رئيس التحرير أسامه سرايا |
أخبار

ملكة الفواكه.. المانجو المصرية بين إنتاجية جيدة وأسعار مرتفعة

ملكة الفواكه

كتب: سليم حسن

في كل صيف، تترقب الأسواق المصرية بفارغ الصبر قدوم “ملكة الفواكه”، المانجو، التي لا تقتصر شعبيتها على مذاقها اللذيذ فحسب، بل تمثل أيضا قيمة اقتصادية مهمة. لكن يبدو المشهد مختلفا هذا العام؛ فبينما يهل المحصول بجودة عالية، خاصة من مزارع الإسماعيلية والوجه البحري، يواجه المستهلكون ارتفاعا ملحوظا في الأسعار.

انطلق موسم جديد من محصول المانجو في مصر خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، مع ظهور بشائر الإنتاج الأولى من مزارع الوجه القبلي في يوليو الماضي، ثم توسعت الأصناف المتاحة أمام المستهلكين مع دخول الإنتاج من الوجه البحري، وتحديدا الإسماعيلية قبل نحو أسبوع.

بداية صعبة في ظل تغيرات المناخ

إنتاج المانجو هذا الموسم يتراوح بين 70-80% من المستويات المعتادة بالنسبة لحجم الثمار، وساهمت عوامل عدة في هذا الانخفاض، بدءا من الظروف المناخية خاصةً حرارة الصيف الشديدة التي لم تكن مواتية لارتفاع المحصول، بحسب مدير التصدير بشركة قناة السويس الزراعية، وليد سلام.

بالإضافة إلى ذلك، عرض الحصاد المتأخر في الموسم الماضي العديد من أشجار المانجو -خاصة الأشجار الصغيرة – إلى إجهاد مفرط، ما أدى إلى انخفاض نسبي في المحصول هذا العام، بحسب سلام.

ارتفاع سعري يثقل كاهل المستهلك

بدأ الموسم الجاري بأسعار مرتفعة للغاية مقارنة بأسعار انطلاقة الموسم الماضي، وبنسب نمو متفاوتة إلى حد بعيد تراوحت بين 40-70% وفق حسابات “إيكونومي بلس” التي اعتمدت على مقارنات الأسعار في أسواق الجملة.

على سبيل المثال، سجل صنف “تيمور” أقل نسبة زيادة على أساس موسمي بواقع 20% ليتراوح سعر الكيلو بين 30-35 جنيها بأسواق الجملة مقابل 20-25 جنيها الموسم الماضي، بينما سجل صنف “كنت” أعلى زيادة من حيث النسبة المئوية عند 70% ليتراوح سعر الكيلو بين 25-35 جنيه للكيلو.

ويعد صنف “فص” هو الناجي الوحيد من قطار زيادات أسعار المانجو هذا الموسم بعد أن سجل سعر الكيلو 60 جنيه بأسواق الجملة مقابل 65 جنيها الموسم الماضي.

الأسعار مرشحة للانخفاض

من المتوقع أن تشهد الأسواق انخفاضا في أسعار المانجو خلال الفترة المقبلة مع زيادة المعروض ودخول إنتاج عدد أكبر من المزارع إلى أسواق البيع، بحسب عضو شعبة الخضروات والفواكه باتحاد الغرف التجارية، حاتم النجيب.

أشار إلى أنه مع ظهور كميات أكبر أمام المستهلكين بالتأكيد ستنخفض الأسعار، خاصة مع موجات الحرارة المرتفعة التي ستجبر التجار على خفض الأسعار تجنبا لتلف الفاكهة وتكبد خسائر.

الجودة ما زالت أفضل

رغم المناخ الصعب وانخفاض الكميات وحجم الثمر، لكن ما زالت جودة المانجو المصرية عالية بشكل ملحوظ، ما يسهل تسويق الأصناف عالية الجودة محليا وفي التصدير.

هذا الموسم، اتبع جدول الحصاد مساره المعتاد، حيث بدأ في صعيد مصر (أسوان والأقصر)، ثم انتقل شمالا إلى الإسماعيلية، واستمر في منطقة طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، بما في ذلك محافظات البحيرة والمنوفية والجيزة.

كم نزرع ونحصد من المانجو؟

بلغت المساحات المزروعة بالمانجو في مصر هذا الموسم نحو 328 ألف فدان، 95% منها منتجة بالفعل بإجمالي إنتاج يقترب من 1.4 مليون طن بمتوسط إنتاجية 4.6 طن للفدان.

تعد محافظات الإسماعيلية والشرقية والسويس والبحيرة وأسوان من أهم مناطق زراعة المانجو في مصر.

تتصدر منطقة النوبارية أعلى متوسط إنتاجية على مستوى مصر بإنتاجية تصل إلى 8.4 طن للفدان، تليها زراعات محافظة أسوان بنحو 6.23 طن للفدان ثم محافظة الشرقية بمتوسط إنتاجية 5.1 طن للفدان بحسب بيانات وزارة الزراعة المصرية.

تزرع مصر نحو 17 صنفا من المانجو سنويا، أشهرها العويس، الزبدية، السكري، الكيت، النعومي، ألفونس، تيمور، والكنت.

ماذا عن الصادرات؟

احتلت صادرات المانجو المرتبة التاسعة على قائمة صادرات الحاصلات الزراعية العام الماضي بنحو 148 ألف طن وبعائدات تتجاوز 141 مليون دولار، بحسب بيانات وزارة الزراعة المصرية.

هذا الموسم، يشهد طلبا قويا على الصادرات واهتمام متزايد في أسواق عدة أبرزها أوروبا بالأصناف المصرية المحلية التي لم تكن معروفة في السوق الأوروبية من قبل، والتركيز على توريد الفاكهة عالية الجودة بدلاً من الكميات الكبيرة. هذا وفقًا لوليد سلام من مجموعة قناة السويس للزراعة.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

رسميا.. انطلاق الموسم الجديد لجني القطن المصري

انطلق الموسم الجديد لجني القطن هذا العام من محافظة بني...

منطقة إعلانية