عبد الرحمن الشويخ
تزداد الرواتب السنوية للاعبي كرة القدم في كل عام بشكل خرافي، بالرغم من تردي المستوى الفني، وغياب الانجازات وقلة المواهب التي تخرج من البطولة، لكن الصراع المحموم بين الأندية على ضم اللاعبين، يجعلها تقدم رواتب تفوق قدراتها المالية، دون النظر لتأثير ذلك مستقبلاً.
نجوم كبار يتقاضون رواتب أقل من لاعبي الدوري المصري
من اللافت للنظر في ظل فترة الانتقالات الحالية على مستوى العالم، ومع الأخبار المتداولة نجد أرقام مالية للاعبين كبار أقل بكثير مما يحصل عليه لاعبين في الدوري المصري، فعلى سبيل المثال الويلزي جاريث بيل لاعب ريال مدريد السابق
انتقل لنادي لوس أنجلوس الأمريكي براتب سنوي 1.6 مليون دولار، كذلك محمود حسن “تريزيجيه” انتقل لطرابزون التركي براتب سنوي قيمته 1.5 مليون يورو، وبالتأكيد لو عاد إلى مصر فلن يقبل بهذا الراتب، في ظل حصول علي معلول مثلا على 1.4 مليون دولار، وبيرسي تاو على 1.25 مليون دولار مع إضافات أخرى وعدم الكشف عمن يلتزم بسداد الرسوم والضرائب المستحقة التي تقترب من 40% من قيمة العقد.
أما عقد مصطفى محمد لاعب جلطة سراي التركي، فبعد تفعيل شراء عقده مع الزمالك فهو يحصل على 900 ألف يورو سنوياً تزيد إلى مليون في موسم 2024/2023، وتصل إلى 1.2 مليون يورو في الموسم الذي يليه، بعدما كان 725 ألف يورو في الموسم المنتهي،
وهي أرقام تقل كثيراً عما أعلنه نادي الزمالك عن رغبة لاعبيه محمد أبوجبل وطارق حامد وكلاهما تجاوز الـ33 عاماً في الحصول على مقابل مالي يقترب من 30 مليون جنيه سنوياً، ورفض أشرف بن شرقي تجديد عقده مقابل 1.6 مليون دولار سنوياً.
615 مليون جنيه رواتب لاعبي الأهلي والزمالك في 2021
كشفت آخر ميزانية معلنة لناديي الأهلي والزمالك، عن تجاوز رواتب سنوية اللاعبين 615 مليون جنيه، بواقع 413.5 مليون جنيه للاعبي الأهلي، و202 مليون جنيه للاعبي الزمالك، بخلاف رسوم قيدهم التي تجاوزت 45 مليون جنيه، وهذه الأرقام مرشحة للزيادة بشكل كبير،
خاصة في الزمالك الذي قفزت رواتب لاعبيه أحمد سيد “زيزو” ويوسف أوباما وعبد الله جمعة وإمام عاشور ومحمود حمدي “الونش” أضعاف ما كانت عليه في العام المالي الماضي، كذلك الحال في الأهلي الذي ضم لاعبين جدد في فترتي الانتقالات الماضيتين بالتأكيد سيزيدون من هيكل رواتب النادي.
وتسبب وجود قوى شرائية جديدة في سوق انتقالات اللاعبين في الدوري المصري مثل بيراميدز، أكثر أندية أفريقيا انفاقا على الصفقات الخارجية في العقد الماضي، وسيراميكا كليوباترا وفيوتشر الذين ظهرا ضمن قائمة أكثر 10 أندية إنفاقاً على الصفقات الخارجية في العامين الأخيرين مع فاركو،
ولعل ذلك يظهر في تفضيل لاعبين مثل رمضان صبحي وأحمد فتحي وأحمد الشناوي الانتقال إلى بيراميدز عن الاستمرار مع الأهلي والزمالك، في محاولة القطبين الحفاظ على أفضل عناصرهما برفع سقف الرواتب، فيما كان التأثير واضح بالسلب على أندية مثل الإسماعيلي والمصري والاتحاد.
التدخل مطلوب فوراً
بينما يحاول العالم من حولنا وضع ضوابط للحد من الانفاق الغير مقنن على الصفقات، فالاتحاد الأوروبي وضع ضوابط تمنع الأندية من إنفاق أكثر من 70% من إيراداتها على كرة القدم، وبدأت المملكة العربية السعودية في إعداد لائحة خاصة لضبط الانفاق على المتزايد على الانتقالات والرواتب.
تسيطر العشوائية والغموض على ميزانيات الأندية في مصر، لذا لابد لوزارة الشباب والرياضة أن تتدخل مع اتحاد الكرة، لوضع حد لما وصلت إليه انتقالات ورواتب اللاعبين من أرقام لا تتناسب مع مؤهلاتهم الفنية.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا