أخبار

هل تهدد التخمة العالمية صادرات الغاز المصرى؟

صادرات الغاز المصرى

يتسائل المراقب المخضرم لسوق الطاقة العالمي، سيريل ويدرشوفين،  في مقال على موقع “أويل برايس” هل انهارت أحلام مصر بأن تصبح مركز إقليمي للطاقة، ويقول إن الساسة والعاملين في مجال الطاقة قللوا من البيئة التي يعملون بها والتي تتسم بتخمة عالمية في الغاز والتي لا تهدد مصدري الغاز الطبيعي المسال فحسب مثل استراليا وقطر وموزمبيق وإنما أيضا أحلام مركز الطاقة للدول الأعضاء في منتدى غاز شرق المتوسط.

وقال المحللون إن مصر ألغت العديد من المزايدات في 2019 بسبب أن المشترون تقدموا بأسعار أقل من تكلفة الإنتاج، موضحا أنه إذا واصلت الأسعار التراجع دون تكاليف الإنتاج في الدولة، فسوف تواجه مشكلة كبيرة.

وحذر ويدرشوفين من أن الموقف الذي تتخذه وزارة البترول المصرية لبيع الغاز الطبيعي المسال من خلال اتفاقات لآجال محددة بسعر مستهدف عند 5 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية بدلا من بيعه في السوق الفوري هو موقفا ينطوي على مخاطر، لأنه في ظل قدرة السوق على الحصول على جميع الكميات التي يحتاجها من السوق الفوري بسعر أقل بكثير،  ما الذي سيجعل أي مشتري مهتما بشراء الغاز المصري بالأسعار المعلنة في المزايدات.

وتراجعت أسعار الغاز عالميا، وهبطت أسعار الغاز الفورية في آسيا بنسبة 50%  منذ بداية 2019 من حوالي 8 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية إلى أعلى قليلا من 4 دولار، وبالتالي فإن التزام أي مشتري باتفاق طويل الأجل مع مصر هو استثمار خطر،  ويتوقع أغلب المحللين أن تشهد أسواق الغاز والغاز الطبيعي المسال بيئة أسعار منخفضة لوقت أطول.

وقال الكاتب إن الأشهر المقبلة سوف تكون حاسمة لقطاع الغاز الطبيعي المسال في مصر، موضحا أن الأطراف التي قد تكون مهتمة في الوقت الحالي بالغاز المصري هي إما داخلين جدد للسوق أو أطراف تتطلع إلى بعض الصفقات الهيكلية، وإذا لم تتوفر تلك الأطراف، فإن مصر وشركائها في شرق المتوسط يواجهون سيناريو تكون فيه الصادرات منخفضة أو معدومة.

وعلاوة على ذلك، يعد السوق المصري أصغر من أن يستوعب التخمة العالمية كما أن الصادرات إلى الأردن لا تزال هزيلة للغاية، ولمعالجة تدفقات الغازمن إسرائيل، سوف تضطر الدولة إلى إعادة تشغيل محطة تسييل الغازالثانية في دمياط، وبالفعل يتم حاليا مناقشة إعادة تشغيلها من قبل الشركة التي تشغلها “يونيون فينوسا جاز”،  التي تعد مشروع مشترك مناصفة بين “إيني” الإيطالية و”ناتورجي” الأسبانية.

وأكد الكاتب على أن التخمة في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي ينبغي معالجتها في الأشهر المقبلة وليس فقط من قبل مصر وإنما جميع الأطراف في منتدى غاز شرق المتوسط.

وقال إنه يتعين على مصر التركيز على أسواق شرق أوروبا (بما في ذلك دول البلقان)، موضحا إنه سوف يتعين عليها إيجاد طريقة للتنافس مع روسيا والنرويج وقطر في هذا السوق، وتوقع أن تنخفض أسعار الغاز الطبيعي المسار في المدى القصير لذا قال إنه يتعين على القاهرة بيع مخزونها الحالي من الغاز الطبيعي المسال في أقرب وقت.

وقال الكاتب إن الدول الأعضاء في منتدى غاز شرق المتوسط يتعين عليها اتخاذ وجهة نظر واقعية وطويلة الأجل لثرواتهم من الغاز، وألا يحلموا بكنز متعدد المليارات مشابه لما تملكه قطر، مضيفا أن القاهرة ينبغي أن تطور فهم واضح لأسواقها المحتملة والتي قد لا تكون في الشمال أو الغرب ولكن ربما في الشرق.

فعلى سبيل المثال، لا تزال السعودية، المنتج الرئيسي للبترول في منظمة “أوبك، في حاجة ماسة لكميات غاز إضافية، وبالتالي فإن إعادة توجيه خط أنابيب غاز العرب الذي كان موجه لتصدير الغاز المصري إلى الأردن ولبنان وسوريا إلى السعودية سوف  يضرب عصفورين بحجر واحد وهو تحقيق التكامل والأمن الإقليمي في الطاقة وجلب إيرادات من المخزون.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

منطقة إعلانية