ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 25% خلال العام الجاري 2020، وتم تداوله فوق سعر الـ1900 دولار للأوقية يوم الجمعة، وهو مستوى ليس بعيدا عن المستوى القياسي المسجل في 2011 عند 1921 دولار.
وفي نفس الوقت عوضت الأسهم العالمية – وفقا لمؤشر “إم إس سي آي” للعالم – أغلب خسائرها أثناء إغلاقات الاقتصاد العالمي الناتجة عن الوباء، وتبعد حوالي 5% عن الوصول للمستويات العالية التي وصلت إليها في فبراير.
ويقول كاتب مقالات الرأي لدى “بلومبرج”، مارك جيلبرت، والذي يغطي إدارة الأصول، إن “نظرة واحدة إلى حيثما تذهب الأموال الذكية تخبرنا أن أحد هاذين الارتفاعين لن يدوم”.
أدنى مستوى للاستثمار في الأسهم منذ 2014
وخفضت الصناديق السيادية في الربع الأول من العام الجاري 2020، استثماراتها في الأسهم لأدنى مستوى منذ 2014 على الأقل، وفقا للدراسة المسحية السنوية التي تجريها شركة “انفيسكو” والتي نشرت الأسبوع الجاري.
وعللت شركة إدارة الاستثمار هذا الخفض بمخاوف تتعلق بنهاية الدورة الاقتصادية والتي كانت القوة الدافعة وراء تراجع الشهية للأسهم.
ويقول الكاتب مارك جيلبرت، إن هذه الاتجاه لا يبدي أي علامات على الهدوء، ويخطط أكثر من ثلث صناديق الثروة السيادية خفض ممتلكاتهم في الأسهم في العام المقبل، ويعتزم 18% منهم خفضها بنسبة 5% أو أكثر.
الاستثمار المباشر والبنية التحتية أكبر المستفيدين وقالت “إنفيسكو”، التي استطلعت آراء 83 صندوق ثروة سيادية و56 بنك مركزي بإجمالي أصول تصل إلى 19 تريليون دولار، إن الاستثمار المباشر والبنية التحتية سيكونون أكثر المستفيدين من التدفقات الاستثمارية.
وتتناقض عدم الثقة في الأسهم مع تزايد الحماس للذهب الذي كان أداءه مذهلا خلال العام الجاري، كما أن مناصري الذهب يشيدون بالمعدن الأصفر باعتباره بوليصة تأمين ضد التلاعب المالي من قبل السلطات النقدية التي سوف تشعل التضخم.
أما مناهضيه يقولون إن الاستثمار في الذهب لا جدوى منه، ولكن البنوك المركزية قامت بالفعل بزياة احتياطياتها من الذهب في السنوات الاخيرة وفقا لمسح “إنفيسكو”.
18% من البنوك المركزية يخططون لزيادة مخصصاتهم من الذهب
وأوضح المسح أن اهتمام البنوك المركزي في الذهب سوف يستمر مع تخطيط 18% من البنوك المركزية لزيادة مخصصاتهم من الذهب العام المقبل بينما تعتزم 23% من صناديق الثروة السيادية زيادة استثماراتهم في المعدن النفيس.
وتختلف طرق ودوافع البنوك المركزية عن صناديق الثروة التي ترى الذهب كأداة تحوط من التضخم ذات ارتباط أقل بالأصول المالية الأخرى ويستخدمون صناديق المؤشرات والعقود الآجلة للذهب ومقايضات الذهب كأدوات استثمار، وفقا لتقرير “انفيسكو”.
تقليص تعرض الاحتياطيات للدولار
أما البنوك المركزية ترى المعدن كبديل لسوق الديون ذات العائد السلبي البالغة قيمته 14 تريليون دولار وكطريقة لتقليص تعرض احتياطياتهم للدولار، كما أنهم عادة ما يحيذون الذهب المادي.
ولكن هذا يعني أن وجهتهم واحدة، ويقول المحللون في “سيتي جروب” إن المسال مسألة وقت حتى يصل الذهب لمستوى قياسي جديد.
ويقول الكاتب مارك جيلبرت، “يمكن لمناصري الذهب أن يبتهجوا بأن الأموال الذكية لصناديق الثروة السيادية والبنوك المركزية في صفهم، وربما يتعين على مناصري الأسهم إعادة التفكير”.
واخترقت أسعار الذهب في تعاملات الجمعة الماضية حاجز 1900 دولار للأوقية (الأونصة) للمرة الأولى منذ 2011، إذ فاقم خلاف أمريكي صنين المخاوف حيال تضرر الاقتصاد العالمي المترنح بالفعل بسبب جائحة فيروس كورونا.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.7% إلى 1899.68 دولار للأوقية، وذلك بعد بلوغ 1905.99 دولار، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2011.
وتتجه أسعار المعدن الأصفر لزيادة بنسبة 5% على أساس أسبوعي، وهو أفضل أداء لها منذ الأسبوع المنتهي في 27 مارس.
وجرت تسوية عقود الذهب الأمريكية الآجلة بزيادة 0.4% عند 1897.5.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا