كتب: سليم حسن
بعد أن كانت أسعار الغذاء عالميا آخذة في الزيادة بوتيرة متسارعة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في نهاية فبراير الماضي، عادت مؤخرًا للانخفاض، لكن هل يعني ذلك مزيدا من تراجع أسعارها، ثم كيف يرتد ذلك على السوق المصري؟
انخفاض الأسعار
هبط مؤشر الأغذية لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) خلال شهر يونيو الماضي بنحو 2.3% مقارنة بالشهر السابق له، ليُسجل ثالث تراجع شهري على التوالي، وإن كان لا يزال أعلى من مؤشر يونيو 2021 بنحو 23.1%.
يعكس الانخفاض في يونيو تراجع الأسعار العالمية لمنتجات الزيوت النباتية والحبوب والسكر، بينما لا تزال أسعار منتجات الألبان واللحوم تحقق زيادات، وتزيد المخاوف حول توقعات الطلب من ضغوط خفض الأسعار، وسط ما يشير إلى حدوث تباطؤ اقتصادي.
في يونيو الماضي انخفضت أسعار الحبوب 4.1% مقارنة بأسعار مايو، لكن لا تزال أعلى 27.6% عن مستوى يونيو 2021، وهبطت أسعار الزيوت 7.6%.
فيما ارتفعت أسعار الألبان 4.1% خلال يونيو الأخير مقارنة بأسعار مايو، لتُسجل 24.9% زيادة سعرية مقارنة بأسعار يونيو 2021، وسجّلت أسعار الأجبان الارتفاع الأكبر، مدغومة بارتفاع الطلب على الواردات وسط مخاوف السوق إزاء كمية الإمدادات المتاحة في وقت لاحق من السنة.
ارتفع متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم في يونيو السابق 1.7% عن مستواه المسجّل في مايو، ليبلغ مستوى جديد، وبزيادة تصل إلى 12.7% عن مستوى يونيو 2021.
هل تستفيد مصر؟
بالتأكيد ستستفيد مصر من تراجع الأسعار العالمية للغذاء، خاصة وأنها توفر أغلب احتياجاتها عبر الاستيراد، خاصة من سلعتي القمح والزيوت النباتية التي اعتادت توفير وارداتها عبر أوكرانيا وروسيا، وبعض المناشئ الأخرى.
“استفادة مصر من تراجع الأسعار العالمية للغذاء مرهونة”، هكذا وصف الوضع عضو غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، محمد شكري.
الاستفادة مرهونة بوصول البضائع الجديدة بأسعار الأقل، وطرحها في السوق، وفي المتوسط يستغرق ذلك بين 2-3 أشهر، ومرهونة أيضًا بعدم حودث انخفاضات جديدة لأسعار الجنيه أمام الدولار، الذي كان قد فقد نحو 16% من قيمته في مارس الماضي.
الوضع الحالي صعب، ونحاول جميعًا الخروج منه، خاصة وأن الحرب الروسية في أوكرانيا ضغطت كثيرًا على الاقتصاد العالمي، ولا يمكن تصور توقعات بعينها للمستقبل القريب، أضاف شكري.
أولا: الحبوب
ستستفيد مصر من انخفاض الأسعار العالمية للحبوب بالتأكيد، ليرتد ذلك على أسعار السلع الأساسية مثل القمح والزيوت، خاصة على مستوى التوريدات الحكومية الخاصة بالهيئة العامة للسلع التموينية، بحسب مصارد تحدثت لـ”ايكونومي بلس”.
شجع انخفاض أسعار الحبوب “السلع التموينية” للإعلان عن المناقصة الثالثة لها خلال فترة الحصاد المحلي، ولم تعتد الهيئة طرح مناقصات أثناء الموسم المحلي في السنوات السابقة، بهدف شراء أكبر كمية ممكنة بأسعار أقل لزيادة الاحتياطي الاستراتيجي الذي يبلغ حاليًا نحو 6 أشهر.
تسهيل الشحن من موانئ البحر الأسود
الاتفاق المرتقب خلال الأسبوع الجاري بشأن تسهيل العمل فى موانئ البجر الأسود بين تركيا وروسيا وأوكرانيا سيرفع من توقعات انخفاض الأسعار الفترة المقبلة، ويعد ذلك خطوة إيجابية بشأن تعزيز واردات السلع الاستراتيجية خاصة الحبوب، وفقا لما أوضحته مصادر بكبرى شركات استيراد الحبوب لـ”ايكونومي بلس”.
ثانيا: الألبان والأجبان
يشرح إيهاب الباز، مدير المبيعات في شركة عبورلاند لـ”ايكونومي بلس”، أن أسعار منتجات الألبان ستنخفض متى وصلت إليها الأسعار الجديدة للحبوب، والعمل بالتكاليف الجديدة المنخفضة.
ارتفعت الأسعار العالمية للحليب المجفف بفعل الطلب الكبير على الواردات واستمرار انحسار العرض العالمي وانخفاض مستويات المخزونات، مع انعدام اليقين في الأسواق إزاء عمليات تسليم الحليب في الأشهر المقبلة بتعزيز المشتريات الأجنبية وكذلك الطلب الداخلي في أوروبا عادت أسعار الزبدة للنمو.
ثالثا: اللحوم
يقول شريف عاشور، رئيس شركة الجزيرة لاستيراد اللحوم، إن ارتفاع أسعار اللحوم عالميا سيؤثر على الطلب، ما دفع المستهليكن في تحجيم مشترياتهم وتخفيف الاستهلاك، وهو ما قد لجأوا إليه وقت تفشي الجائجة وكذا منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا