يراهن مستثمرو الديون على أن بعض الشركات الأكثر تضرراً من تفشى جائحة فيروس كورونا المميت بإمكانها النجاح فى تجنب الإفلاس.
وارتفعت السندات الصادرة عن الشركات ذات التصنيف المنخفض فى الولايات المتحدة بنسبة %7 فى شهر نوفمبر الماضى، وفقاً لما يظهره أحد مؤشرات السندات الحاصلة على تصنيف CCC، وهى أكبر قفزة مسجلة فى أكثر من 4 أعوام.
وفى أوروبا، انخفضت عائدات السندات غير المرغوب فيها من أكثر من %8 فى مارس الماضى إلى ما يقرب من 3% فى ظل ارتفاع الأسعار، حيث شهد شهر نوفمبر أفضل أداءً للسندات منذ أبريل الماضى.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن القفزة التى شهدتها مؤشرات «آى سى إى داتا سيرفيسز»، ساهمت فى محو الخسائر التى تكبدتها المؤشرات، فى أعماق الاضطرابات السوقية خلال العام الجارى، لتتحول بذلك إلى المستوى الإيجابى لهذا العام، مما يعتبر تغير حاد بالنسبة للمستثمرين الذين كانوا يخشون ذات مرة من موجة عالمية من التخلف عن السداد.
وقال جون جريجورى، رئيس قسم التمويل بالقروض لدى شركة «ويلز فارجو سيكيوريتيز» الأمريكية: «يخبرك ذلك أن المستثمرين يتطلعون إلى الارتفاعات الحادة فى ظل كوفيد-19».
وأوضحت الصحيفة، أن قائمة المستفيدين بشكل أكثر من غيرهم من ارتفاع أسعار السندات تضم شركة الطيران الأمريكية «أمريكان إيرلاينز» ومشغل السينما الأمريكى «إيه إم سى إنترتينمنت»، وشركة الرحلات البحرية الأمريكية «فايكنج»، حيث يعيد المستثمرون تقييم إمكانات الشركات المتضررة من القيود التى فُرضت نتيجة تفشى الجائحة حتى يستطيعوا النجاة من الانكماش الاقتصادى.
وعندما تفشى فيروس كورونا على مستوى العالم فى مارس الماضى وبدأت الدول فى فرض عمليات إغلاق لمحاولة احتوائه، تراجعت قيمة ديون الشركات، مما دفع متوسط العائد عبر الشركات المصنفة من فئة CCC إلى ما يقرب من %20 فى الولايات المتحدة، مما يزيد قليلاً على %11 فى بداية العام، لكن العائدات تراجعت مرة أخرى خلال الصيف ثم تراجعت مرة أخرى فى بداية نوفمبر، عندما أصبحت نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية واضحة.
واكتسبت زخما إضافيا منذ 9 نوفمبر الماضى، عندما أعلنت شركتا «فايزر» و«بيونتيك» لصناعة الأدوية عن تطوير لقاح فعال للغاية فى الوقاية من كوفيد-19.
وتثير التطورات العلمية احتمالية تخفيف الحالة الاقتصادية الخانقة الناجمة عن تفشى فيروس كورونا، التى باتت وشيكة، كما أن ربحية الشركات التى تعتمد على الحركة الطبيعية للأشخاص ربما تعود إلى طبيعها مرة أخرى.
وتلقت أسواق الديون دفعة أخرى بعد أسبوع، عندما أعلنت شركة «موديرنا» الأمريكية، العاملة على تطوير الأدوية واللقاحات، أنها قامت أيضاً بتطوير لقاح فعال لفيروس كورونا.
وساعدت التوقعات الأكثر تفاؤلاً فى خفض تكاليف الاقتراض للشركات الخطرة إلى أقل من %10، وهو أدنى مستوى مسجل فى أكثر من عامين، مما أدى إلى موجة جديدة من جمع الأموال، حيث تقوم الشركات، التى تعانى من ضائقة مالية، بالاحتفاظ بالأموال فى أسواق السندات من المستثمرين المتعطشين للرهانات عالية العائد، ومن المفترض أن يساعد هذا الأمر الشركات من خلال ما يأملون أن يكون المرحلة الأخيرة من أزمة فيروس كورونا.
وقال جريجورى، إن السوق كان سيكون فى مكان مختلف، إذا لم تظهر أخبار اللقاح وتسبب الارتفاع الأخير فى حالات الإصابة بالوباء فى فرض قيود اجتماعية أكبر.
وأصبحت وكالة التصنيف الائتمانى العالمية «ساندرد آند بورز» أكثر تفاؤلاً، حيث خفضت معدل التخلف عن السداد المتوقع للعام المقبل، فبعد أن كانت توقع ارتفاع معدل التعثر فى السداد لمدة 12 شهرًا إلى %12.5 بحلول مارس المقبل فى الولايات المتحدة.
أصبحت تتوقع الآن وصول نسبة التعثر إلى %9 فقط بحلول سبتمبر المقبل، كما أنها تتوقع الآن دورة تخلف أكثر اعتدالاً فى أوروبا أيضاً.
ومع ذلك، لايزال بعض المستثمرين يتوخون الحذر، فقد سارعت الشركات إلى إصدار ديون منذ عمليات البيع المكثفة فى مارس، من أجل مقاومة الانهيار فى الأرباح.
وقال هنرى بيبودى، مدير المحفظة فى شركة «إم أف سى إنفستمنت مانجمنت”: «من المرجح ألا يصل اللقاح إلى كل مواطن أمريكى، ويبدو أننا ندخل موجة ثانية من تفشى الوباء، فى ظل الضغوط المرتبطة بالنمو الاقتصادى.. لايزال هناك الكثير من العمل الذى يتعين علينا القيام به».
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا