أخبار

2020….. عام تخطيناه بالأمل والحذر والترقب

عام

“عام حافل” هي أقل كلمة يمكن أن نصف بها عامنا المنتهي، بالطبع وباء كورونا كان بطل العام لكن لا يمكننا أن نغفل أحداث أخرى وأشخاص ومؤسسات محلية وعالمية نجحوا في تحقيق مكاسب في عام انكمش فيه اقتصاد العالم 4.4% بحسب أحدث تقديرات لصندوق النقد الدولي.

الأمل كان كل شيء تقريبا في 2020، نجح العلماء في التوصل لأكثر من لقاح للوباء الذي ظهر لأول مرة في مدينة وهان الصينية وقتل نحو 1.8 مليون شخص، في أقل فترة على الإطلاق تقريبا منذ توصل العلم للقاحات قبل أكثر من 200 عام.

بالطبع تضررت اقتصادات أغلب الدول وانكمشت، وتضررت السلاسل التجارية، في ظل الإجراءات الاحترازية والإغلاقات التي سادت دول العالم في الموجة الأولى وعادت لها العديد من الدول في الموجة الثانية، لكن الوباء دفع بعض الدول مثل الإمارات والسعودية للتفكير في أهمية تطوير إمكاناتها خاصة الزراعية.

من الأخبار الجيدة أيضا أن اللقاحات ستكون فعالة على الأغلب مع السلالة الجديدة من كورونا التي ظهرت شرق بريطانيا وعدة دول أخرى، كما أن البشر أصبح لديهم ثقافة جيدة في إجراءات السلامة والتباعد وحتى الإجراءات المتبعة حال الشك في الإصابة.

الذهب أم التكنولوجيا يحفظان أموالك في ظل الأزمة؟

لم يخسر الجميع، بالعكس، لكن الأهم أن معدن الذهب لم يكن الملاذ الوحيد، فبالرغم من مكاسبه التي بلغت نحو 22% منذ بداية العام، إلا أن أسهم شركات التكنولوجيا حققت أرباحا أكبر بكثير وحقق مالكيها مكاسب بمليارات الدولارات وضعتهم في صدارة أثرياء العالم.

رصدنا على مدار العام تطورات ثروة أشخاص مثل إلون ماسك، مؤسس شركة السيارات الكهربائية الأميركية تسلا، وثروة بيل جيتس بالطبع، وإيرك يوان، الملياردير الصيني الأمريكي مؤسس تطبيق زووم لمحادثات الفيديو على الإنترنت والذي نمت ثروته بـ13.6 مليار دولار خلال الأشهر الإثني عشر الماضية لتصل إلى 17.2 مليار دولار ويصبح رقم 112 بين الأغنى على سطح البسيطة.

مصريان لازالا ضمن أثرياء العالم

الملياردير المصري الشهير، نجيب ساويرس، كان أيضا بين الرابحين في 2020 بـ331 مليون دولار أضافها لثروته البالغة نحو 5.5 مليار دولار، لكن أخيه ناصف ساويرس، رغم أنه أغنى بثروة 6.64 مليار دولار لكنه خسر في 2020 نحو 183 مليون دولار، ربما الذهب الذي وضع فيه نجيب نصف ثروته هو ما دعم مكاسبه هذا العام، في كل الأحوال لا يزال لدينا مليارديران مصريان في قائمة بلومبرج.

إذن لم يكن 2020 وبالا على الجميع، فالبعض حققوا مكاسب استثنائية ما أثبت أن هناك أمل دوما للطموحين والمجتهدين وأصحاب الرؤى المستقبلية حتى في أحلك الظروف.

مصر أيضا لديها “يونيكورن”

أما في بلدنا مصر، فرغم خسارة مؤشر البورصة الرئيسي البالغة 22.3% والتي قد تعد الأعلى في المنطقة، لكن سهم فوري نجح في أن يكون أول يونيكورن مصري، ولمن لا يعلم فاليونيكورن هو مصطلح يطلق على شركات التكنولوجيا الناشئة التي تتخطى قيمتها المليار دولار.

فوري انتعشت أعمالها في ظل الوباء بدعم من الفكرة والعمل اللذان جعلاها في كل مكان حولك تقريبا، تستطيع أن تدفع من خلالها كل شيء تقريبا من الإبرة للصاروخ إن صح التعبير.

بارزون اختارهم القدر في 2020

توفي في مصر وعالمنا العربي العديد من الشخصيات البارزة خلال 2020 على رأسهم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وأيضا السلطان قابوس حاكم سلطنة عمان الذي ودعه شعبه بحب، ولا نستطيع أن نغفل الشيخ صباح الأحمد الجابر أمير الكويت، شخصيات بارزة سواء أحببتهم أو لم تقتنع بهم.

هناك من لا نحزن لسقوطهم

الأمل يظهر أحيانا في سقوط بعض الساسة الذين أصابوا عالمنا العربي أو حتى العالم، سقطت صفاء الهاشم النائبة الكويتية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهي التي كانت تتبنى فكرة طرد العمالة الأجنبية وعلى رأسهم المصريين، ولفظ الناخبون الأمريكيون دونالد ترامب الذي أثّرت تغريداته العديدة على تداولات البورصات العالمية طوال الأعوام الأربعة الماضية.

الوباء لا يفرق بين أمير وفقير

كورونا لم يفرق بين المشاهير والمغمورين فأصاب ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، وأصاب أيضا رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الذي رأى في بداية الوباء أن مناعة القطيع هي الحل ثم تراجع عن رأيه بعدما انتقده الإعلام البريطاني.

امتد بعد ذلك الفيروس لترامب نفسه الذي كان يظهر في العديد من الفاعليات دون ارتداء كمامة، ومؤخرا نجا الرئيس الجزائري عبد الحميد تبون بعد إصابته وعاد لبلاده سالما.

إنجازات مصرية تبعث على الأمل في عام الوباء

إذا عدنا للاقتصاد سنجد أن مصر رغم ظروف الوباء، نجحت في تحقيق نموا اقتصاديا في عامها المالي 2019-2020 بـ3.5%، ربما أقل من المتوقع لكنها كانت بين دول معدودة على مستوى العالم تحقق نموا.

أما في باقي المجالات فقد استمر المصريون في بعث الأمل، فكان مسلسل ما وراء الطبيعة هو أول مسلسل مصري تنتجه منصة رقمية عالمية هي نتفليكس، وحصل بيج رامي على جائزة بطل كمال أجسام مستر أولمبيا لعام 2020 بعد نحو 10 أيام من إصابته بكورونا، وميار شريف كانت أول مصرية تحقق فوزا بمباراة في أي بطولة من بطولات التنس الكبرى، وهي بطولة رولان جاروس.

حصل أيضا رامي يوسف الأمريكي ذو الأصول المصرية على جائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل في مسلسل تليفزيوني عن دوره في بطولة المسلسل الكوميدي الأميريكي “Ramy”.

أزمة سد النهضة لا تزال تثير قلقنا

“مصر هبة النيل”، كلمات قالها المؤرخ الإغريقي الشهير هيرودوت قبل نحو 1500 عاما، والنيل حاليا لا يكفي المصريين فتعمل الدولة المصرية على تقليل الفاقد من خلال تدوير المياه وتحسين طرق الزراعة وتبطين الترع وتحلية ماء البحر، لكن مصر لم تتنازل أيضا عن حقها التاريخي في مياه النيل الذي قامت على ضفافه أول حضارة في التاريخ، ربما يكون كلاما إنشائيا لكنها الحقيقة.

ولازالت إلى الآن إثيوبيا تتعنت في حفظ حق مصر، وتدعي حقها وحدها في النيل ضاربة بكل الأعراف والمواثيق عرض الحائط، نتمنى أن يبدأ العام الجديد بالتوصل لحل يحفظ للجميع حقوق التنمية والحياة من قبلها.

ماذا عن الأوضاع الاقتصادية الإقليمية؟

في المنطقة العربية، نجحت السعودية في مواجهة أزمة انهيار أسعار النفط التي تسببت فيها كورونا باتحاد سمي أوبك+ توصل لاتفاق يخفض معروض النفط لموازنة السوق المغرق بالمعروض دون طلب.

وتحسنت الأسعار مؤخرا لما فوق الـ50 دولارا للبرميل، ربما تحتاج دول الخليج للمزيد لتحقيق التوازن في موازناتها، لكنه يبقى سعرا أفضل من مستويات ما تحت الصفر القياسية التي سجلها النفط في مارس تحت ضغوط هبوط الطلب جراء الإغلاق العالمي خوفا من الوباء.

ألغت أيضا المملكة نظام الكفالة الذي استمر لعقود، وستطبق القرار في مارس المقبل، كما فتحت العمرة من جديد لكن بقيود تضمن سلامة ممارسي الشعائر.

لبنان استمرت في أزمتها الاقتصادية، لكن الحدث الأكثر إيلاما كان انفجار ميناء بيروت، لكن الكارثة وقعت بالطبع طوال سنوات الفساد وليس لحظة الانفجار التي دمرت 80% من المرفأ الذي تعتمد عليه لبنان للحصول من خلاله على 70% من البضائع للبلاد، لكن الأمل لازال موجودا في سويسرا الشرق حيث عادت الحياة، ليس لطبيعتها، لكنها لبنان ستظل تقاوم.

في العالم.. الأحداث لا تنتهي

اقتصاديا إذا ما تجاوزنا كورونا، ستظهر الحرب التجارية الأمريكية الصينية التي لا تبدو أنها اقتربت من نهايتها حتى بعد رحيل ترامب وتولي بايدن.

أما عن بريطانيا فقد أتمت لندن طلاقها من الاتحاد الأوروبي ووقعت قبل أيام اتفاقا تجاريا مع الاتحاد يختص بالتجارة وغيرها من الأعمال الاقتصادية، لكن يبقى التحدي في هل ستستطيع لندن الاحتفاظ بمكانها كمركز المال والأعمال في أوروبا؟، هذا ما ستكشفه الشهور القادمة.

لا يمكننا أن نترك بريطانيا دون أن نذكركم بقرار الأمير هاري وزوجته ميجان مغادرة القصر الملكي.

البيتكوين.. حدث ولا حرج

مكاسب خيالية حققتها العملة المشفرة الأشهر حول العالم “البيتكوين” بنسبة قد تصل لـ300% بعدما تخطى سعره 28,500 دولارا، لكنه يهدئ الآن من مكاسبه في آخر أيام العام.

في النهاية يجب أن نذكر أن علينا أن نحتفل بنجاحنا جميعا في تخطى عام رغم صعابه، وأن نذكر أنفسنا أيضا أن لا شيء سيتغير بعد الساعة 12 سوى الأمل الذي يدفع الإنسان للعمل والابتكار والاستمتاع بالحياة رغم صعابها.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

البنك الأهلي يستحوذ على 24% من رأسمال “هايد بارك” العقارية

استحوذ البنك الأهلي المصري على حصة البنك العقاري المصري العربي...

منطقة إعلانية