فشلت لجنة من وزراء “أوبك+” في التَّوصُّل لاتفاق يهدف لتأخير تقليص خفض النفط في يناير القادم وذلك قبل اجتماع كامل لأوبك وحلفاءها اليوم الإثنين.
وبحسب بلومبرج، قال أحد المندوبين إن معظم المشاركين في مناقشة غير رسمية على الإنترنت مساء الأحد، أيدوا الحفاظ على قيود الإنتاج عند المستويات الحالية دون زيادة حتى نهاية الربع الأول.
وبحسب المصدر المشارك في اللقاء، والذي رفض ذكر اسمه لخصوصية المحادثات، أيد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر تأجيل زيادة الإمدادات المقرر إجراؤها مع بداية العام الجديد، لكن عارضت الإمارات وكازاخستان تأجيل الزيادة.
وإذا لم يتم تعديل الاتفاقية هذا الأسبوع، فسيتم إعادة ضخ نحو 1.9 مليون برميل يوميًا من الإنتاج المتوقف، مما قد يدفع سوق النفط مرة أخرى إلى فائض المعروض ويقلص المكاسب الأخيرة التي حققها النفط.
وتراجع خام برنت حوالي 2% إلى 47.3 دولار للبرميل في تعاملات يوم الاثنين الساعة 12.05 مساءً بتوقيت القاهرة.
خلفية سريعة عن أوبك+ وقرارها
هوت أسعار النفط إلى مستويات قياسية في مارس الماضي بعد تفشي وباء كورونا حول العالم ما أدى لانخفاض الطلب بما يصل إلى 25% وهو ما دفع دول أوبك وحلفاء لهم من خارج المنظمة على رأسهم روسيا إلى اتفاق بخفض إنتاج الخام لتقليل المعروض ودعم الأسعار.
وكان العالم يستهلك قبل الوباء حوالي 100 مليون برميل في اليوم تقريبا.
وخطط التحالف لتخفيف بعض القيود في بداية عام 2021، مع آمال انتعاش الاقتصاد العالمي، لكن لازال الوباء يخيم على الوضع حتى بعد الإعلانات الأخيرة عن لقاحات قد تستغرق أشهر حتى تصل للعديد من الدول حول العالم.
خبير: على السعودية أن تتنازل في ظل رفض أبوظبي
وقال محمد دراوزة، المحلل في وحدة الأبحاث “ميدلي جلوبال أدفايزورز” لبلومبرج: “على السعودية أن تقدم تنازلات للحصول على اتفاق في ظل حالة الرفض من أبو ظبي”.
استدعت السعودية وروسيا مجموعة صغيرة من دول أوبك+ لإجراء محادثات في اللحظة الأخيرة في نهاية هذا الأسبوع، في محاولة على ما يبدو للتوصل لتوافق قبل اتخاذ قرار نهائي في مؤتمر مقرر يومي الاثنين والثلاثاء.
وقال مندوب آخر إنه رغم عدم وجود اتفاق حتى الآن، لا يزال من الممكن أن تؤدي المفاوضات في الأيام المقبلة إلى اتفاق.
كانت هناك إشارات عديدة على أن الاتفاق كان يميل إلى التأجيل في الأسبوع الماضي، وقال وزير الطاقة الجزائري عبد المجيد عطار، الذي يتولى هذا العام الرئاسة الدورية لأوبك، لبلومبرج نيوز إن المنظمة يجب أن تظل حذرة لأن ارتفاع أسعار النفط فوق 45 دولارًا للبرميل هذا الأسبوع قد يكون هشًا.
كما بحث خبراء أوبك الفنيون بيانات أشارت إلى مخاطر من وجود فائض نفطي جديد إذا استمرت زيادة الإنتاج.
وقبل نهاية هذا الأسبوع، كانت أغلبية من مراقبي أوبك + تتوقع أن تحافظ المجموعة على المستويات الحالية لبضعة أشهر أطول بسبب عدم اليقين المستمر بشأن قوة الطلب.
مع ذلك خيمت على القرار شكاوى من العراق ونيجيريا، بالإضافة للخلاف مع الإمارات التي أبدت غضبها من حدود الإنتاج هذا العام.
قال هاري تشيلينجويريان، رئيس إستراتيجية أسواق السلع في بنك بي إن بي باريبا إس إيه: “كالعادة، سوف يعود الأمر إلى الاجتماعات خلف الأبواب المغلقة يومي الاثنين والثلاثاء”.
وأضاف: “نتوقع أن يكون وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان في طليعة مؤيدي الحفاظ على تماسك أوبك+، للوصول في النهاية لتأجيل متوقع لتقليص تخفيضات الإمدادات العام المقبل.”
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا