تستمر ارتفاعات سندات الأسواق الناشئة بلا هوادة، ولكن ثمة ما يدعو للقلق في الأمر، وهو أن السياق الضمني لموجة الصعود تلك، تأتي في الوقت الذي يزداد فيه قلق المستثمرين من التأثير الاقتصادي طويل الأجل لفيروس “كورونا“.
وفي الوقت الذي تقدمت فيه سندات الدول النامية المقومة بالدولار للأسبوع الحادي عشر على التوالي في الخمسة أيام المنتهية الجمعة الماضي، وهي أطول سلسلة مكاسب في ثمان سنوات، تراجعت مؤشرات الأسهم والعملات نظرا لندرة العلامات على أن تفشي الفيروس سوف يتباطأ، وهو ما ترك السندات أقل ارتباطا بالأسهم والعملات من أي وقت آخر العام الجاري.
وقالت وكالة أنباء “بلومبرج” إن هذا الانفصال يسلط الضوء على المخاوف من أن الصعود لا يتعلق بقوة الاقتصادات الناشئة وإنما بالبحث عن العائد في عالم يدفع فيه الطلب على الملاذات الآمنة العائدات في العالم المتقدم لمستويات أقل، وانخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عاما لأدنى مستوى على الإطلاق يوم الجمعة بسبب تزايد حالات الإصابة خارج الصين، ما أثار المخاوف بأن الفيروس سوف يقوض الاقتصاد العالمي.
وقال اندريس فيرجمان، مدير محفظة في “باينبريدج انفيستمينتس”، إن البحث عن العائد يدعمه تصور بأن العائدات العالمية سوف تظل منخفضة في المستقبل القريب، مضيفا أن المرونة التي شهدتها سندات الأسواق الناشئة المقومة بالعملة الصعبة – سواء السيادية او الشركات – تعني أن الدعم والتدفقات الداخلة ستستمر لفئة الأصول .
وتراجع مؤشر “إم إس سي آي” لعملات الأسواق الناشئة الأسبوع الماضي للأسبوع الرابع من أصل خمسة أسابيع، وانخفض دون متوسط تحركاته خلال 100 و200 يوم، وهي مستويات تشير إلى احتمالات المزيد من التراجع، وتباطأ مؤشر “إم إس سي أي” للأسهم بنسبة 2%.
ولكن قد لا يكون الوضع كئيبًا كما يبدو عليه، حيث يقول المحللان سارة جروت وسيزار مصري، في “جولدمان ساكس”، إن الأمان النسبي لديون الأسواق الناشئة يعود إلى التوقعات بأن تأثير الفيروس سوف يكون مؤقتا، وأن التيسير من قبل البنوك المركزية سوف يقلل مخاطر الاضطرابات التي تقود إلى تعثر في السداد أو إعادة هيكلة.
وكتب المحللان، في مذكرة إن المخاطر الهبوطية التي تشكل أكبر أهمية لسعر مخاطر الائتمان تبدو محتواه نسبيا، مضيفين أن العقبة تكمن في أن السندات لن ترتفع مع الاسهم والعملات إذا تم احتواء لفيروس وتحسنت شهية المخاطر.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
