوير مراكز الشباب. «البورصة» تواصلت مع ممثلين لشركات سعودية للتعرف على خططهم الاستثمارية والمعوقات التى تواجه عملهم بالسوق المصرى.
«فانزر» تخطط لإنشاء 3 مشروعات فى مصر.. ومقر بـ«القاهرة»
تخطط شركة «فانزر» السعودية، لإنشاء 3 مشروعات استثمارية فى القطاع الرياضى بالسوق المصرى.
قال أحمد الجشى أحد مؤسسى الشركة إن «فانزر» عقدت جلسات مع إدارة اتحاد الكرة المصرى، من أجل إنشاء تطبيق خاص ببطولة الدورى المصرى الممتاز.
أضاف أنه سيتم استخدام الإعلانات والرعاة فى التطبيق، ومشاركة العوائد بين الاتحاد والأندية والشركة.
وتابع الجشى «ستختلف النسبة بين الأندية من حيث شعبيتها، ولدى الشركة ثقة كبيرة فى موافقة الأندية والاتحاد على العرض، لرغبة الأندية فى زيادة مواردها وهو ما يوفره التطبيق».
أوضح أن التطبيق يوفر إحصائيات وقاعدة معلوماتية تخص مشجعى الأندية، بجانب الخدمات الأخرى عن بطولة الدورى ويمكن القول إن التطبيق سيتحدى «فيس بوك» رياضياً.
أشار إلى أن الشركة لم تحدد بعد الميزانية المالية لمشروعاتها فى مصر، وسيكون هناك اجتماع لإدارة الشركة خلال الشهر الجارى سيتم فيه تحديد الميزانية اللازمة.
وقال إنه يوجد قبول لدى اتحاد الكرة للفكرة، والشركة تسعى لتأسيس مكتب فى القاهرة لتنفيذ مشروع التطبيق ومشروع آخر للسياحة الرياضية يتم بالتعاون مع موقع «كووورة» المملوك للمستثمر البحرينى خالد الدوسرى، والمستثمر الكويتى نايف جابر الشريك الرسمى للمقاعد لنادى برشلونة، وذلك لإطلاق موقع إلكترونى لبيع تذاكر للجماهير لمباريات كرة القدم فى كل الملاعب الأوروبية.
أضاف أنه يتوقف تنفيذ المشروع فى مصر على عودة الجماهير، وتنظيم المقاعد إلكترونياً كما يحدث فى أوروبا، لكن الاستهداف الحقيقى فى البداية سيكون للأندية الأوروبية.
أوضح أنه بخلاف برشلونة، توجد اتفاقات مبدأية مع «ايه سى ميلان» و”إنتر ميلان» و”يوفنتوس» فى إيطاليا، ومفاوضات مع «أتليتكو مدريد» فى إسبانيا، وتبلغ قيمة استثمارات المشروع 1.5 مليون دولار.
وقال الجشى، إن خطط الشركة فى مصر تتضمن تنفيذ مشروع «سبورت كافيه» وهى تحت الدراسة حالياً، بمواصفات عالمية، وسيكون بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة.
وتابع «ننتظر تحديد موعد مع وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى لمناقشة المشروع وتوفير الأماكن التى يمكن أن يتم فيها إنشاء الكافيهات».
أضاف أن المشروع يحتاج لتكلفة مالية ضخمة وفقاً للمواصفات التى تستهدفها الشركة، وتصل تكلفة الفرع الواحد حوالى 75 مليون جنيه.
ويرى الجشى أن مصر تعد أرض خصبة للاستثمار الرياضى، وفى الوقت الحالى تسعى وزارة الشباب والرياضة لدعم الأفكار الجديدة ولكن أزمة المستثمر العربى دائماً هى الخوف من خوض أى تجارب جديدة.
أوضح أن «فانزر» ما زالت فى مرحلة بداية نشاطها فى السوق المصرى ولم تظهر بعد العقبات التى يمكن أن تواجه المستثمرين العرب، لكنه يستطيع القول إن لدى الشركة طموحات كبرى فى مصر.
وتابع «لا نفكر فى شراء ناد مصرى، ربما نفكر مستقبلاً فى أوروبا على غرار تجربة الأمير عبد الله بن مساعد الذى اشترى نادى شيفلد يونايتد الإنجليزى مقابل جنيه إسترلينى وتكفل بسداد ديونه، ونجح فى الصعود به للدورى الممتاز، وهو دافع لنا، لكن التفكير فى الأندية العربية أمر بعيد الآن».
وعلق الجشى، على تجربة «بيراميدز» وقال إنه من المستحيل فى الاستثمار الرياضى أن تحقق أرباح من الموسم الأول، فالأمر يحتاج لمزيد من الوقت للحكم على التجربة، لكن الدخول فى دائرة المنافسة هو نجاح كبير فى الموسم الأول من الناحية الفنية، وتحقيق المركز الثالث يعد إنجازاً كبيراً.
أضاف أن تحقيق الأرباح للنادى يعتمد على أهداف الملاك، وهو ما يجب أن يكون معلناً بشكل أوضح فى تجربة بيراميدز، وهل الأمر تحقيق إنجازات وبطولات، أم استثمار وتسويق لاعبين وعلامة تجارية، الهدف غير واضح.
أوضح أنه يحسب لتجربة بيراميدز جذبها رعاية خارجية بوجود شركة «صلة» ورعاية الخطوط الجوية السعودية، وهو أمر جيد فى الدورى المصرى ويفتح الطريق للأندية الآخرى للقيام بنفس الخطوة.
أشار إلى أن «فانزر» تطبيق تواصل اجتماعى متخصص فى كرة القدم، تم تأسيسه من خلال 3 شركاء سعوديين، لديهم اهتمام بكرة القدم.
وقال إنه فى وسائل التواصل الاجتماعى لا يوجد تخصص وهو ما يتسبب فى تشتت المتابعين، وكان ذلك السبب فى إطلاق التطبيق.
أضاف أن الفكرة بدأت عام 2014 وبدأ الانطلاق الفعلى فى أبريل 2017، وتم عمل نسختين للتطبيق لم تكن الأولى مرضية فتم إلغائها واستحدثت نسخة جديدة للتطبيق، والآن وصل عدد المستخدمين 35 ألف منهم 10آلاف من مصر، وذلك بدون أى تسويق أو دعاية وسبب ذلك وجود تعاون مع عدد من الشخصيات المؤثرة فى وسائل التواصل الاجتماعى.
أوضح أن فكرة التطبيق تقوم على أقسام تضم «تقييم وتوقع وتكتيك وصراخ وخبر وفكرة»، وهو يتيح للمستخدم أن يعيش دور المدرب قبل المباراة، ويشارك فى الاستوديو التحليلى ويقوم بتقييم اللاعب بعد المباراة، وبنهاية الموسم يعطى تقييما كاملا لما قدمه كل لاعب، ونطمح من خلاله أن نصل فى أحد الأيام إلى منح جائزة أفضل لاعب فى العالم.
أشار إلى أن تكلفة المشروع حتى الآن تبلغ حوالى مليون دولار، ولا يوجد أى عوائد، ولدى الشركة فكر خاص فى هذا النقطة فالهدف زيادة قيمة العلامة التجارية من خلال تطوير المشروع، وليس فقط جنى العوائد حالياً.
الاستثمار الرياضى فى مصر واعد.. وغياب الجماهير والتعدى على الملكية الفكرية أكبر العوائق
يرى صالح الصالح، المدير العام لشركة «green goal» السعودية، أن مصر تعد سوقاً واعداً للاستثمار الرياضى، لكنه بحاجة لمزيد من التنظيم، والتخلص من العوائق التى تقف حائلاً أمام توسع المستثمرين.
وقال «الصالح» فى حوار لـ«البورصة»، إن أكبر العوائق التى تواجه المستثمرين تتمثل فى عدم حضور الجماهير للملاعب، وهو يعد عائقاً كبيراً جداً ومؤثراً، بجانب التعدى على الملكية الفكرية لمنتجات الأندية والتى يجب مراعاتها ووضع القوانين التى تمنعها.
أضاف، أن شركة «green goal» تخطط لإنشاء فرع لها فى مصر؛ لكى يكون مخصصاً لخدمة المنطقة العربية بشكل كامل مع دعم السوق السعودى.
أوضح أن الفرع الجديد ستتنوع أنشطته ما بين تنظيم المعسكرات، والملابس الرياضية والرعايات والإعلانات وتنظيم الفعاليات الرياضية، بالإضافة إلى قائمة طويلة من الدورات على مدار العام للتطوير الرياضى فى جميع التخصصات.
وقال «الصالح»، إن فرع القاهرة سيتم تدشينه قبل انطلاق كأس الأمم الأفريقية المقرر افتتاحها نهاية يونيو المقبل، ورفض الإعلان عن الميزانية الخاصة باستثمارات الشركة فى مصر خلال الوقت الحالى.
ولا يعتقد «الصالح»، أن تجربة نادى «بيراميدز» تحقق عوائد مالية، وأضاف «تجربة بيراميدز غير مربحة مالياً، وإن كانت قد أضافت الكثير من الإثارة والندية على بطولة الدورى المصرى، لكننى غير مقتنع بها على المستوى الشخصى».
أضاف أن حالة الركود فيما يخص الاستثمار فى كرة القدم تحتاج إلى تدخل حكومى، عبر ضخ مالى كبير للنهوض باللعبة من خلال مشروع لا يتجاوز 3 سنوات، وبعدها يتم تقييم التجربة سواء باستمرارها أو إيقافها.
ويرى «الصالح»، أن وزارة الشباب والرياضة تحاول فتح الباب أمام المستثمرين العرب والأجانب، وتتواصل معهم من أجل الاستماع لأفكارهم، مثلما حدث فى المؤتمر الذى عقدته الوزارة لعرض الفرص الاستثمارية على مستثمرين عرب وأجانب.
وقال إن «green goal» تأسست فى عام 2015، وبدأت بنشاط تسويق الرعايات والإعلانات وتنظيم المباريات، وتتعاون، حالياً، مع أكثر من 20 نادياً سعودياً فى دورى المحترفين والدرجة الأولى.
أوضح أنه فى العام الماضى أضافت الشركة نشاط الملابس الرياضية بالحصول على توكيل من شركة «إيريا» الإيطالية، ومتعاقدة حالياً مع فريق الكرة الطائرة بنادى الهلال، وناديى الرائد وأحد بالدورى الممتاز.
أضاف أن هناك توسعات كبيرة تنتظرها الشركة فى 2019 – 2020، من خلال إضافة العمل فى المعسكرات وأنشطة اللاعبين والمدربين، وتأسيس إدارة قانونية رياضية.
وقال إنه، ساهم فى تعاقد شركة «سبورتا» السعودية مع النادى الأهلى المصرى، وذلك قبل تأسيس الشركة، وكان صاحب الفكرة، وقام بربط جميع الأطراف سواء من الشركة السعودية أو النادى الأهلى، وانتهى دوره بتوقيع العقد، وبعد ذلك قام بتأسيس شركة «green goal» مع أحد الشركاء.
وتعاقدت «سبورتا» مع النادى الأهلى لتقديم ملابس الفريق، منذ عام 2014، لكن الشركة السعودية قررت فسخ التعاقد فى سبتمبر الماضى، على خلفية قيام عدد من جماهير الأهلى بتوجيه هتافات مسيئة لتركى آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا