توصلت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، القوتان صاحبتا الوزن الثقيل داخل تحالف “أوبك بلس” إلى صفقة تسمح للإمارات بزيادة إنتاجها من النفط العام المقبل على حساب دولا أفريقية، لينتهي بذلك خلاف كاد أن يعصف بالتحالف النفطي قبل عامين.
الاتفاق السعودي – الإماراتي جاء على حساب بعض أفقر أعضاء التحالف من الدول الأفريقية، بحسب تقرير لوكالة “بلومبرج”.
تتطلب الصفقة من مصدري النفط مثل أنغولا ونيجيريا تقليص حصصهما لصالح الإمارات، ما يعطي مثالا واضحا على سيطرة المنتجين الرئيسين على “أوبك بلس” بشكل متزايد، إذ يتخذون القرارات فيما بينهم ويفرضون إرادتهم على الأعضاء الأصغر.
أطلق الاتفاق مسيرة طويلة من المحادثات التي جرت في وقت متأخر من الليل في العاصمة النمساوية، حيث تم دفع الدول الإفريقية الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى قبول أهداف الإنتاج المخفضة وزيادة حصة أبو ظبي.
بحسب تقرير بلومبرج، غادر كبير المسؤولين الأنجوليين المشاركين في المحادثات في اليوم الأول من محادثات “أوبك بلس” كما غادر وفد الكونغو أمانة المجموعة بعدها بفترة وجيزة لكن مسؤل سعودي أقنعهم بالعودة للانضمام إلى الوفود.
بحلول الوقت الذي كان من المقرر أن يعقد فيه التحالف مؤتمره النهائي في الساعة 10 صباحًا يوم الأحد، كان الاتفاق لا يزال بعيد المنال.
اجتمع الوزراء في مقر أوبك، لكن تم تأجيل موعد بدء الاجتماع أكثر من مرة حيث حاول المسؤولون تحديد مستويات الإنتاج الأساسية- التي تستخدمها أوبك لحساب الحصص- عند مستويات مقبولة للجميع.
ضغوطا كبيرة كانت تمارس على الوفود الأفريقية وعلى رأسها نيجيريا، لكن في محاولة لكسر الجمود، حذرت المملكة العربية السعودية من أن التخفيضات الطوعية للإنتاج التي أعلنها الأعضاء الرئيسيون في أبريل يمكن تغييرها إذا لم تتنازل الدول الأفريقية، وفقا لمصادر تحدث لـ”بلومبرج”.
التحذير السعودي يلمح بأنها قد تتراجع عن قراراها للتخفيض الطوعي للإنتاج الذي أعلنت عنه في أبريل الماضي، وهو ما سيؤدي لتزايد معدلات ضخ الخام في الأسواق لتتضرر الدول الأفريقية المصدرة.
بعد خمس ساعات من المحادثات المستمرة، تم التوصل إلى اتفاق لإرضاء المصدرين الأفارقة مع التأكيد على إمكانية مراجعة حصصهم المخفضة مرة أخرى.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
