سليم حسن
استيقظت مصانع الأعلاف والزيوت النباتية، اليوم الإثنين على صدمة جديدة في أسعار خامات الإنتاج التي تستمر في القفز اليومي، ولكن هذه المرة بصورة أقوى من قبل ذلك، وذلك على الرغم من إعلان وزارة الزراعة أنها توصلت إلى اتفاق مع البنك المركزى للإفراج عن مخزون الخامات المكدسة في الموانئ بنظام الآجل لمدد 6 و9 أشهر.
ما الذي يحدث؟
قفزت أسعار الفول الصويا اليوم الإثنين بقيمة 6000 جنيهًا في الطن الواحد لتُسجل 33 ألف جنيه، ومعها ارتفعت أسعار الذرة الصفراء بقيمة 500 جنيه جديدة فى سعر الطن ليُسجل 10.8 ألف جنيه للطن، وفق رئيس شركة الأهرام للدواجن، أنور العبد.
تسببت تلك القفزات القياسية الأخيرة في أسعار الخامات المستوردة في ارتفاعات مماثلة لأسعار المنتجات القائمة عليها من الزيوت النباتية والأعلاف، مدفوعة باستمرار انخفاض المعروض منها بالأسواق المحلية نتيجة ضعف تدبير العملة الصعبة، أوضح العبد.
كيف تأثرت الأعلاف؟
على خلفية ارتفاع أسعار الصويا والذرة، أعلنت مجموعة واسعة من مصانع الأعلاف زيادة أسعارها خلال اليومين الماضيين، وتراوحت الزيادات بين 500 و1000 جنيه في الطن، ليتجاوز سعر البيع 19 ألف جنيه لدى فئة من المصانع، وفق تجار تحدثوا إلى “ايكونومي بلس”.
القطاع التجاري، أكد أن السوق لا يُعاني من ارتفاع أسعار الأعلاف فقط، لكنه يُعاني أيضًا من شُح المعروض الكافي لاحتياجات صناعة الثروة الحيوانية التي تطلبها المزارع.
ارتد ذلك سلبًا على المنتجين في الفترة الأخيرة، لتقفز تكاليف الإنتاج بصورة أجبرت الكثير من مزارع التربية على ترك السوق، ما قلل المعروض من اللحوم في الفترة الأخيرة، وفق ياسر النجار، تاجر الأعلاف.
ترتبط الأعلاف بصلة وثيقة مع الثروة الحيوانية، إذ تُمثل نحو 70% من مدخلات إنتاجها، في حين تمثل الذرة والصويا نحو 90% من تكلفة صناعة الأعلاف نفسها.
كيف تأثرت الزيوت النباتية؟
وفق مؤشرات أسعار السلع في الأسواق المحلية، أثر ارتفاع أسعار الفول الصويا بالتحديد على زيوت الصويا النباتية من جميع الفئات بزيادة 2500 جنيهًا في الطن.
ارتفعت أسعار زيوت الصويا الخام إلى 42.5 ألف جنيه للطن، والمنزوع إلى 43 ألف جنيه في الطن، والمكررة إلى 45 ألف جنيه للطن.
تمر الأسعار العالمية للفول الصويا وزيوتها بمرحلة صعود متوالية في الأسابيع القليلة الأخيرة، ما يضغط على تكاليف الإنتاج مُباشرة، لتتضخم أعباء التصنيع محليًا، نظرًا لأن أغلب الاحتياجات مستوردة، وفق مديرة تسويق شركة المتحدة للزيوت النباتية، نرمين الصفتي.
تستورد مصر نحو 97% من احتياجاتها السنوية من الزيوت النباتية التي تقترب من 2.6 مليون طن، إما عن طريق زيوت خام تُكرر محليًا، أو عبر بذور زيتية تُعصر ثم تُكرر محليًا أيضًا.
يأتي ارتفاع الأسعار العالمية للصويا بصورة مفاجئة على خلفية نقص المعروض، بعد أن سجلت مؤشرات أكتوبر الماضي مستوى أقل من مثيلتها في سبتمبر السابق له بنحو 2.5%، لتنخفض إجمالًا بنحو 20% مقارنة بالأسعار قبل عام تقريبًا، وفق مؤشرات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو”.
ارتفاع الأسعار العالمية للزيوت نفسها يأتي في فترة تعانى فيها الأسواق من تضخم في تكاليف الشحن البحري، ما يُعد عاملًا إضافيًا في الضغط على التكاليف، خاصة وأن هذه الأزمة مستمرة منذ أن انتشر فيروس «كوفيد-19» مطلع 2020، وفق رئيس شركة الحامد لاستخلاص الزيوت النباتية، حازم الشاذلي.
لكن ارتفاع الأسعار العالمية لا يعني ارتفاعها في مصر، خاصة وأن السعر الفعلي للبيع أعلى بكثير من الأسعار العالمية، فالصويا مثلًا يقترب سعرها العالمي من 700 دولارًا للطن أو (17.1 ألف جنيه عند سعر صرف 24.5) وهى الأسعار العادلة من وجهة نظر مدير شركة النيل للأعلاف، عمرو البدري.
إفراجات بالآجل ورقابة مُشددة
علمت “ايكونومي بلس”، أن وزارة الزراعة اتفقت مع مسئولي البنك المركزي على الإفراج عن خامات الذرة الصفراء والفول الصويا المحجوزة في الموانئ، وذلك بنظام الآجل لمدد تتراوح بين 6 و9 أشهر.
وقدرت مصادر لـ”ايكونومي بلس” كمية خامات الأعلاف المحتجزة بالموانئ بما يتجاوز مليوني طن، منها نحو 1.4 مليون طن من الذرة الصفراء، وأكثر من 600 الف طن من الفول الصويا.
كما اتفقت الوزارة خلال اجتماع لها، أمس الأحد، مع الأجهزة المعنية على أن تُشدد الأجهزة الرقابية عملية فرض رقابة صارمة على الشركات المستوردة لخامات الأعلاف من حيث توزيع الكميات على مصانع الأعلاف وأيضا الرقابة على أسعار الذرة الصفراء والصويا.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا