تنبأ أحد المراكز البحثية الصينية التي تقدم المشورة للرئيس الصيني شي جينج بينج، بأن العقوبات المفروضة على روسيا قد تؤدي إلى نتائج عكسية تضر بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها، وفق ما نقلته بلومبرج.
تكيفت روسيا إلى حد كبير للتعامل مع العقوبات المالية التي فرضت عليها في 2014، بعدما ضمت شبه جزيرة القرم.
” الحلفاء الأمريكيين والأوروبيين سينتهي بهم الأمر بالمعاناة بسبب دعمهم لأوكرانيا”، بحسب ما كتبه ما شيويه، الباحث المشارك في معاهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، المرتبط بوزارة أمن الدولة الصينية.
يبدو ذلك متناقضا مع معظم ردود الفعل المبكرة على الإجراءات، والتي تضمنت إزاحة البنك المركزي الروسي من نظام تحويلات الأموال العالمي “سويفت”.
كان من النتائج المباشرة لتلك الخطوة انخفاض الروبل بأكبر قدر منذ تسعينيات القرن الماضي.
كذلك خرجت العديد من الشركات الأجنبية الكبرى من الاقتصاد الروسي من بينها BP Plc و Shell Plc بسبب المخاطر المالية، كما انخفضت صادرات المعادن الصناعية الروسية مع تراجع مشتري السلع.
يذكر أن الصين امتنعت حتى الآن عن انتقاد أو تأييد غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا، وامتنعت أيضا عن التصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار يدين هذه الخطوة، موجهة الدعوة للطرفين باللجوء إلى الحوار بينهما.
وفقا للتقرير، فإن إخراج البنوك الروسية عن نظام “سويفت” سينتهي به الأمر إلى إلحاق الضرر بأوروبا بنفس القدر.
“قد تتكبد الولايات المتحدة أيضًا تكاليف كبيرة في المستقبل من خلال تقديم مساعدات اقتصادية وإنسانية للحلفاء”، وفق ما ذكره التقرير الصيني.
جاء في التقرير: “إذا لم يتم التعامل مع أزمة اللاجئين في أوكرانيا بشكل صحيح فسيؤدي ذلك إلى قيام روسيا ببث الكراهية وتخريب الناتو.. كما أن الجدل العنيف حول مشاكل اللاجئين داخل أوروبا يمكن أن يضر بوحدتها”.
يمكن للصين أن تقدم بعض الدعم لروسيا لتخفيف حدة العقوبات، حيث من المتوقع أن تحصل الشركات الصينية على النفط الروسي.
كما يمكن للصين أن توفر شريان حياة مالي لروسيا نظرا لأن بنك الصين الشعبي لديه مقايضة عملات بمليارات الدولارات مع نظيره في موسكو مما يسمح للدول بتوفير السيولة للشركات حتى تتمكن من مواصلة التداول.
عملت روسيا أيضًا على إزالة سيطرة الدولار على نظامها المالي في السنوات الأخيرة، إذ باعت معظم سندات الخزانة الأمريكية في عام 2018 – في الوقت الذي كانت تستعد فيه لعقوبات محتملة.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا