لم يعد السؤال المطروح أمام الشركات المستوردة للفاكهة عالميا عبر السوق المصرية هو “هل تستورد الفاكهة الطازجة من مصر أم لا؟” – بل أصبح “كيف تفعل ذلك بكفاءة؟”.
هذا ما قالته المجلة الأوروبية للأعمال التجارية “EBR” باختصار عن الفاكهة المصرية في تقرير حديث لها.
بفضل أشعة الشمس على مدار العام، والتربة النيلية الخصبة، وممرات الشحن الاستراتيجية، أصبحت مصر لاعبا رئيسيا في تجارة الفاكهة العالمية.
يتجه المستوردون من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والصين بشكل متزايد إلى مصر للحصول على فواكه عدة، أبرزها المانجو والموالح والعنب والبطيخ.
لماذا الفاكهة المصرية؟
يخلق مناخ مصر نوافذ توريد في غير موسمها تتماشى تماما مع الطلب في نصف الكرة الشمالي.
على سبيل المثال، يتم حصاد المانجو من يوليو إلى أكتوبر، ثم يتم تبريد أصناف مثل نعومي وكيت بسرعة بعد قطفها، ما يطيل من مدة الصلاحية سواء تم شحنها جوا أو بحرا.
يلي ذلك الموالح في الفترة من نوفمبر إلى مايو، حيث يتوفر برتقال أبوصرة وفالنسيا الخالي من البذور الذي يوفر إمكانية البيع بالتجزئة والعصر في الأسواق العالمية، ويتوفر أيضا العنب من مايو إلى أغسطس، حيث يقل العنب حول العالم، وهو شائع بشكل خاص في الأسواق الأوروبية والخليجية، هذا بالإضافة إلى باقي المنتجات.
بلغت قيمة صادرات مصر من الفاكهة الطازجة 2.26 مليار دولار بنهاية عام 2024، بزيادة قدرها 325 مليون دولار عن عام 2023، وتعد الفاكهة الطازجة من أهم السلع التصديرية المصرية، حيث تحتل مكانة بارزة في قائمة عوائد النقد الأجنبي.
اللوجستيات داعم كبير
الخدمات اللوجستية تدعم قدرة مصر التنافسية، حيث يتم التصدير عبر موانئ مثل الإسكندرية ودمياط وبورسعيد القريبة من البساتين الرئيسية للإنتاج في مصر بالإضافة إلى ممرات الشحن العالمية.
تقلل المعابر البحرية السريعة إلى جنوب أوروبا والوصول عبر قناة السويس من وقت العبور وتكاليف الإنزال، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على نضارة المنتجات.
الجودة والتعبئة والتغليف.. أفضلية
أشارت المجلة إلى أن مراكز التعبئة المعتمدة في مصر تلبي أكثر المعايير الدولية صرامة، بما في ذلك GLOBALGG ، وGRASP، ونقاط المراقبة الحرجة لتحليل المخاطر ونقاط المراقبة الحرجة HACCP، وISO 9001:2015.
كما يقدم المصدرون وثائق كاملة، بما في ذلك تقارير الصحة النباتية والمخلفات، ما يسهل عملية التخليص الجمركي من لندن إلى شنغهاي.
الشركات العريقة هدف أول
المستوردون العالميون يفضلون الشركات المصرية العريقة والكبيرة لسبب وجيه. فمن وجهة نظر المجلة، الشركات التي تعود جذورها إلى القرن التاسع عشر، تحافظ على علاقات قوية مع المزارعين، وتحجز مسبقا مساحة للسفن، وتدير فرقا داخلية لمراقبة الجودة، كما تساعد استثماراتهم في سلسلة التبريد والنقل ومراقبة الجودة على تجنب المفاجآت وحل النزاعات بسرعة.
وبينما تقدم مصر عادة أسعارا أقل على ظهر السفينة (فوب) مقارنة بالمصادر المنافسة، يركز المشترون الأذكياء على التكلفة الحقيقية للكيلوجرام القابل للاستخدام، بما في ذلك غرامات التأخير ومخاطر الامتثال.
نصحت المجلة المشترين الدوليين بمراجعة خطط التوريد الخاصة بهم في وقت مبكر، مع تأمين نوافذ الحصاد، والاستفادة من نقاط القوة للفاكهة المصرية لتقديم برامج متسقة ومربحة.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
