مقالات

تحالف أوبك+ أنهى مهمته.. لكن لا تتوقع أن يختفى

أكمل تحالف أوبك+ من منتجى البترول مهمته لاستعادة كل البترول الذى أزاله من السوق خلال أعماق جائحة كوفيد-19، على الورق على الأقل، لكن لا تتوقع أن يختفى بعد.

اجتمعت المجموعة المكونة من 23 دولة مصدرة للبترول يوم الخميس اجتماعا افتراضياً – أو على الأقل أولئك الذين تمكنوا من الحضور، ولم يتمكن بعضهم على ما يبدو من الانضمام إلى المكالمة – ووافقوا على إضافة الشريحة الأخيرة البالغة 9.7 مليون برميل يومياً فى أغسطس من المعروض الذى وافقوا على خفضه فى أبريل 2020.

اتبع الاجتماع نفس نمط سابقيه فى الآونة الأخيرة، ولم يبرز فيه سوى إيجازه، وإذا كنت تعتقد أن الوزراء قد يستغرقون دقيقة واحدة للقلق بشأن تأرجح العالم على حافة الركود، مع ارتفاع أسعار الوقود فى العديد من البلدان المستهلكة إلى مستويات عالية جديدة، فأنت مخطئ.

وأشار الكثيرون للنتيجة – رفع حد الإنتاج المجمع للأعضاء العشرين الذين لديهم أهداف بمقدار 648 ألف برميل يومياً – منذ الاجتماع السابق فى أوائل يونيو، لكن لا تبدو حقيقة عدم وجود أمل لديهم فى إضافة هذا القدر الكبير من المعروض مهمة.

الإنتاج الفعلى للمجموعة بعيد حتى الآن عن هدفها، أى أن أى تغيير نظرى لهذا الهدف لا أهمية له على الإطلاق، كان الإنتاج المجمع لتلك الدول العشرين – مُنحت إيران وليبيا وفنزويلا إعفاءات من تخفيضات الإنتاج بسبب ظروفها الفردية – أقل من 2.6 مليون برميل يومياً عن هدفها فى مايو، وفقاً لبيانات من أوبك.

لم تتمكن المجموعة من الضخ بالقدر الذى وعدت به لأكثر من عام، وهى تتراجع أكثر كل شهر تقريباً، ووكان لتأثير العقوبات وتجاهل بعض المشترين الأوروبيين للخام الروسى تأثير على إنتاج الدولة، منخفضا بأكثر من 800 ألف برميل يومياً فى مايو، مقارنة بشهر فبراير.

لكن روسيا ليست الدولة الوحيدة غير القادرة على ضخ ما هو مسموح به، ودولتان فقط من أعضاء تحالف أوبك + حققوا أو تجاوزوا أهدافهم الإنتاجية فى مايو. وتمكنت نيجيريا وأنجولا، أكبر منتجين فى إفريقيا، من استخراج ثلاثة أرباع البترول الخام المسموح بهما فقط.

إذن ما هو مستقبل التحالف الآن بعد أن استعاد نظرياً كل الإنتاج الذى خفضه؟

لا تتوقع للتحالف أن ينحل، رغم عدم بالإمدادات الفعلية، حتى المنتجين من خارج أوبك، مثل روسيا وكازاخستان والمكسيك وماليزيا، يبدو أنهم ملتزمون تجاهه على المدى الطويل.

ولما لا؟ فالعضوية لا تكلفهم أى شىء، على عكس نظرائهم فى أوبك، وكما قال لى أحد المفوضين قبل عدة أشهر عندما سألت عن الفائدة التى رآها فى عضوية أوبك +، فإن الوصول إلى محللى أوبك يشبه الحصول على استشارات مجانية، وأضف إلى ذلك حقيقة أن العضوية تمنح مقعداً على الطاولة مع بعض أكبر مصدرى البترول فى العالم، فضلاً عن صوت، حتى لو كان صغيراً، فى تحديد سياسة الإنتاج.

ومع قيام كل من خارج أوبك بضخ قدر ما يستطيع، فإن أهداف الإنتاج لا تشكل قيدًا على الإنتاج.

سيطلب الرئيس، جو بايدن، من دول الخليج العربى فتح الصنابير على نطاق أوسع عندما يزور المنطقة فى وقت لاحق من الشهر الجارى، لكن هذا لا يحتاج إلى إزعاج بقية المجموعة، لأن صنابيرهم مفتوحة بالفعل على اتساعها.

إذن إلى الآن ستستمر الأمور كما كانت، وقد لا يكون هناك فائدة تذكر فى اجتماع الوزراء كل شهر بعد أن حددوا خطوتهم التالية فى أوائل أغسطس، لكن ربما لم يكن هناك جدوى من اجتماعهم طوال العام.

بقلم: جوليان لى

استراتيجى البترول فى «بلومبرج»

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

وزير الاستثمار والتجارة الخارجية: خطة لخفض زمن الإفراج الجمركي إلى يومين في 2025

أعلن وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، حسن الخطيب، عن خطة طموحة...

منطقة إعلانية