لقد تطلب الأمر شهرا واحدا لضرب سوق العمالة في أكبر اقتصاد في العالم، وسوف يستغرق الأمر وقتا أطول حتى يتضح الضرر الكامل لتفشي وباء فيروس كورونا على سوق العمل في الولايات المتحدة.
وتقول وكالة أنباء بلومبرج، إن أقسى ركود يمر على العمالة الأمريكية في التاريخ، تسبب في قيام أصحاب الأعمال بخفض 20.5 مليون وظيفة في أبريل، ما ضاعف معدل البطالة ثلاثة أضعاف إلى 14.7%، وهي النسبة الأعلى منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي.
ومن المتوقع أن يزداد الأمر سوءا في مايو مع امتداد التسريحات إلى عمال الياقات البيضاء (المديرين والمتخصصين في الاعمال الذهنية وليس العضلية).
“موديز”: سوق العمالة الأمريكي سيستغرق سنوات للتعافي
وقال ريان سويت، مدير أبحاث السياسة النقدية في “موديز أناليتيكس”: “إن الأمر كارثي، فهناك شخص فقد عمله وراء كل رقم من هذه الأرقام وسوف يستغرق الأمر سنوات للتعافي”.
وأضاف أن هناك بعض الأمل في عودة الأشخاص إلى أعمالهم بمجرد فتح الاقتصاد بالنظر إلى أن أغلب هذه التسريحات هي توقيف مؤقت، ولكنه أوضح أنه لا يوجد ما يضمن ذلك.
وأدخل وباء فيروس “كورونا” الاقتصاد الأمريكي في حالة من الجمود بعد أطول فترة توسع على الإطلاق.
“كورونا” يمحو في شهر الوظائف المضافة خلال 10 سنوات
ومسحت خسائر أبريل تقريبا جميع الوظائف التي أُضيفت خلال العقد الماضي، كما أنها أوضحت مدى عدم استقرار بيئة التوظيف لشرائح واسعة من الأمريكيين مع وقوع التأثير الأكبر على العمالة منخفضة الأجر وكذلك النساء والأقليات، وخاصة في قطاعات الفنادق والتجزئة والمطاعم.
وتوقعت ليديا بوسور من مركز “اوكسفورد ايكونوميكس” للأبحاث أن التسريحات في مايو سوف تمتد إلى المديرين والمحاسبين أو ما يطلق عليهم عمال الياقات البيضاء.
وأوضحت أن تقرير أيريل يعكس الجولة الأولى من تأثير كوفيد 19 على القطاعات التي تقع في مقدمة الجبهة وتضررت مباشرة من الإغلاقات والخوف.
خسائر الوظائف ستتركز في الصف الثاني خلال مايو
أما في مايو، سوف تتركز خسائر الوظائف في “الصف الثاني” من الشركات التي تتضمن وظائف أكثر تخصصا ولديها مكاتب والعاملين لديها دخولهم أعلى.
وقالت وكالة أنباء “بلومبرج” إنه بالنظر إلى أن شيكات بدل البطالة التي تقدمها الحكومة تشكل نسبة صغيرة من دخول هؤلاء الأشخاص، فإن تعمق هوة البطالة قد تزيد المطالبات بجولة رابعة من الكونجرس بخلاف تريليونات الدولارات التي تم التعهد بها بالفعل، وسوف يواصل الفيدرالي على الأرجح ضخ الأموال في الاقتصاد بينما سيترك أسعار الفائدة بالقرب من الصفر لفترة أطول.
وهناك كذلك خطورة أخرى في الشهور المقبلة وهي أن يتحول الركود إل كساد أعمق إذا تسببت موجة ثانية من العدوى في إغلاق الشركات مجددا بعد إعادة فتح بعض الولايات.
17 % معدل البطالة المتوقع في مايو
وترى “موديز” أن هذه الاحتمالية تزداد يوما بعد يوما، وتتوقع أن يبلغ معدل البطالة ذروته في مايو عند حوالي 17%.
وقال كارل ريكادونا، ويلينا شولياتيفا، وأندرو هاسبي الاقتصاديون لدى “بلومبرج”: “يتماشى مدى التراجع في الوظائف مع توقعات “بلومبرج إيكونوميكس” بانكماش بحوالي 40% في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي خلال الربع، ورغم أن التسريحات تركزت في قطاعات مثل المطاعم والفنادق والترفيه، فإن الخسائر وقعت تقريبا في جميع الفئات الفرعية، وينذر نطاق فقدان الوظائف بالتحديات الهائلة التي تواجه إعادة فتح مساحات شاسعة من الاقتصاد – وليس فقط قطاعات بعينها – وبالتالي تشير بوضوح أن التعافي على شكل حرف “v” لن يكون ممكنا”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا