تبدأ شركة القلعة للاستشارات تجارب آخر وحدتين فى مشروع المصرية للتكرير، خلال الشهر الحالى وشهر أغسطس المقبل، على أن تبدأ الشركة التشغيل الفعلى بنهاية صيف 2019.
وعانت الشركة تراجع الحكومات السابقة عن إتمام برامج الإصلاح الاقتصادى منذ تأسيس الشركة فى عام 2004، خاصةً المرتبطة بقطاعات الطاقة والقطاعات المستفيدة من تحرير أسعارها، والتى كان مفادها تخفيف عبء الدعم على موازنة الدولة واستغلال أصول الدولة الاستغلال الأمثل، خاصةً فى قطاعات النقل النهرى واللوجستيات.
لكنَّ برنامجاً مع صندوق النقد الدولى الحالى والتزام الحكومة بإكمال برنامج الإصلاح، ساهما فى تحقيق حلم القلعة المبكر، فى ظل اقتراب تنفيذ الخطوة الأخيرة من رفع الدعم عن المحروقات، وتسعير المواد البترولية بمعادلة تتضمن السعر العالمى للنفط وسعر صرف الدولار مقابل الجنيه.
قال تامر درويش، مسئول علاقات المستثمرين بالشركة، إنَّ إدارة «القلعة للاستشارات» كانت لديها رؤية مبكرة حول ضرورة التحول من الاقتصاد الريعى إلى سياسات اقتصادية أكثر حكمة للتخلص من أعباء باهظة على الموازنة العامة للدولة، متمثلة فى برامج الدعم العينى، واستغلال أمثل للأصول وموقعها كمحور للتجارة العالمية، ما دفع الشركة لتأسيس شركة «طاقة عربية» كإحدى أولى شركات توزيع الغاز الطبيعى، وإنتاج وتوزيع الكهرباء، فضلاً عن شركة «نايل لوجيستيكس» للنقل النهرى، والمشروع الأكبر للشركة «المصرية للتكرير».
أضاف، أن الشركة سعت للدخول باستثمارات فى جميع القطاعات التى كان من المزمع تحريرها، سواء الغاز الطبيعى، مشيراً إلى حصول شركة «طاقة عربية» على رخصة استيراد الغاز، أو الكهرباء؛ حيث بدأت الشركة بالفعل إنتاج الكهرباء عبر محطات للطاقة الشمسية، وأخيراً المحروقات من البنزين والسولار.
تابع، أن الفترة المقبلة قد تشهد تحول بعض المستخدمين إلى تسيير مركباتهم بالغاز الطبيعى بدلاً من البنزين والسولار، مع ارتفاع أسعار الأخير، مشيراً إلى امتلاك «طاقة عربية» 54 محطة من بينها 7 محطات غاز طبيعى، وتسعى خلال الفترة المقبلة للتوسع فى محطات الوقود بإضافة بين 7 و10 محطات وقود سنوياً، ويجرى حالياً عمل تخطيط للتوسع فى محطات الغاز الطبيعى فى ظل اكتشافات الغاز الأخيرة والتى تمثل حافزاً لتحول العديد من وسائل النقل للعمل بالغاز الطبيعى، وبالفعل تسعى الشركة لافتتاح محطتها الثامنة فى آخر 2019.
وأكد «درويش»، أنه على الرغم من زيادة أسعار المحروقات، خلال العامين الماضيين، بأكثر من %100، فإنَّ كميات الوقود المباعة مقاسة بعدد اللترات انخفضت بنحو %6 خلال عام 2018 مقابل عام 2017، لكنَّ إيرادات شركة «طاقة عربية» وصافى أرباحها ارتفع خلال العام بصورة أكبر، خاصةً أن الدولة كلما رفعت نسبة من الدعم عن المحروقات رفعت هوامش أرباح شركات التوزيع.
وكشف «درويش»، عن مساعى القلعة لطرح حصة من شركة «طاقة عربية» فى البورصة خلال الفترة المقبلة، لكنها كانت تنتظر إطلاق محطة الطاقة الشمسية فى «بنبان» بقدرة 50 ميجاوات، وبدء تشغيلها فى شهر فبراير الماضى ضمن المرحلة الثانية من برنامج تعريفة التغذية بسعر 8.4 سنت دولار/ كيلوات، مؤكداً وجود مجال كبير للنمو فى مشروعات الطاقة المتجددة يجرى دراسته بصورة كبيرة فى شركة «طاقة».
وفى مجال توزيع الغاز، احتفلت «طاقة عربية» مطلع العام الجارى، بتوصيل الغاز لمليون منزل؛ حيث حصلت الشركة على امتياز لتوزيع الغاز لـ4 مناطق تتضمن 11 محافظة من أصل 27 محافظة.
أشار «درويش» إلى أن ربحية توصيل الغاز لكل منطقة تتوقف حسب مدى سرعة استجابة المستهلكين لتوصيل الغاز، فخلال المرحلة الأولى من تواجد الشركة داخل كل منطقة تكون تكلفة التوصيل محددة وفقاً للسعر المدعم المعلن من الحكومة، وترتفع لمن تخلف عن توصيل الغاز فى المرحلة الأولى، وكشف عن استهداف الشركة 150 ألف توصيلة غاز جديدة خلال 2019.
ووفقاً لتوجه الحكومة فى تنمية قطاع الصناعات لزيادة معدل التصدير، لفت «درويش» إلى توجه شركة القلعة بالاستثمار فى شركة أسكوم للتعدين فى مجال تصنيع كربونات الكالسيوم؛ حيث تقوم الشركة بتصديره كمواد أولية بنسبة %85، وتستكمل الخط الثالث لإنتاج كربونات الكالسيوم فى خلال الربع الثالث 2019.
وأضاف أنه على صعيد شركة جلاس روك، الشركة العاملة فى مجال العزل الحرارى، فإن هناك تركيزاً قوياً على قطاع العزل الحرارى، خصوصاً بعد زيادة أسعار الكهرباء للتوجه نحو تخفيض أسعار الفواتير، لافتاً إلى أن الشركة بعد التعويم اتجهت للتصدير؛ نظراً إلى السعر الجذاب بسبب فرق العملة.
وأشار إلى أن «القلعة» استبعدت «مزارع دينا» من قائمة التخارجات بعد الانتهاء من مفاوضات بيعها، مؤكداً أن الشركة يجرى إدارتها كأحد الاستثمارات طويلة الأجل، مضيفاً أن التأثير السلبى لتراجع القوى الشرائية على القطاع الغذائى «مؤقت»، والقطاع يتمتع بفرص نمو قوية.
وكشف عن خطة الشركة لزيادة عدد قطيع الأبقار وإنتاجيته بمزارع دينا، فضلاً عن زيادة الطاقة الإنتاجية للألبان الطازجة المعبأة تحت العلامة التجارية للشركة، عبر افتتاح خط إنتاج جديد، الفترة الماضية، ويجرى دراسة إضافة خط آخر فى عام 2020، حيث حصلت الشركة على قرض بقيمة 100 مليون جنيه من بنك HSBC مطلع العام الجارى لتمويل التوسعات. وتمتلك «القلعة» منصة «توازن» لتدوير المخلفات.
كشف «درويش» أن شركة «إيكارو»، المتخصصة فى إنتاج الوقود الحيوي، تعمل على إنتاج الوقود وبيعه لمصانع الأسمنت، فى ظل خطط الأخيرة لتنويع مصادر الطاقة لتخفيض تكاليف الإنتاج، ويجرى حالياً الانتهاء من تركيب خط جديد لرفع الطاقة الإنتاجية من 70 ألف طن، إلى 120 ألف طن بنهاية يونيو الجارى.
عن الوضع المالى للشركة، قال «درويش»، إن الشركة نجحت فى تقليص الديون من 330 مليون دولار إلى 240 مليون دولار فى خلال الأعوام اﻷربعة الماضية، ويعد الأخير قرضاً من أوبك و«سيتى بنك» بالتحالف مع 5 بنوك محلية مصرية بغرض الاستثمار فى عدة شركات من ضمنها «المصرية للتكرير».
أضاف أن العام الجارى سيشهد إعلان خطة إعادة جدولة الديون الموجودة على القوائم المالية لـ«القلعة» والبالغة 240 مليون دولار.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا