نشرة الصناعات الغذائية أخبار

الدواجن ومنتجاتها.. هل ترتفع أسعارها من جديد؟

الدواجن

مع الانخفاضات الأخيرة في أسعار الدواجن ومنتجاتها مثل “البانيه”، قد يظن البعض أن أزمة معروض الدواجن ومنتجاتها في طريقها للتلاشي، لكن على العكس، فهي لا تزال مستمرة، بل وتتفاقم، ويرى عاملون في الصناعة أن “الأعلاف” هي كلمة السر في الوضع بأكمله، اعتبارًا بأنها تُمثل نحو 70% من تكاليف إنتاج الصناعة.. فكيف ذلك؟

الأعلاف.. قطار زيادات لا يتوقف

200 % زيادة في أسعار الأعلاف خلال عام واحد فقط، منذ أن استقلت قطارًا سريعًا مع بداية أزمة شح العملة الصعبة في العام الماضي وعلى خلفية الغزو الروسي في أوكرانيا والتداعيات الاقتصادية العالمية التي تأثرت بها مصر، وذلك وفق مؤشرات الأسعار التي تراقبها نشرة الصناعات الغذائية من “ايكونومي بلس”.

لم تتوقف زيادات الأسعار بعد، فالمصانع لا تزال تُعلن زيادات جديدة منذ مطلع أبريل الجاري، وبعض المصانع قفز سعر البيع لديها قرب 30 ألف جنيه للطن من بعض الأصناف، قال تاجر الأعلاف أحمد عبدالفتاح.

بعض المصانع تُطبق زيادة سعرية أسبوعية تتراوح بين 700 و800 جنيه في الطن، وبعضها الآخر يُطبق زيادات يومية بواقع 100 جنيه في المتوسط، وكافة المصانع تعمل من خلال البيع الكاش وتحديد السعر النهائي وقت التنفيذ، أوضح عبدالفتاح.

 

الدواجن تتأرجح.. لكن المعروض ينخفض

تتأرجح أسعار الدواجن خلال الأسابيع الأخيرة بين 67 و71 جنيهًا للكيلو من أرض المزرعة، لكن المعروض ينخفض بمرور الوقت وفقًا لما يراه عاملون في الصناعة.

محمد صالح عضو اتحاد منتجي الدواجن، قال إن هدوء أسعار خامات الأعلاف في يناير الماضي شجع الكثير من المزارع التي توقفت على العودة إلى التشغيل والإنتاج مرة أخرى، وكان ذلك سببًا رئيسًا في هدوء الأسعار نسبيًا من أعلى مستوى سجلته قرب 80 جنيه للكيلو من أرض المزرعة، لكن أصاب السوق حالة من فوران الأسعار مرة أخرى مع بداية فبراير الماضي، مستمرة حتى الأن، لذا تراجع الكثيرين عن الاستمرار ثم الخروج من جديد.

على خلفية الارتفاعات القياسية في أسعار الدواجن، قفزت أسعار “البانيه” قُرب 250 جنيهًا للكيلو، قبل أن تتراجع إلى 160 جنيهًا في المتوسط حاليًا، وظهر اهتمام المستهلكين أكثر بمنتجات لم يعتدوها من قبل.

وهوت أسعار الأعلاف وخاماتها في يناير الماضي من أعلى مستويات قياسية سجلتها في ديسمبر السابق له، فانخفض وقتها سعر المنتج النهائي إلى 19 ألف جنيه للطن من أعلاف الدواجن، مقارنة بنحو 25 ألف جنيه في ديسمبر 2022، على خلفية تراجع أسعار الذرة الصفراء إلى 12 ألف جنيه للطن من 15 ألفًا، والفول الصويا إلى 27 ألف جنيه من 35 ألفًا قبلها.

حاليًا ارتدت أسعار الذرة الصفراء فوق 19 ألف جنيه للطن، والفول الصويا فوق 40 ألف جنيه للطن.

مصدر باتحاد منتجي الدواجن، قال لنشرة الصناعات الغذائية من “ايكونومي بلس”، إن المعروض الداجني في انخفاض مستمر، وإن تحسن لبعض الوقت، ونتوقع ارتفاعات مستقبلية للأسعار مع انتهاء الدورات الإنتاجية الحالية، هذا إذا لم تتحسن أسعار الأعلاف بالانخفاض، فهي تمثل نحو 70% من تكلفة الإنتاج بصناعة الدواجن.

اقرأ أيضًا: اضطراب بسوق الأعلاف والثروة الحيوانية.. ماذا يحدث؟

بيض المائدة.. خسائر مستمرة

تبلغ تقديرات خسائر مزارع بيض المائدة بنحو 25 جنيهًا في الطبق الواحد الذي يضم 30 بيضة، حيث يبلغ سعر بيع الطبق في المتوسط 90 جنيهًا من أرض المزرعة، في حين أن تكلفته تصل إلى 110 جنيهات، قال نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، ثروت الزيني.

الزيني شدد على أهمية الإفراج عن خامات الأعلاف المحتجزة في الموانئ، مع تسهيل دخول البضائع الجديدة بصورة سلسلة وبدون تأخيرات لعودة المزارع إلى الإنتاج، مع تشديد الرقابة على الأسواق والتأكد من وصول الإفراجات إلى المصانع بالفعل وألا يتم تخزينها بهدف الاحتكار والتربح.

عدم القدرة على البيع بالأسعار الفعلية للتكلفة يرجع إلى عزوف المستهلكين عن شراء كافة الاحتياجات حتى الغذائية التي ترتفع أسعارها، في وسط الزيادات السعرية التي تطال كافة جوانب الحياة، وكذلك الحال بالنسبة للأعلاف نفسها، فلو عملت المزارع بطاقاتها الطبيعية لكان سعر طن الأعلاف قد وصل إلى 35 ألف جنيه حاليًا، قالت مصادر أصحاب شركات إنتاج داجني.

 

الطلب يواصل الضغط على “الكتاكيت”

تهاوت أسعار الكتاكيت من أعلى مستوى تاريخي سجلته في فبراير الماضي عند 32 جنيهًا للكتكوت، عمر يوم، إلى 7 جنيهات في المتوسط، ويأتي التراجع وسط إرجاء أغلب المزارع المتوقفة قرارات العودة إلى الإنتاج بعد الزيادات الكبيرة التي طالت أسعار الأعلاف في الأسابيع القليلة الماضية، قالت مصادر لـ”ايكونومي بلس”.

اقرأ أيضًا: أسعار “الكتاكيت” تفقد 65% من أعلى مستوى تاريخي لها.. ما الذي تغير؟

المصادر التي رفضت ذكر اسمها، أوضحت أن ارتفاع الأسعار منذ وقت أن تحسن السوق نسبيًا في يناير الماضي وتسجيل الكتاكيت مستويات قياسية جاء مدفوعًا بتوقف عمل معامل التفريخ في أكتوبر 2022 وإعدام الإنتاج الجديد مع ضعف توافر الأعلاف وارتفاع أسعار المتاح منها، وتهاوي طلبات المزارع على الكتاكيت نفسها.

اقرأ أيضًا: الأزمة مستمرة.. أسعار الأعلاف تواصل الارتفاع رغم الإفراجات الجديدة للخامات

أيضًا، استمرت أسعار الكتاكيت في النمو على اعتبار أن السوق بدأ يتحسن، لكن العكس تمامًا هو ما حدث، فالتحسن كان نسبيًا ومؤقتًا، ثم عادت أزمة الإفراجات الجمركية للظهور من جديد، لكن بقوة أشد من نهايات 2022، وبالتالي ساهم ذلك في احتكار أكبر للمسيطرين على سوق الاستيراد، لتقفز الأسعار لمستويات قياسية ويعود السوق إلى حالة الركود مرة أخرى، أضافت المصادر.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

فيتش: صراع إسرائيل وإيران يشكل مخاطر على السياحة وعائدات قناة السويس في مصر

قالت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، إن الصراع بين إسرائيل وإيران،...

منطقة إعلانية