كتب: سليم حسن
يبلغ متوسط الإنتاج اليومي للأبقار المصرية من الألبان نحو 30 كيلو جرام للبقرة الواحدة، هذه الكمية من الألبان تباع حاليًا بأقل من التكلفة الحقيقية لها وهو ما قدره متخصصون بخسائر يومية تصل إلى 60 جنيهًا.
فهل لذلك علاقة بالحرب الروسية في أوكرانيا؟
اشتدت معاناة مزارع الثروة الحيوانية من تراجع مكاسبها مع فوران أزمة الحرب الروسية على أوكرانيا، سواء فى مرحلة التربية للذبيح، أو التربية لدر اللبن، وفقًا لأمين صندوق جمعية منتجي الألبان، يسري الضوي.
شهدت أسواق الثروة الحيوانية منذ نهاية فبراير الماضي ارتفاعاً في أسعار المدخل الأساسي للإنتاج، وهو الأعلاف التي تمثل 70% من تكاليف الإنتاج، بنسبة تخطت النصف تقريبًا، أوضح الضوي.
نتيجة لذلك، رفعت المزارع أسعار الألبان المباعة لشركات التصنيع بنحو 12 و13% مع بداية شهر مايو الجاري، إلى 10.14 جنيهًا للكيلو منذ مطلع مايو الجاري، مقابل 9.09 جنيهًا حتى نهاية أبريل الماضي، ونحو 8.60 جنيهًا في ديسمبر الماضي.
هذا ما دفع المصانع لزيادة أسعارها بنسب أعلى تصل إلى 20% تقريبًا، مع مراعاة ارتفاع التكاليف الأخرى للتصنيع بخلاف الألبان نفسها، مثل التعبئة والتغليف والمواد الخام الصناعية الأخرى.
شهدت الألبان زيادة في أسعارها خلال الأيام الأخيرة على مستوى المصانع، ليقفز حليب جهينة “المعبأ” إلى 18 و 20.5 جنيها للتر الواحد، قال عضو الشعبة العامة للمواد الغذائية بالاتحاد العام للغرف التجارية، حازم المنوفي.
البقرة تخسر 60 جنيه يوميًا
“في ظل ارتفاع التكاليف وعدم القدرة على زيادة الأسعار بصورة مساوية تخسر البقرة الواحدة نحو 60 جنيه يوميًا في إنتاجها من اللبن الذي يصل إلى 30 كيلو يوميا، تتوزع بواقع 15 جنيهًا في التكاليف الثابتة و45 جنيهًا في التكاليف المتغيرة” قال يسري الضوي، أمين صندوق جميعة منتجي الألبان.
من الطبيعي أن ترفع المزارع أسعار الألبان، إذ تزيد أسعار جميع السلع في الفترة الأخيرة متأثرة بارتفاع التضخم والتأثير السيئ للحرب الروسية على أوكرانيا، بالإضافة إلى تراجع سعر صرف الجنيه أمام الدولار بنحو 16% من 15.70 إلى 18.30 جنيهًا للدولار في المتوسط مؤخرًا، أوضح الضوي.
ما علاقة الثروة الحيوانية بالحرب؟
توفر مصر نحو 90% من حبوب تصنيع الأعلاف من الذرة الصفراء والفول الصويا عبر الاستيراد، وعبر روسيا وأوكرانيا بشكل خاص، لكن نتيجة للحرب الدائرة بين البلدين منذ نهاية فبراير الماضي تعطلت الإمدادات العالمية، قال أمين صندوق جميعة منتجي الألبان.
ارتدت الزيادات العالمية على أسعار منتجات الأعلاف نهائية الصنع محليًا بنمو 60% في المتوسط، لتُسجل نحو 9500 جنيهًا للطن فى المتوسط من أرض المصنع، مع زيادة تبلغ 300 جنيهًا قبل أن تصل إلى المستهلك النهائي.
كيف تأثرت المزارع؟
ارتفاع التضخم وانخفاض أسعار البيع خلال العام يدفع مزارع عدة للتوقف عن العمل، خاصة الصغيرة منها، في حين يدفع المزارع المتوسطة والكبيرة إلى تخفيض الإنتاج، والذي يعني انخفاضًا بالمعروض، قال الضوي.
خفضت المزارع الكبيرة أعداد الرؤوس لديها بين 8 و10%، والمتوسطة خفضت بين 15 و20%، والصغيرة بين 30 و40%، وذلك على من استمر منها في السوق.
تتخطى أعداد التربية في المزارع الكبيرة 400 رأس في الدورة الواحدة، وبالنسبة للمتوسطة فهي بين 100 و400 رأس، والصغيرة أقل من 100 رأس.
تضم جمعية منتجي الألبان نحو 123 مزرعة متنوعة الأحجام، يمثل إنتاها نحو 20% من المنتجات النظيفة في السوق، بواقع 1300 طن يوميا، ويستحوذ قطاع التربية لدى الفلاحين على النسبة الأعظم من الإنتاج.
كيف تُسعر الألبان؟
يتم تسعير مبيعات المزارع للمصانع بناءً على مُعادلة سعرية بالتعاون مع شركة جهينة، باعتبارها صاحبة أكبر حصة سوقية في مصر في الحصول على الألبان من المزارع والفلاحين، وتمثل وحدها ما يفوق 65% من قوة السوق الشرائية، قال الضوي.
تُطبق المعادلة بناءً على متوسط سعر شهرين سابقين، وتنقسم إلى شقين، ثابت ومتغير، الثابت يتحدد مع بداية كل عام بناءً على تقديرات نسب التضخم، التي إذا ارتفعت أثناء العام تتحملها المزارع حتى بداية العام الجديد، أضاف الضوي.
على الورق، تبلغ التكلفة الثابتة حاليًا 3.35 جنيهًا لكل كيلو، وهى أقل من التقدير الحقيقي لها بنحو 45 قرشًا في الكيلو الواحد، وسيتم التعويض عنها مع بداية 2023، بحسب تقديرات يسري الضوي أمين صندوق جميعة منتجي الألبان.
تتمثل التكاليف المتغيرة في عناصر التغذية، الأعلاف أبرزها، التي تُمثل 70% من تكاليف الثروة الحيوانية، وبناءً عليها تتغير أسعار بيع اللبن مع بداية كل ربع سنوي، قال الضوي.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا