قبل يومين، بدأت تطفو كميات كبيرة من الأسماك النافقة على سطح بحيرة المنزلة وضفافها.

“شهدنا نفوق كميات هائلة من أسماك الدنيس بالمزارع السمكية على أطراف بحيرة المنزلة بداية من صباح يوم الأربعاء الماضي 6 أغسطس، خاصة المزارع القريبة من الطريق الدولي بعد ارتفاع كبير في نسبة الملوحة”، قال أحد صيادي البحيرة لـ”إيكونومي بلس”.

يعد سمك الدنيس من أغلى أنواع الأسماك بسبب ندرته، خاصة الدنيس البري، وذلك بسبب طعمه وارتفاع قيمته الغذائية، وهذا الأمر يتكرر كل عام تقريبا، بحسب الصياد.
تعد بحيرة المنزلة أحد أكبر البحيرات الطبيعية في مصر، وتشتهر بكونها منطقة صيد رئيسية للعديد من الصيادين، وتمتد على طول ثلاث محافظات هي بورسعيد والدقهلية ودمياط، وتشتهر البحيرة بتنوعها البيولوجي الغني بالأسماك.

الزراعة: شائعات

أصدرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ممثله في جهاز حماية البحيرات وتنمية الثروة السمكية بيانا سردت فيه عوامل قالت إنها “علمية” وأرجعت لها نفوق الأسماك في مزارع بحيرة المنزلة، واعتبرت أن كل ما أثير حول الأمر هو شائعات متداولة.

وقال الوزارة في بيان، إن نفوق الأسماك ظاهرة طبيعية في ظل التغيرات المناخية وموجات الارتفاع القياسية في درجات الحرارة التي يشهدها العالم، موضحة أن الأسماك من ذوات الدم البارد التي تتأثر بشكل مباشر بارتفاع درجات الحرارة.

وبحسب بيان وزارة الزراعة، تصنف أنواع الأسماك البحرية المستزرعة فى مصر مثل الدنيس والقاروص واللوت من أسماك المياه المعتدلة والتي تعيش فى حرارة بين 20 – 24 درجة مئوية.

يعني هذا، أن كل زيادة أو نقصان في درجة حرارة المياه يؤثر سلبا على معدلات نمو الأسماك وقدرتها على مواجهة التغير في مواصفات المياه ومقاومتها للأمراض، وخلال الفترة الأخيرة شهدت المنطقة ارتفاعات كبيرة في درجات الحرارة، ما عرض المزارع السمكية لموجات حر شديدة رفعت درجة حرارة المياه عن المدى الحراري المناسب للأسماك.

من جانبه، أوضح جهاز حماية البحيرات وتنمية الثروة السمكية أيضا أن ارتفاع درجات الحرارة يتسبب في نقص الأكسجين نتيجة انخفاض نسبة الأكسجين المذاب في الماء وارتفاع نسب الامونيا وبالتالي فيؤثر ذلك على صحة الأسماك، بالإضافة إلى تغير نمط ومواصفات المياه مما يزيد من الاجهاد على الأسماك بالمزارع السمكية حيث تكون كثافتها التخزينية فى وحدة الحجم من المياه أكبر بكثير منها فى البيئات الطبيعية لهذه الأنواع.

ماذا نصطاد في المنزلة؟

تحتوي بحيرة المنزلة على نحو 13 صنفا مختلفا من الأسماك، بخلاف عائلة البوري، وتنتج وحدها نحو 48% من إجمالي المصائد الطبيعية “من البحيرات” سنويا بما يقترب من 60 ألف طن، بحسب بيانات رسمية من وزارة الزراعة اطلع عليها “إيكونومي بلس”.

تستحوذ أسماك البلطي على 45% تقريبا من إجمالي الإنتاج السنوي للبحيرة، فيما تتوزع النسبة المتبقية على باقي الأصناف أهمها القرموط والمبروك، وفق بيانات الزراعة.

جوابي المنزلة؟

تشتهر بحيرة المنزلة بالصيد عبر نظام “الجوابي” من خلال أكثر من 120 صياد يعمل في البحيرة، أكثر من 80% منهم يحترفون الصيد كمهنة أساسية.

“الجوابي (ومفردها جابية) هي أقفاص أو مصائد تصنع غالبا من أسلاك متشابكة أو من مواد أخرى، وتصمم بفتحات تسمح بدخول الأسماك بسهولة ولكن تجعل خروجها صعبا للغاية، وهي من أساليب الصيد التقليدية والمنتشرة في مناطق عدة ساحلية.

تحذيرات من الأسماك النافقة

محمد عبدالفتاح، صياد في البحيرة، حذر من تسرب الأسماك النافقة إلى الأسواق وبيعها بأسعار رخيصة للمستهلكين، خاصة أصناف البوري الذي يباع في بعض الحالات بأسعار أقل من 100 جنيه للكيلو، في حين أن سعره يتجاوز 170 جنيها.

الحال نفسه بالنسبة لأسماك الدينيس التي تتراوح أسعارها في الأوقات الطبيعية بين 160-300 جنيه الكيلو حسب الحجم ومنطقة الشراء وغيرهما.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا