كتب: محمد فرج
تستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية قمة المناخ (كوب 27) في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل، وذلك بعد اختيار مصر لاستضافة مؤتمر الأطراف نيابة عن القارة الأفريقية.
تركز مصر خلال استضافتها قمة المناخ على الموضوعات الملحة ذات الأولوية في القارة الأفريقية خاصة والدول النامية عامة كموضوعات التكيف وتمويل المناخ.
تتطلع مصر إلى استكمال ما تم بنائه من مؤتمر جلاسجو (كوب 26) لوضع هدف عالمي للتكيف طبقاً لبرنامج عمل (من جلاسجو –شرم الشيخ) خاصة بعد الانتهاء من كتيب قواعد باريس.
رغم الأزمة الاقتصادية وزيادة الأعباء التمويلية على مصر نتيجة الاقتراض لتنفيذ مشروعات إلا أن ذلك لم يمنعها عن استكمال ما تم البدء فيه بالتزامن مع استضافة قمة المناخ في شرم الشيخ.
كيف استعدت مصر لاستضافة قمة المناخ؟
تتمثل رؤية وأهداف مصر من استضافة قمة المناخ (كوب 27) أن يتم الخروج بنتائج موضوعية شاملة وطموحة ومستندة إلى قواعد تتناسب مع التحدي القائم على النواحي العلمية، مسترشدة بالمبادئ التي تستند إلى الاتفاقيات والقرارات والتعهدات والالتزامات من اتفاق باريس 2015 إلى مؤتمر جلاسكو عام 2021.
تستضيف مصر المؤتمر نيابة عن القارة الأفريقية وتسعى مصر من خلاله إلى تسريع العمل المناخي العالمي عن طريق الحد من الانبعاثات وزيادة جهود التكيف وتعزيز تدفقات التمويل المناسبة للدول الأفريقية والنامية.
شكلت الحكومة لجنة تنسيقية عليا لاستضافة مؤتمر المناخ المقبل (كوب 27) برئاسة الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء وعضوية السفير سامح شكري والرئيس المعين للمؤتمر والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمبعوث الوزارة للمؤتمر والوزارات والجهات المعنية.
عقدت وزيرة البيئة بصفتها المبعوث الوزاري لمؤتمر المناخ العديد من الاجتماعات مع الوزارات المعنية للوقوف على خطة العمل وتشكيل مجموعة عمل من وزارات الكهرباء والاتصالات والسياحة والآثار والصحة والنقل والتضامن الاجتماعي والطيران المدني.
كذلك قامت وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة الخارجية بإعداد تصور للموضوعات الخاصة بالمسار التفاوضي والبعد السياسي والفني المرتبط بتغير المناخ للمبادرات المقترحة والنسيق مع شركاء التنمية.
تم التنسيق مع الفنادق ومتابعة البنية التحتية قبل استضافة قمة المناخ، بالإضافة إلى إطلاق الموقع الالكتروني الخاص بالمؤتمر وصفحات التواصل الاجتماعي.
تحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء
أقرت الحكومة خطة متكاملة للاعتماد على الوسائل الصديقة للبيئة الكهربائية والعاملة بالغاز الطبيعي، كما وصل عد الفنادق الحاصلة على النجمة الخضراء حوالي 120 من إجمالي 160 كما حصل 60 مركز غوص على العلامة الخضراء.
اتجهت المنشآت والمباني لتركيب محطات طاقة متجددة سواء في المطار أو قاعات المؤتمرات، وتم العمل على إنشاء محطة خلايا شمسية بقدرة 5 ميجاواط على أسطح مباني مطار شرم الشيخ.
كذلك تم تنفيذ إدارة متكاملة لمنظومة المخلفات التي تتم من خلال أحد الشركات المتخصصة بالجمع والفصل والتدوير.
قامت مصر بتقديم التقرير المحدث للمساهمات المحددة وطنياً إلى سكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية والذي يأتي كأحد الالتزامات في إطار اتفاق باريس.
يعكس التقرير مدي الطموح في الإجراءات التي تعتزم الدولة تنفيذها خلال الفترة من 2015 وحتى 2030 في مجالي التكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية والمساهمة في جهود خفض الانبعاثات وتحديد الوسائل اللازمة للتنفيذ.
الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050
أطلق الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء مايو الماضي استراتيجية وطنية لتغير المناخ ضمن خطوات مصر في تعزيز ملف التصدي لآثار تغير المناخ والاستعداد لرئاسة مؤتمر المناخ القادم (كوب 27).
تهد ف الاستراتيجية إلى تحسين جودة حياة المواطن وتحسين النمو الاقتصادي المستدام والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتعزيز دور مصر الريادي في التعامل مع كافة المستجدات العالمية.
ومن المخطط أن تسهم الاستراتيجية في تحقيق نمو اقتصادي مستدام مع تقليل للانبعاثات وهو يعكس هدف التخفيف الموضوع في اتفاق باريس، والتكيف مع التغيرات المناخية وحوكمة المناخ.
كذلك تحسين البنية التحتية لتمويل المناخ كتمويل البنوك لمشروعات المناخ والسندات الخضراء والحوافز الاقتصادية الخضراء لعدد من المشروعات وهي الطاقة والهيدروجين والمخلفات وبدائل البلاستيك.
تم وضع حزمة من الأولويات لعدد من المشروعات كالطاقة والنقل والزراعة والمياه والري وخفض الكربون في قطاع البترول بتكلفة حوالي 211 مليار دولار للتخفيف و113 مليار دولار لبرامج التكيف حتى عام2050.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
