قد تكون أمريكا اللاتينية في معاناة من النمو الضعيف والاضطرابات والتقشف ولكن واحدة من أصغر دولها على وشك أن تحظى بأسرع نمو في الاقتصاد على الكوكب.
ووفقا لصندوق النقد الدولي، سوف ينمو اقتصاد دولة غيانا، الواقعة في شمال شرق أمريكا الجنوبية وتجاور البرازيل وفنزويلا ويبلغ عدد سكانها 780 ألف نسمة، بنسبة هائلة عند 86% العام المقبل بعد التوسع بنسبة 4.4% العام الجاري، وهي نسبة نمو تفوق معدل نمو الصين بحوالي 14 مرة .
وقال وزير المالي، وينستون جوردان، في مقابلة هاتفية مع “بلومبرج” من العاصمة جورج تاون، إن الاقتصاد ينتقل من قاعدة منخفضة للغاية إلى قفزة صاروخية.
أثر البترول على النمو الاقتصادي
وقالت وكالة أنباء “بلومبرج” أن هذا النمو الهائل يعود إلى اكتشاف شركة “أكسون موبيل” لترسبات بترولية بحرية في 2015، ولكن في الوقت الحالي لا تنتج الدولة أي بترول خام ، رغم امتلاك جارتها فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية في العالم.
وبينما يبلغ الناتج المحلي الإجمالي السنوي لغيانا 4 مليار دولار أي حوالي عشر حجم ناتج ولاية فيرمونت الأمريكية، فسوف يتوسع إلى 15 مليار دولار بحلول 2024، وفقا لصندوق النقد.
وقال جوردان إن الدولة تخطط لاستخدام جزء من العائدات لبناء طرق سريعة لربط المدن الساحلية بالمناطق الداخلية النائية والتي تتمتع برواسب الذهب والألماس ورواسب البوكسيت (الذي يستخرج منه الألومنيوم).
ويقدر صندوق النقد ان يشكل قطاع البترول 40% من الاقتصاد خلال خمس سنوات.
وأبرمت شركة “اكسون” شراكة مع شركة “هيس كورب”، وشركة “سينوك” الصينية لتطوير وأحدا من أكبر الاكتشافات البترولية في المياه العميقة على سواحل الدولة.
وقالت إكسون إنها سوف تبدأ الإنتاج من أول بئر العام المقبل، وبحلول 2025 سوف تنتج جيانا على الأقل 750 ألف برميل يوميا.
وتتوقع الحكومة أن تتضاعف إيرادات الحكومة من مشاركة الأرباح والعائدات البترولية من 300 مليون دولار سنويا إلى أكثر من الضعف بعد بدء الإنتاج من البئر الثاني في 2020، وقال جوردان إن هذه الاموال سوف تذهب مباشرة إلى صندوق الثروة السيادي الذي أسسته الدولة العام الجاري، وسوف يستخدم في الإدخار للاجيال المقبلة وللحماية من التقلبات في أسعار البترول وتمويل المشروعات التنموية.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا