أخبار

“فاينانشال تايمز”: المستثمرون حائرون بين صعود الأسهم والركود الـ”وحشي” للاقتصاد

الأسهم

يشكل التباين الشديد بين سوق الأسهم المحلق في السماء، والاقتصاد المحتضر، أمرا محيرا بشدة للمستثمرين في الأسواق العالمية، لدرجة أنه دفع الكثير من المحللين للبحث عن تفسيرات، لهذا اللغز، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز”.

وتوضح أحدث سلسلة من البيانات أن الاقتصاد تحت الإغلاق الناتج عن فيروس “كورونا” أكثر قاتمة من التوقعات، ما دفع صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي بتوقع أسوأ ركود عالمي منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات.

ويشعر بعض المستثمرين بالذهول من حجم الصدمة، وقالت ليز آن سوندرز، كبير الاستراتيجيين في “تشالز شواب” للاستشارات: “نحن بالفعل نبحر في منطقة مجهولة ونواجه ركودا وحشيا يشبه الكساد الكبير في حجمه وانهيار عام 1987 في سرعته وهجوم 9 سبتمبر فيما يتعلق بالخوف”.

ومع ذلك تواصل أسواق الأسهم الارتفاع منذ شهر، وما تم اعتباره في وقت من الأوقات مجرد “ارتفاع في سوق هابط” – وهي ارتفاعات قوية عادة ولكن قصيرة تحدث في وسط فترات الركود الحاد- تحول إلى قفزة نسبة 32% في الأسهم العالمية، وتقنيا، يعد ذلك بمثابة سوق صاعد جديد.

وعوض الارتفاع نصف تراجع سوق الأسهم منذ أواخر فبراير، ودفع مؤشر “فوتسي أول وورلد” إلى مستويات لم ترى منذ ارتفاعات السوق في صيف خفض الضرائب الأمريكية في 2017.

ويقول المحللون والمستثمرون إن المجهودات العالمية من قبل البنوك المركزية لتهدئة النظام المالي هي السبب.

ويقدر “سيتي جروب” أن أكبر البنوك المركزية سوف تشتري سندات بقيمة 5 تريليون دولار العام الجاري بقيادة الفيدرالي الأمريكي والذي قدم حزمة محفزات ضعف حجم الحزمة المشهودة في ذروة الازمة المالية العالمية في 2008/2009، بل إن الفيدرالي دخل مجالات كانت في وقت من الأوقات محرمة على البنوك المركزية، واعلن عن خطط لدعم ديون الشركات المصنفة دون الدرجة الاستثمارية من قبل وكالات

التصنيف الائتماني.

وإذا أضفنا دفعات السيولة وحزم الإنفاق الحكومية الأخرى التي تستهدف تحسين تأثير تدابير احتواء الفيروس، فإن فاتورة التحفيز الكلية تصل إلى 14 تريليون دولار وفقا لصندوق النقد الدولي.

وقالت جويس تشانج، مدير الأبحاث العالمية في “جى بي مورجان تشايس”، إن الفيدرالي كان واضحا للغاية في أنه سيفعل ما يتطلبه الأمر ولكن السؤال هو هل ما سيفعله سيكون كافيا.

ويبدو أن الكثير من المستثمرين يفكرون في نفس السؤال، وتقود أسهم التكنولوجيا مجددا الارتفاع في الأسواق، ولكن حتى أسهم شركات السياحة والترفيه صعدت بنسبة 24% من أدنى مستويات وصلت إليها، وبذلك تقلصت نسبة التراجع العام الجاري إلى 37%.

ويقول المحللون إن المستثمرين على ما يبدو يشطبون 2020 من حساباتهم ويراهنون بدلا من ذلك على احتمالات عودة الاقتصاد لطبيعته في 2021.

وقالت صحيفة “فاينانشال تايمز” إن بعض القوى الفنية التي عززت موجة البيع تساعد كذلك على زيادة الشراء مثل استراتيجيات التداول والتحوط من قبل البنوك التي تشتري تلقائيا بمجرد هدوء الاضطرابات، وفقا لـ “جى بي مورجان“.

ويقدم التاريخ كذلك بعض التشجيع إلى المتفائلين، وحللت شركة “بيسبوك انفيستمينت جروب” أرقام كل تراجع سوقي كبير في الأسهم الأمريكية ووجدت أنه بمجرد أن تعوض الأسهم نصف خسائرها عادة لا تعود لاختبار المستويات الدنيا مرة أخرى.

ولكن كان هناك حالة استثنائية واحدة بعد انهيار 1929 والكساد الكبير عندما ارتفع سوق الأسهم الأمريكية بنسبة 44% من أدنى مستوى وصل إليه في نوفمبر 1929 حتى مارس 1930 قبل أن ينزلق مجددا بنسبة 80%، ولم يستعيد أعلى مستوى مشهود في 1929 حتى سبتمبر 1954.

ويعتقد بعض الاقتصاديون أن هذا السيناريو يتكرر الآن، وحذر بول سينجر، مدير شركة “إليوت ماندجمينت”، من أن الأسهم قد تجدد انحدارها بسهولة وتنخفض بمقدار النصف عن ذروة فبراير.

وكتب سينجر في مذكرة حديثة للعملاء: “رغم المحفزات الهائلة حول العالم وجولات طبع الأموال غير المتوقعة، هناك عدم يقين كبير بشأن نجاة عدد كبير من الشركات في المستقبل”.

وعاد القلق ليتسلل إلى الأسواق نتيجة بعض التقلبات في سوق البترول التي انتهت بتراجع غير مشهود من قبل في أسعار الخام الأمريكي دون الصفر يوم الاثنين الماضي، ورغم ان هذا التراجع كان جزئيا نتيجة خلل تقني، فإنه يسلط الضوء على هشاشة الاقتصاد العالمي.

وفي نفس الوقت، بدأ موسم نتائج الأعمال في الربع الأول يكشف مدى عمق الدمار للإيرادات في العديد من الشركات، كما ان نتائح الاعمال الكئيبة في الربع الأول لن تضاهي النتائج “المرعبة” في الربع الثاني،  وفقا لكارن وارد، المحللة الاستراتيجية في  “جى بي مورجان” لإدارة الأصول.

وأشارت سوندرز إلى أنه حتى إذا لم تتراجع الأسهم إلى المستويات الدنيا في مارس،  فإن نطاق الركود الاقتصادي ينتج عادة ارتفاعات سوقية مزيفة تليها موجات بيع صادمة.

وحذرت من أن أي شخص يعتقد أن الأسواق ستواصل الارتفاع في خط مستقيم فهو لا يعيش على أرض الواقع.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

البنك الأهلي يستحوذ على 24% من رأسمال “هايد بارك” العقارية

استحوذ البنك الأهلي المصري على حصة البنك العقاري المصري العربي...

منطقة إعلانية