وافق الاتحاد الأوروبي على فرض رسوم جمركية على سلع أمريكية بقيمة 21 مليار يورو (23.2 مليار دولار)، ردًا على الرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي على صادرات الاتحاد من الصلب والألومنيوم.
صوّتت أغلبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها 27 دولة، يوم الأربعاء لصالح العقوبات، والتي سيبدأ بعضها في منتصف أبريل.
تستهدف الرسوم منتجات مثل فول الصويا من ولاية لويزيانا، بالإضافة إلى الألماس والمنتجات الزراعية والدواجن والدراجات النارية.
قالت المفوضية الأوروبية في بيان إنه يمكن تعليق الإجراءات المضادة في أي وقت “إذا وافقت الولايات المتحدة على نتيجة تفاوضية عادلة ومتوازنة”.
وتضيف هذه الخطوة إلى الحرب التجارية المتنامية عبر الأطلسي، حيث طبقت الولايات المتحدة أيضًا رسومًا جمركية عالمية بنسبة 20% على جميع الصادرات الأوروبية تقريبًا، بالإضافة إلى رسوم منفصلة بنسبة 25% على السيارات وبعض قطع غيار السيارات.
وصرح ترامب بأنه سيعلن عن رسوم جمركية إضافية على الأخشاب ورقائق أشباه الموصلات والمنتجات الصيدلانية، وتطال جميع رسوم ترامب الجديدة سلعًا من الاتحاد الأوروبي بقيمة 380 مليار يورو تقريبًا.
ستدخل بعض رسوم الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في 15 أبريل، بينما ستُفرض قائمة أخرى في منتصف مايو، وستبدأ قائمة ثالثة في 1 ديسمبر، وفقًا لما أوردته بلومبرج سابقًا.
وتواجه معظم السلع المستهدفة رسومًا جمركية بنسبة 25%، مع فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على بعض الفئات.
وهاجم ترامب الاتحاد الأوروبي، أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، قائلاً إنه شُكّل “لإزعاج” الولايات المتحدة، وأن فائض الاتحاد في تجارة السلع دليل على علاقة غير عادلة.
ووفقًا لبيانات منظمة التجارة العالمية، بلغ متوسط معدل الرسوم الجمركية المرجحة للتجارة في الاتحاد الأوروبي 2.7% في عام 2023.
وقال ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع: “إنهم يضعون قواعد ولوائح مصممة لسبب واحد فقط: منع بيع منتجاتكم في تلك الدول. ولن نسمح بحدوث ذلك”.
وذكرت بلومبرج سابقًا أن الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي يعمل على “ورقة شروط” للمجالات المحتملة للتفاوض، بما في ذلك خفض التعريفات الجمركية واللوائح والمعايير.
بالإضافة إلى ذلك، تُعدّ المفوضية، المسؤولة عن الشؤون التجارية للاتحاد الأوروبي، مجموعة من التدابير المضادة للرد على ما يُسمى بالرسوم الجمركية المتبادلة التي دخلت حيز التنفيذ يوم الأربعاء. وصرح متحدث باسم المفوضية بأنها تُخطط للإعلان عن خططها مطلع الأسبوع المقبل، ثم بدء المشاورات مع الدول الأعضاء.
ودعت فرنسا وألمانيا ودول أخرى المفوضية إلى النظر في استخدام أداة الاتحاد لمكافحة الإكراه – وهي أقوى أداة تجارية في الاتحاد الأوروبي، والمصممة للرد على الدول التي تستخدم التدابير التجارية والاقتصادية قسرًا، وفقًا لما ذكرته بلومبرج في وقت سابق.
الحرب بين واشنطن وبكين تشتعل
وزادت حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين اليوم مع دخول تعريفات جمركية أمريكية بقيمة 104% على الواردات الصينية حيز التنفيذ، لترد الصين بزيادة الرسوم الجمركية على البضائع الأمريكية بقيمة 84%.
الرسوم الجمركية خلال ولاية ترامب الأولى
لا يزال الاتحاد الأوروبي يسعى إلى إيجاد حل تفاوضي لنزاع الرسوم الجمركية، لكنه فشل حتى الآن في الدخول في مفاوضات جادة مع الإدارة الأمريكية.
بالنسبة للاتحاد الأوروبي، بدأ الصراع حول الرسوم الجمركية الأمريكية على المعادن عام 2018 خلال ولاية ترامب الأولى، عندما فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية على صادرات الصلب والألومنيوم الأوروبية بقيمة تقارب 7 مليارات دولار، متذرعةً بمخاوف الأمن القومي.
في تلك الخطوة الأولى، فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 25% على منتجات الصلب، و10% على منتجات الألومنيوم، مع إعفاءات لبعض المنتجات.
وردّ الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، باستهداف الشركات ذات الحساسية السياسية برسوم جمركية انتقامية، بما في ذلك دراجات هارلي ديفيدسون النارية، وسراويل جينز ليفي شتراوس.
طُبّقت هذه الإجراءات على كل منتج على حدة، وشملت السلع الزراعية والملابس، بالإضافة إلى منتجات الصلب والألومنيوم.
اتفق الجانبان على هدنة مؤقتة في عام 2021، عندما رفعت الولايات المتحدة جزئيًا تدابيرها وفرضت مجموعة من حصص التعريفات الجمركية التي يتم فوقها تطبيق الرسوم على المعادن، في حين جمد الاتحاد الأوروبي جميع تدابيره التقييدية.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
