أخبار

الصين والغرب.. لعبة السيطرة على القارة السمراء

الصين

كتب: باسل محمود

 
لماذا لا تكون كلمة الصين في أفريقيا أعلى من الغرب؟ خاصة أن تدفقات الاستثمارات الصينية المباشرة إلى الدول الـ36 التي يعمل بها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، شكّلت نحو 40% من الاستثمارات الجديدة العام الماضي، ارتفاعاً من 5.1% فقط في عام 2022، و0.6% قبل 20 عاماً.
 
في المقابل، شكّل مجموع استثمارات الولايات المتحدة وألمانيا نحو 8% فقط في المناطق التي يعمل بها البنك الأوروبي، بحسب صحيفة فاينانشيال تايمز.
 
“الاستثمار الأجنبي المباشر القادم من ألمانيا والولايات المتحدة يبدو ضئيلاً للغاية أمام الصين”.. كانت هذه تصريحات كبيرة الاقتصاديين في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بياتا يافورسيك، لـ”فاينانشيال تايمز”.
 

الحكمة السياسية

 
البروفيسور مراد كواشي، الأستاذ الجامعي في جامعة أم البواقي بالجزائر، يقول في تصرحات خاصة لـ”إيكونومي بلس”، إن الحكمة السياسية للصين، هي التي جعلتها ربما تستفيد من الناحية الاقتصادية، فهي تعمل في صمت، ولا تدخل في نزاعات كثيرة سياسية أو عسكرية أو قليمية على عكس منافسيها، المتورطين دائما في نزاعات خارجية.
 

النفوذ الصيني في إفريقيا تحدٍ استراتيجي للقوى الغربية

 
تقول الأستاذ المساعد في قسم سلاسل التوريد بجامعة الشرق الأوسط الأردنية، مها الشيخ لـ “إيكونومي بلس”، إن التوسع الاستراتيجي للصين في إفريقيا من خلال الاستثمارات الضخمة، والمشاريع التنموية الطموحة على مدار السنوات القليلة الماضية، يشكل تحدياً كبيراً لقدرة أوروبا وأمريكا على فرض هيمنتهما التقليدية في المنطقة.
 
“أعتقد أن مناطق مثل شمال أفريقيا وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، شهدت تدفقاً كبيراً لرؤوس الأموال الصينية، متجاوزة الاستثمارات الغربية مجتمعة، مما يعزز مكانة الصين في مناطق استراتيجية حيوية”، أضافت الشيخ.
 
بلغ إجمالي رصيد الاستثمارات الصينية المباشرة في أفريقيا نحو 41 مليار دولار عام 2022، ومنذ عام 2013، لم تتجاوز قيمة الاستثمارات الأمريكية في أفريقيا نظيرتها الصينية.
 

الوقيعة بين أمريكا ودول الجنوب

 
تقول وكالة بلومبرج، إن الصين تستغل الصراع في غزة، للوقيعة بين الولايات المتحدة ودول الجنوب، حيث تحاول الصين بقوة، التأثير على الرأي العام في الدول النامية ضد الولايات المتحدة، بينما تضع نفسها كقوة من أجل السلام، وتصور الولايات المتحدة كمصدر لانعدام الأمن العالمي.
 
“أعتقد أن الصعود السريع للتأثير الاقتصادي الصيني في أفريقيا، أدى إلى إعادة توازن الديناميكيات التقليدية للقوى، مما يهدد الهيمنة التقليدية التي تمتعت بها القوى الغربية”، قالت الأستاذ المساعد في قسم سلاسل التوريد بجامعة الشرق الأوسط الأردنية.
 
وهي ترى أن الصين تسعى لتعزيز التعاون بين الدول النامية، ما يغير ملامح المشهد الاقتصادي العالمي، ويضعف من هيمنة نماذج التعاون التقليدية بين الشمال والجنوب.
 

استراتيجية الحزام والطريق

 
ترى مها الشيخ، أن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين، تمثل حجر الزاوية في تعزيز التكامل الاقتصادي والتنمية مع الاقتصادات الناشئة، خاصة في أفريقيا.
 
ويقول كواشي: “استراتيجية طريق الحرير التي تبنتها الصين منذ سنوات، والتي من خلالها زادت من توغلها خاصة في القارة الأفريقية، كانت سبباً في زيادة الاستثمارات الصينية في القارة”.
 
تعتبر  السوق الأفريقية واسعة وكبيرة جدا، ومحل أطماع القوى الكبرى، سواء الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو الصين، بحسب كواشي.
 

تفوق صيني

 
مشروع خط السكك الحديدية بين مومباسا ونيروبي في كينيا، يجسد قدرة الصين على تمويل وتنفيذ حلول بنية تحتية تحويلية، لذلك فإن النهج الاستثماري الصيني القوي يتفوق على نظيره الغربي، خاصة في تطوير البنية التحتية واكتساب الموارد، مما يقدم فرصاً وتحديات للدول الأفريقية في التعامل مع هذا المشهد الديناميكي، حسبما قالت مها الشيخ.
 
وأنهت حديثها: “أعتقد أن الصين هي المؤهلة بشكل أكبر نظراً لعدم تورطها في نزاعات، وهو ما عزز من ثقة الأفارقة في في سياساتها، التي تبحث عن التنمية الاقتصادية والشراكات التجارية”.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

منطقة إعلانية