ملفات

الدردشة الصوتية تكتب شهادة وفاة للمكالمات الهاتفية

المحمول

لعقود من الزمن كانت أفضل الطرق والأكثر شيوعا للوصول إلى شخص يصعب التواصل معه هي الاتصال به عبر الهاتف واضاف الإنترنت خيارا أخر بجلبه خاصية الدردشة عبر برامج مثل فيس تايم وانستجرام وسناب شات ومجموعة من الطرق الأخرى للبقاء على اتصال والتي جعلت المكالمات الهاتفية تبدو غير فعالة إلى حد كبير.

وبالنسبة للكثيرين تحولت الدردشة على مدار السنوات القليلة الماضية إلى طريق للإرسال وتلغراف وانتظار الرد المكتوب لكن يبدو ان ذلك يفتقد الى الحس الانساني فالانسان بحاجة إلى الرد الصوتي في اتصالاته كما يقول تقرير صحيفة وول ستريت جورنال.

ومع التأرجح بين المكالمات والدردشة النصية فقد الفرد جزء من دفء التفاعل والإنسانية مما احتفظ للاتصال الهاتفي كأولوية للتواصل في المقام الأول.

يمكن القول ان الوضع يتغير حاليا فلم يعد الفرد متلهفا على أيام الهاتف مع ظهور طرق أفضل للتحدث مع الناس بالفعل ففي الوقت الذي يعمل فيها عدد قليل من الشركات على بناء أدوات تعمل على تحسين المكالمات الهاتفية لجعلها أقل إرباكا وأكثر إنتاجية هناك نوع جديد من الدردشة بين ايدينا لكن لا نلمسه بشكل كافي يطلق عليه اسم المراسلة الصوتية، ويستحق مكانا بجانب الدردشة النصية واتصالات الفيديو كأجزاء أساسية من التحدث مع الآخرين في العصر الرقمي.

وقال تقرير الصحيفة الأمريكية أن دراسة أجرتها كلية إدارة جامعة ييل في عام 2016 وجدت أن بإمكان الأشخاص تقييم عواطف الآخرين على نحو أكثر دقة عند التواصل عبر الصوت فقط, وهذا أفضل بكثير من المحادثات المكتوبة أو الرسائل المنطوقة عبر الكمبيوتر، بل وأفضل من الدردشة المرئية. وإذا كان الفرد مهتم بالسرعة وحدها فان المحادثة الصوتية أسرع مرتين من الاتصال النصي.

وتتفوق الدردشة الصوتية على المكالمات الهاتفية لأن الأخيرة أكثر تعقيدا في تحقيق الاتصال حيث تتطلب تدوين مجموعة من الأرقام والانتظار لسماع الجرس من الطرف الاخر دون معرفة ان كان متاح للاستجابة ام لا فإذا لم يستجب فكل ذلك كان بلا مقابل. وفي حال الاستجابة يبدا استهلال الكلام والتعريف الشخصي وتوضيح سبب الاتصال ومن ثم الانتقال الى حديث صغير وأخيرا وداعا طويلا وقد يستغرق الرد على سؤال ثلاث ثوان مثل أين يجب أن نذهب لتناول العشاء؟ محادثة مدتها خمس دقائق.

وتفتقر الرسائل النصية رغم انها موجزة وموفرة للوقت إلى الإنسانية ويعد الحفاظ على طريقة التواصل أكثر أهمية وقد تكون الإجابة في تقنية قديمة أخرى مرت بتطور عالي التقنية وهو جهاز الاتصال اللاسلكي.

من المرجح أن يكون جهاز الاتصال اللاسلكي الحديث عبارة عن تطبيق للهواتف الذكية، وليس راديو محمول بحجم بطارية السيارة بميزة الضغط والتحدث التي يتذكرها الناس في الاعلانات القديمة. ومع ذلك، فإنها تعمل بنفس الطريقة حيث تضغط على زر للتحدث، وعند الانتهاء من رنين الصوت على جهاز شخص آخر يستمعون ويتحدثون.

أجهزة الاتصال اللاسلكي لديها أدواتها فتحتاج الى ارتداء سماعات الأذن او التعرض لسماع الآخرين للرسائل وهذا لا يزال قيد التطوير حاليا لكنه يقدم دردشات بطريقة تحمل دفء المكالمة الهاتفية، مع عدم وجود أي عوائق تكنولوجية أو قواعد مواقع التواصل الاجتماعي المهدرة للوقت.

يقول بيل مور، الرئيس التنفيذي لشركة زيللو لصناعة تطبيقات الرسائل الصوتية: ليست هناك حاجة للحديث المختصر او الدخول من خلال مواقع التواصل الاجتماعي للمحادثة.

ربما يكون هذا النوع من المراسلة الصوتية ممكنا بالفعل في الأدوات المستخدمة بالفعل في الدردشة. ويأتي مع ثلاث مزايا هامة متوفرة في المكالمات الهاتفية منذ عقود وهي:

بريد صوتي أفضل. فالبريد الصوتي سواء كان نظام الهاتف اندرويد او اي او اس أفضل في الهاتف النقال.

فمثلا مستخدم اي مسيج (iMessage) ما عليه سوى الضغط مع الاستمرار على الميكروفون على يسار مربع النص ثم تسجيل الرسالة وتمريرها سريعا لإرسالها وفي تطبيق اندرويد ستظهر الرسائل مرتبة حسب ارسالها ليسمعها المستقبل بشكل متتابع مثل النصوص والصور وملفات جي اي اف المرسلة في الاتجاهين بين طرفي المحادثة.

إنها ليست مكالمة هاتفية فورية لكنها لا تتطلب الانتباه الكامل أو غير الكامل لأنها طريقة أخرى للتحدث عندما لا يمكن الكتابة أو لا يريد الشخص ذلك بل ويمكن اعادة الاستماع.

يوصي التقرير مستخدمي اي فون بالدخول إلى الإعدادات ثم الرسائل ويختارون حذف الرسائل الصوتية بعد دقيقتين من تشغيلها لإن ضبط ممارسة هذه الخصوصية جيد وسيوفر بعض المساحة التخزينية. ويمكن أيضًا تمكين ميزة تشغيل الرسائل الصوتية الجديدة عند رفع الهاتف إلى الأذن مما يجعله يبدو أكثر تشبها بجهاز لاسلكي.

يمتلك كل من واتس اب وماسينجر فيسبوك ميزات مماثلة وهناك تطبيقات مخصصة للصوت أيضًا مثل زيللو وفوكسر.

الميزة الثانية هي معاودة الاتصال في وقت لاحق فعندما يتصل شخص ما، عادةً ما لا يكون لديه أي فكرة عما إذا كان الطرف الثاني متاح للدردشة واحتمال ان يفقده وسط المحادثة. وفي هذه الحالة سيتم تسجيل ذلك الجزء من المحادثة كرسالة صوتية بدلا من ذلك ويمكن الاستماع اليها في اي وقت لاحق.

الميزة الثالثة هي الدردشة في اي مكان فهناك أدوات توفر ميزة التواصل في اي مكان سواء كانت سماعات رأس ذكية أو مكبرات صوت ذكية أو نظارات ذكية أو ساعات ذكية لا تحتوي على شاشات كبيرة مزودة بلوحات مفاتيح متسعة.

ومع تحديث برنامج واتش او اس يمكن إجراء دردشات سريعة تشبه النصوص مع الأصدقاء على ساعة ابل الذكية وبدلا من النقر على الشاشة الصغيرة للغاية أو حمل المعصم على الأذن لدقائق في كل مرة سيحصل المستخدم على ميزة ويكي توكي (التحدث ماشيا) حيث يمكن بدء الرسالة بنطق كلمة معينة وذكر اسم الشخص المستهدف والمسجل سلفا علي الجهاز لبدء المحادثة فورا دون الاضطرار إلى لمس الجهاز.

ويظل الفرد ايضا قادرا على إجراء مكالمات هاتفية وإرسال نصوص، بالطبع، ولكن أفضل أدوات التواصل في المستقبل ستكون هي التي يمكن استخدامها باي طريقة.

قال إيروس ريسميني مسئول التسويق الرئيسي في “ديسكورد” وهو تطبيق دردشة شائع لمحبي العاب الفيديو أن الناس يتحركون بسلاسة بين الاتصال النصي والصوتي وبالفيديو.

ربما عندما تتقلص مساحة لوحات المفاتيح سيتم إملاء الرسائل النصية للجهاز بدلا من كتابتها حيث وجدت دراسة حديثة في جامعة ستانفورد أن النص الصوتي أسرع وأكثر دقة من المكتوب.

 

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

منطقة إعلانية