يتوقع دييجو باريللا مدير صندوق التحوط “كوادريجا إجنيو”، أن تحقق أسعار الذهب مكاسب كبيرة خلال السنوات القليلة المقبلة، خاصة وأن العقد المقبل سوف يتسم بالتضخم الذي تعجز البنوك المركزية عن السيطرة عليه، بحسب باريللا.

ويرى مدير صندوق “كوادريجا إجنيو”، أن أسعار الذهب يتقفز إلى ما بين 3000 أو 5000 دولار للأوقية في السنوات الثلاث إلى الخمس الماضية ارتفاعا من سعرها الحالي الذي يدور حوال 1800 دولار للأوقية.

وحقق صندوق “كوادريجا إجنيو”، البالغ قيمته نحو 450 مليون دولار، عائدا بنسبة 47% خلال العام الجاري 2020، من خلال المراهنة على الذهب وسندات الخزانة.

فقاعات الأصول وإدمان الشركات على الديون

ويقول باريللا في مقابلة مع وكالة أنباء “بلومبرج” من مدريد، إن المحفزات النقدية غير المسبوقة تغذي فقاعات أصول وإدمان الشركات على الديون وبالتالي فإن رفع أسعار الفائدة سوف يكون مستحيلا دون التسبب في انهيار اقتصادي.

الذهب وسيلة حماية من فقاعات العملات 

وأوضح أن أحد الفقاعات الرئيسية هي العملات الورقية وأحد المضادات الواضحة لهذه الفقاعة في النظام هو الذهب، وقال إن المسألة مسألة متى وليس إذا كان الذهب سيواصل الارتفاع.

وأضاف، “ما سنراه في العقد المقبل هو المزيد من هذه المحاولات البائسة التي أصبحت واضحة بالفعل وهي مواصلة البنوك المركزية لطبع الأموال والاقتراض وانقاذ الجميع والقيام بما يلزم فقط لمنع النظام بأكمله من الانهيار”.

وذكرت “بلومبرج” إن هناك أجماع حقيقي في وول ستريت على الضغوط التي تواجهها اسعار الأصول نتيجة الإنفاق التخفيزي القياسي وتبين أن الدعوات لتسريع التضخم كانت خاطئة لسنوات.

وقالت رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكون، ماري دالي، ورئيس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركن، أوائل الشهر الجاري إن ارتفاع نسبة التضخم بحدة ليست مصدر قلق كبير في الأزمة الحالية، مضيفا أنه في حال حدث ذلك، فإن الفيدرالي لديه الأدوات لاحتواءه.

حزم التحفيز تسببت في مشكلات أعمق في النظام المالي

ويرى باريللا، أن حزم التحفيز تسببت في مشكلات أعمق في النظام المالي فبعد أن تركت البنوك المركزية أسعار الفائدة بالقرب من الصفر لأكثر من 10 أعوام، تريد الآن أن تعيد صياغة كتاب القواعد خلال أزمة كورونا.

ويستثمر صندوق بارييلا 50% من أصوله في الذهب و25% في سندات الخزانة والبقية في استراتيجيات الخيارات التي تستفيد من الفوضى السوقية مثل عقود خيارات الدولار، وقال إن هذه الاستراتيجيات هي ما تساعدهم على تحقيق عائدات هائلة.

وارتفع الذهب بنسبة 19% العام الجاري وجذب أبرز المستثمرين في العالم والذين يؤكدون أن التوسع السري في ميزانيات البنوك المركزية سوف يقلص قيمة العملات الورقية ويرفع الطلب على الأصول الصلبة.

واستقر الذهب قرب المستوى البالغ 1800 دولار خلال تعاملات اليوم الجمعة بعد أن تراجع على نحو حاد في الجلسة السابقة، إذ تلقت جاذبيته كملاذ آمن الدعم من المخاوف بشأن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا وتوتر بين الولايات المتحدة والصين.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 1797.96 دولار للأوقية (الأونصة)، وتراجع الذهب في العقود الأمريكية الآجلة 0.1% إلى 1798 دولارا.

وقال جون شارما الخبير الاقتصادي لدى بنك أستراليا الوطني ”يظل الذهب قويا بسبب تنامي الضبابية الجيوسياسية، ومعاودة حالات الإصابة بفيروس كورونا الارتفاع في الولايات المتحدة وكذلك في أنحاء العالم، لكن صعود الدولار الأمريكي يكبح الذهب”.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا